عاشت عدن، أمس الجمعة، فرحاً غادر بها زمن المآسي، وكافأ مجتمعها الذي انتصر بالحرب والسلام، ضد العنف والتطرف والإرهاب. وبافتتاح استاد الحبيشي في العاصمة، الذي يعود تأسيسه لعام 1905، ارتفعت أهازيج الجماهير، تؤازر فريقيها نادي التلال ونادي وحدة عدن عصر البارحة. انتهت دقائق المبارة بهدف وحيد للوحدة سجله المهاجم سعدون المحوري في الشوط الأول، مكن به نادي الوحدة من نيل كأس الاستقلال. "داخل الملعب".. توافدت الجماهير قبل إنطلاق المباراة بأكثر من ساعتين احتشدت في المدرجات وغلب اللونين الاحمر والأخضر على المشهد العام جماهير الوحدة بعضها يلبس القمصان الخضراء وأخرين يلبسون القبعات والبعض يرسم شعار الوحدة على وجهه، أطفال صغار غطت وجوههم باللون الأخضر، وبالمقابل كان اللون الأحمر يتقاسم مع الاخضر مدرجات الملعب، هنا يرفعون رايات خضراء وهنا يلوحون بالرايات الحمراء دوي الطبول يصاحب اهازيج وهتافات اختلطت ببعضها في أجواء حماسية وفي مشهداً اكثر من رائع. "خارج الملعب" المئات من الجماهير يتسابقون للدخول أمام أبواب مغلقة بعد أن اكتظ الملعب في الداخل إلى آخره، حركة السيارات في الشوارع المحيطة بالملعب أصابها الاختناق وامتدت الحشود حتى مسافات بعيدة عن الملعب من كثر الأعداد المتوافده، وفي الخارج كانت الاهازيج والهتافات والطبول كما في داخل الملعب، رجال الأمن ورجال المرور كان لهم الدور الأكبر في عملية التنظيم ورغم صعوبة ذلك الا انهم ابلو بلاءاً حسناً. وصل موكب الفريقان إلى بوابة الملعب والجماهير في الداخل والخارج كان ذوي هتافاتهم واهازيجهم أصواتهم يصل إلى اسماع من في الأحياء السكنية القريبة من الملعب، دخل الفريقان إلى ملعب اكتسى بارضية جديدة من العشب الصناعي وغصَ بزخم جماهيري لافت ويصعب وصفه مهما كان الحيز كبيراً، وبدأت عملية الإحماء لكلا الفريقين. انطلقت صافرة البداية حتى انها لم تسمع بوضوح من شدة الهتافات وقرع الطبول، دارت الكرة بين اقدام اللاعبين بحذر شديد وتحول بسرعة إلى هجمات وارتفاع لوثيرة الحماس. وبعد عدة هجمات تمكن اللاعب "سعدون المحوري" مهاجم وحدة عدن من تسجيل هدف التقدم من هجمة مرتدة رائعة، انتفض التلاليون وسرعان ما شنوا هجماتهم لكن عارض مرمى الوحدة منعت اكرم الصلوي من تعديل النتيجة، لينتهي الشوط الأول بتقدم بيارق الهاشمي بهدف دون رد. دار الشوط الثاني سيجالاً بين الفريقين هجمات متبادلة لم تسفر عن أي نتيجة حاول التلال التعديل لكنه لم يتمكن بعد أن تراجع لاعبو الوحدة للدفاع والحفاظ عن النتيجة، وقبل انتهاء الشوط الثاني بعشر دقائق كثف التلاليون من هجماتهم وشنوا عدد من الهجمات ولكن لم تصل إلى شباط مرمى الوحدة، ليطلق الحكم صافرة النهاية معلناً بذلك فوز وحدة عدن بهدف مقابل لا شيء. تم تسليم كأس الإستقلال لفريق وحدة عدن وسط مراسم احتفالية واهازيج من المشجعين والجماهير العريضة التي حضرت لمؤازرة فريقها، حيث تسلم الكأس قائد فريق الوحدة الكابتن "محمد بارويس" وامتدت آثار المباراة مكاناً كل عدن وزماناً ستستمر إلى الغد وما بعده، بعد حضور نوعي مميز. في المباراة رفعت جماهير الفريقين الأعلام، وحضور عشاق نادي التلال من المكلا، حيث كانت باصات الجماهير جاهزة لنقلهم إلى الملعب تمام الساعة الثانية والنصف في جولة السيلة أمام بوابة الروضة. تجاهلت عدن، أمس، كل مُر مر عليها بهذه الحدث الجليل الذي استبشر سكانها به بعودة الأمل من جديد لهذه المدينة الجميلة، من صفحات التواصل الاجتماعي إلى شوارع عدن ضجت الفرحة والتفاؤل. غرد خالد الناخبي: الذكريات تتجدد والأمل يعود لمدينة عدن، عدن التاريخ والحضارة، ملعب الشهيد الحبيشي يخوض المباراة الأولى الحماسية بعد انقطاع فترة طويلة. وغردت الصحفية لولا علي، رغم الألم والحياة الصعبة، عاشت عدن اليوم أجواء الثمانينيات في الحضور والتشجيع لقطبي الكرة الثلال والوحدة، خطوة بألف ميل شكرا للقائمين على إعادة تأهيل معلم عدن ميدان الحبيشي. أبو صالح يقول، نعم إنها عدن أرض المحبة والسلام، عدن التاريخ والأصالة، من ملعب الحبيشي تعود ذكرياتنا العريقة..