قال الجنرال كينث ماكينزي، قائد القيادة الأمريكية المركزية، «إن الحوثيين في اليمن هم الأقل انضباطًا والأكثر زعزعة للاستقرار من بين جميع الفروع التابعة لإيران في المنطقة»، لافتا الى أن الحوثيين، وبصرف النظر عن كونهم مقاتلين نشطين في الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات في ذلك البلد، ينخرطون أيضًا في نزاع شبه يومي طويل المدى مع المملكة العربية السعودية. وفي إحاطة له أمام لجنة الخدمات العسكرية بالكونجرس الأمريكي تناولت الأنشطة الإيرانية في المنطقة، أوضح ماكينزي: «بأن الحوثيين وباستخدام أكثر الأنظمة تطوراً من طائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، التي تهربها إيران إلى اليمن، استهدفوا أكبر مدن المملكة العربية السعودية وبنيتها التحتية النفطية الحيوية». وأضاف: «في الآونة الأخيرة، زاد الحوثيون من المخاطر باستخدام نفس الأسلحة الإيرانية المتطورة لاستهداف الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك القاعدة الجوية في الظفرة التي تشاركها القوات الأمريكية مع شركائنا الإماراتيين». وقال «من المؤشرات الإضافية المقلقة على ازدراء الحوثيين للأعراف الدولية اقتحام مجمع السفارة الأمريكية السابق في صنعاء في نوفمبر 2021، واحتجاز الموظفين اليمنيين المحليين بالسفارة الأمريكية، وتصاعد وتيرة عمليات الخطف والسطو المسلح والسرقة في أجزاء اليمن التي يسيطر عليها الحوثيون». خلال العام الماضي، واصلت إيران تزويد الحوثيين بأسلحة تقليدية متطورة (أنظمة الطائرات بدون طيار، وصواريخ باليستية، وصواريخ كروز، والمركبات الأرضية غير المأهولة) والتقنيات ذات الصلة، ويمثل انتشار الطائرات بدون طيار الصغيرة والمتوسطة الحجم والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المتطورة في أيدي الحوثيين التهديد الأكثر تعقيدًا وتأثيرا بالنسبة للولايات المتحدة والقوات الشريكة والقوات المتحالفة. وذكر الجنرال ماكينزي بأنه «على مدار العام الماضي، حقق الحوثيون تقدمًا تدريجيًا نحو مدينة مأرب الغنية بالنفط واستعادوا المناطق المحيطة بميناء الحديدة بعد انسحاب القوات المتحالفة مع الحكومة اليمنية، ومن المرجح أن تكون المكاسب في غرب ووسط اليمن». وقال: «إن تراجع الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية، جعل الحوثيين يرافقون حملتهم للاستيلاء على مأرب بهجمات شبه يومية عبر الحدود ضد المملكة العربية السعودية باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز». وتعليقاً، على المكاسب الأخيرة التي حققتها ألوية العمالقة المدعومة من الإماراتجنوبمأرب، قال» «وسع الحوثيون هجماتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار على أهداف في الإمارات العربية المتحدة - بما في ذلك أهداف مدنية، فضلاً عن أهداف عسكرية في قاعدة الظفرة الجوية، موطن وحدة كبيرة من القوات الأمريكية». وتابع: «لكن نيران الدفاع الجوي من قبل البطاريات الإماراتيةوالأمريكية - بما في ذلك أول اشتباكات لمنظومة الدفاع (ثاد) القتالية الناجحة – تصدت للهجوم الحوثي المعقد، ومع ذلك أظهر الحوثيين استعدادهم زيادة تصعيد هذا الصراع باستخدام أي وسيلة يضعها الإيرانيون تحت تصرفهم، حتى مع خطر إلحاق خسائر كبيرة بالمدنيين وتهديد القوات الأمريكية». وقال: تشبه الهجمات الأخيرة على الإمارات هجمات الحوثيين الصاروخية والطائرات بدون طيار المدعومة من إيران على شبه الجزيرة العربية، والتي تستهدف أهدافًا عسكرية ومدنية على حد سواء، وتعرض حياة المدنيين للخطر». وأكد ماكينزي: «هجمات الحوثيين تخاطر بتعطيل الاقتصاد العالمي إذا نجحوا في ضرب البنية التحتية النفطية الرئيسية أو الاقتصادية». وأكد الجنرال الأمريكي: «على الرغم من أن الولاياتالمتحدة تقدم معلومات ومساعدة دفاعية للقوات المسلحة السعودية والإماراتية، إلا أنها لا تقدم دعمًا عسكريًا هجومياً، حيث تواصل القيادة المركزية الأمريكية دعم الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع في اليمن». وعن مواجهة التهديدات الإيرانية قال: «يجب على الولاياتالمتحدة أن تثبت لحلفائنا وشركائنا أن قوتنا هي قوة موثوقة ويمكن الاعتماد عليها في المنطقة، وتمكين هؤلاء الحلفاء والشركاء من المساهمة بشكل أكثر فعالية في الدفاع عن أنفسهم»، لافنا إلى «أن التهديد الأكبر لأمن المنطقة هي القوة الصاروخية الإيرانية».
القاعدة وداعش في اليمن وفي إحاطته عن القاعدة في اليمن، قال ماكينزي « أدت عمليات مكافحة الإرهاب الأحادية الجانب والمدعومة من قبل الولاياتالمتحدة إلى تعطيل وتدهور تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مما أفقده فعاليته وقدرته على شن عمليات خارج اليمن». وأضاف: «ومع ذلك، فإن التنظيم لازال متمسكا بتطلعاته المتعلقة بمهاجمة الوطن الأمريكي، حيث هددت القيادة العليا للقاعدة في شبه الجزيرة العربية بشن هجمات ضد الولاياتالمتحدة مؤخرًا في أكتوبر 2021». وأشار «أن تنظيم داعش في اليمن ما يزال يشكل تهديدًا نشطًا أيضًا، على الرغم من وجود قدرات وأتباع أقل مقارنة بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية». وكشف الجنرال الأمريكي «أن الولاياتالمتحدة تحتفظ ببصمة صغيرة وقابلة للتخصيص في اليمن، مدعومة بمقرات إقليمية لمكافحة الإرهاب تمكّن قوات مكافحة الإرهاب الشريكة الإقليمية من مراقبة وتعطيل هذه المنظمات المتطرفة العنيفة».