دعا الرئيس التونسي الأسبق، منصف المرزوقي، المحتجين في مدينة تطاوين (جنوب شرق) إلى التعاون مع الجيش والأمن، وعدم الالتفات إلى الدعوات القادمة من ما سماه “محور الشر العربي”، والتي تحرض على الصدام بين المحتجين وعناصر الجيش والأمن، بهدف نشر الفوضى في البلاد. ودوّن المرزوقي على صفحته في موقع فيسبوك: “نداء إلى أهلنا في الجنوب: كل المحبة وكل التضامن مع حقكم في الاعتبار ومع مطالبكم الأكثر من شرعية والتي طال التسويف فيها والمماطلة. وأيضا كل التمني عليكم بألا تنسوا أبدا أن الجيش جيشكم، وأن الشرطة شرطتكم، وأن الدولة دولتكم، وأنه كما أظهرت أزمة الكورونا لا وطن لكم في آخر المطاف إلا أرض الآباء والأجداد”. وأضاف: “تذكروا دوما أن محور الشر المترصد ببلادنا لن يفلت أي فرصة مباشرة أو خاصة عبر طابوره الخامس لصبّ مزيد من الزيت على النار ففوتوا الفرصة على ألدّ أعداء تونس الحبيبة. ما ضاع حق وراءه طلاب مثلكم. وفقكم الله في نضالات الأقوياء الشجعان المسالمين الكرام أبناء الكرام. ولا بد لليل أن ينجلي”. إلى ذلك تجددت الاحتجاجات، أمس الأحد، في مدينة تونسية، منددة بمقتل شاب يشتبه أنه يعمل في التهريب، مطالبة بقدوم رئيس البلاد قيس سعيد؛ إليهم لرد اعتبارهم. والثلاثاء الماضي، قتل شاب (24 عاما) من أبناء مدينة رمادة التابعة لمحافظة تطاوين (جنوب شرق) الواقعة على الحدود مع ليبيا، أثناء قيادة سيارته قرب الحدود مع ليبيا، وسط تحقيقات من الجيش في الواقعة، عقب اتهامات له بقتله. وبحسب مراسل الأناضول، نظم 150 شخصا مسيرة في اتجاه المعبر الحدودي بذهيبية وازن، ثاني أكبر المعابر بين تونس وليبيا، والتقوا قادة عسكريين بجوار المنفذ الحدودي. وأسفر اللقاء عن “تعهد المحتجين وممثلي المؤسسة العسكرية بضبط النفس لتجاوز حالة الاحتقان التي عاشتها المدينة”. وقال على العماري، أحد المشاركين بالمسيرة للأناضول: “وقفتنا اليوم رد اعتبار لمدينة رمادة عقب مقتل الشاب والاعتداء على ممتلكات أهل المدينة ونريد أن يأتي لنا الرئيس لرد اعتبارنا”. ومنذ الأربعاء الماضي، اندلعت احتجاجات بالمدينة منددة بمقتل الشاب، ومتهمة قوات تتبع الجيش بأنها وراء مقتله عقب قيادة لسيارته قرب الحدود مع ليبيا. غير أن وزارة الدفاع التونسية قالت، الأربعاء الماضي، إنها استهدفت “تحركات مشبوهة” لأربع سيارات قادمة من التراب الليبي، وتم التعامل معها من جانب الوحدات العسكرية وتم فتح تحقيق فيها، دون الإشارة لمقتل الشاب أو استهدافه.