تمكنت المليشيات الحوثية، من إحكام سيطرتها على معظم مناطق القبائل المناوئين لها في مديرية كشر، بمحافظة حجة، رغم إعلان التحالف تنفيذ غارات نوعية لحماية المدنيين، فيما أعلنت الحكومة المنطقة «منكوبة» مطالبة بتدخل الأممالمتحدة لوقف الجرائم الحوثية، في حين تواصل الجماعة التنكيل والانتقام من أبناء حجور، وسط اتهامات للشرعية والتحالف بخذلان المنطقة. وأوضحت مصادر ميدانية ل«أخبار اليوم» أن المليشيات أحكمت سيطرتها على معظم مناطق قبائل حجور، بعد سيطرتها على مركز المديرية ومنطقة العييسة، قبل نحو يومين. وأضافت المصادر إن مليشيا الحوثي تمكنت من اقتحام قرى ومواقع القبائل في الزعاكرة وبني عمر، ونفذت عمليات إعدامات جماعية لرجال القبائل واعتدت على النساء والأطفال، ومنعتهم من مواراة جثامين القتلى، وتمثيلها بهم بعد قتلهم، ومنهم القيادي في المقاومة الشيخ/ أحمد الزعكري "أبو مسلم" الذي قتلته المليشيات بعد إصابته بجرح بليغ. وأشارت المصادر إلى استشهاد نساء، منهن «هناء حسين النمشة» والتي منعتها المليشيات من مواراة جثمان أخيها الذي أعدمه الحوثيون أمامها، فغافلتهم بحمل بندقية وأردت بعدد منهم بجوار أخيها، قبل أن تقتلها الجماعة الانقلابية بعد انتهاء ذخيرة سلاحها. وعمدت المليشيات إلى تفجير عشرات المنازل وتفخيخ منازل أخرى، فيما أصيب الشيخ/ زيد عرجاش- وكيل المحافظة ورئيس ناصري حجة- فيما الأنباء الواردة من المنطقة تشير إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين في قصف جوي في مركز المديرية. وقام محافظ حجة- المعين من قبل الحوثيين وقيادتها في المحويت والحديدة- بزيارة لمركز كشر يوم أمس الأول، ولم يتعرض مواكبهم المصحوبة بالمدرعات والأطقم والمسلحين للقصف الجوي، وفق مصدر محلية بالمنطقة. بدورها أعلنت الحكومة اليمنية، مديرية كشر منطقة منكوبة، جاء ذلك في مؤتمر صحفي لوزير حقوق الإنسان، عقد أمس في مصر، دعا فيه الأممالمتحدة للضغط على الحوثيين لوقف المجازر البشعة التي ترتكبها المليشيات بحق المدنيين من أبناء حجور. وندد عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وقيادات سياسية وعسكرية، بخذلان الشرعية والتحالف لقبائل حجور وتركهم دون مساندة حقيقية، ما مكّن المليشيات من اقتحام مناطقهم وارتكاب جرائم إبادة جماعية. وتساءل النشطاء عن ال8 كتائب التي أصدرت هيئة الأركان العامة في 23 فبراير الماضي، أوامر بتحركها من المناطق الأولى والثالثة والثانية والسادسة ومحوري المهرة والغيظة، لفك الحصار عن حجور خلال(72) ساعة حسب التوجيهات الرئاسية. وطالب النشطاء، محافظ حجة/ عبدالكريم السنيني، بالاستقالة، متسائلين عن تصريحه الذي أدلى به قبل أسبوعين، عن وصول القوات العسكرية المكلفة بفك الحصار عن حجور إلى المنطقة الخامسة، وحديثه عن عملية عسكرية قريبة. ورأى النشطاء والسياسيون والمراقبون- في منشورات وتصريحات أدلوا بها ل«أخبار اليوم»- أن تباطؤ الشرعية والتحالف في تحريك القوات العسكرية لفك الحصار عن قبائل حجور- رغم إعلان تحركها لتنفيذ العملية- دفع المليشيات الحوثية لحشد أكبر قوات من مسلحيها، وتكثيف هجماتها على المنطقة، والتي تكللت بالسيطرة عليها بشكل شبه كامل. وأكدوا أن التحالف العربي والحكومة وقيادة الجيش، مسؤولون بشكل مباشر عن ما يرتكبه الحوثيون من جرائم وانتهاكات وأعمال قتل وتنكيل وإعدامات بحق أبناء حجور، وأنهم مشتركون- بشكل غير مباشر- بما حدث من هزيمة لأبناء حجور وما قد ترتب عليها من خسائر بشرية وانتهاك للأعراض، وجرائم إبادة جماعية. دون أن ينقص ذلك، من المسؤولية التي تتحملها المليشيات الحوثية أولاً، باعتبارها مرتكب الجريمة والمحرّض والمنفذ والقاضي والحكم فيما يحدث في مديرية كشر.