كان العالم فى أغسطس من عام 1914 على موعد مع حرب عالمية كارثية بكل المقاييس، إنها الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) خسر فيها الجميع وكانت نتيجتها تدمير شامل لإمبراطوريات كبرى.. ولكن كيف كان حال أوروبا التى دخلت الحرب. يقول كتاب "الحرب العالمية الأولى.. مشاهد علمية" ل سايمون آدمز: أوروبا المنقسمة: فى مطلع القرن العشرين كان العداء يتزايد بين الدول الأوروبية حيث تنافست كل من بريطانياوفرنساوألمانيا لفرض سيطرتها على التجارة وبسط النفوذ على أعالي البحار، بينما تجلت أطماع كل من النمسا – المجر وروسيا في محاولة السيطرة على دول البلقان جنوب شرق أوروبا. أدى التوتر العسكرى بين ألمانياوالنمسا – المجر من ناحية، وروسياوفرنسا من ناحية أخرى إلى تكوين تحالفات عسكرية قوية. كما ساعد سياق التسليح البحرى على زيادة هذا التوتر. وفى الفترة بين عامي 1912- 1913 اندلعت حربان كبيرتان في دول البلقان، إذ حاولت الدول المتحاربة تقسيم الأراضى الواقعة تحت السيطرة العثمانية فيما بينمها. وبحلول العام 1914 كان الوضع في أوروبا حرجا جدا، إلا أنه لم يكن سوى قليلين اعتقدوا أن حربا على مستوى القارة كانت حتما مقضيا. فى الثامن والعشرين من يونيو 1914 فى مدينة سراييفو بالبوسنة اغتيل الأرشيدوق فرانز فرديناند وريث العرش النمساوى المجرى. كانت البوسنة جزءا من النمسا – المجر منذ عام 1908 حتى طالبت بها صربيا المجاورة، فألقت النمسا – المجر باللائمة على صربيا واتهمتها بتدبير الاغتيال، ثم في الثامن والعشرين من يوليو أعلنت الحرب عليها، وسرعان ما تحول ما بدا أنه حرب البلقان الثالثة إلى حرب أوروبية. وساندت روسيا صربيا، بينما ساندت ألمانياالنمسا – المجر، وساندت فرنساروسيا. وفى الرابع من أغسطس قامت ألمانيا وهي فى طريقها إلى فرنسا بغزو بلجيكا المحايدة، كانت ألمانيا تهدف إلى هزيمة فرنسا قبل أن توجه انتباهها إلى روسيا وبذلك تتفادى الحرب على جبهتين لكن بريطانيا كانت قد تعهدت بالدفاع عن حياد بلجيكا فأعلنت هى الأخرى الحرب على ألمانيا وإذن فقد بدأت الحرب الكبرى.