اتّهمت كييف، موسكو، أمس الأحد، بمهاجمة مصنع أزوفستال للصلب، حيث يتحصن عدد من المقاتلين، في ماريوبول المحاصرة بشكل «متواصل» وطالبت بمفاوضات خاصة مع روسيا لإخراج جنودها العالقين. وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك على تويتر إن «روسيا تهاجم (مصنع) أزوفستال في ماريوبول بشكل متواصل. يتم قصف المكان حيث يوجد مدنيونا وجيشنا جوا وبالمدفعية بشكل كثيف»». وبينما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته هذا الأسبوع بعدم مهاجمة المصنع والاكتفاء بمحاصرته، قال بودولياك، إن روسيا تحشد قواتها استعدادا ل«هجوم». وبين أن على «جمهورية روسيا الاتحادية التفكير فيما تبقى من سمعتها». ودعا موسكو إلى «إعلان هدنة حقيقية لمناسبة عيد الفصح في ماريوبول» وإقامة «ممر إنساني فورا للمدنيين». كما طالب موسكو «بالموافقة على جولة خاصة من المفاوضات ليكون بإمكاننا نقل أو مبادلة عسكريينا». ولم تُفتح أي ممرات إنسانية للخروج من مدينة ماريوبول، حسب ما قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، وألقت باللوم في ذلك على القوات الروسية لعدم وقف نيرانها. ودعت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي من المقرر أن يتوجه إلى موسكو قبل زيارة كييف الأسبوع المقبل، للمطالبة بوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية من ماريوبول. ووفق فيريشتشوك «هذا ما يجب أن يتحدث عنه غوتيريش في موسكو إذا كان يستعد للحديث عن السلام». ودعا منسق الأممالمتحدة لشؤون أوكرانيا أمين عوض، أمس الأحد، إلى «وقف فوري» للقتال في ماريوبول، للسماح بإجلاء المدنيين المحاصرين. وقال في بيان إن «حياة عشرات آلاف الأشخاص بمن فيهم نساء وأطفال وأشخاص أكبر سنا، على المحك في ماريوبول». وأضاف «نحتاج إلى توقف في القتال الآن لإنقاذ حياة الناس. كلما انتظرنا أكثر، ستكون حياة مزيد من الأشخاص عرضة للخطر. يجب السماح بإجلائهم الآن، اليوم. غدا، سيكون فات الأوان». وأفاد بيان الأممالمتحدة عن وجود حوالي 100 ألف مدني عالقين في المدينة التي تعرّضت إلى دمار كبير بعدما حاصرتها القوات الروسية على مدى أسابيع. في الموازاة، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية تواصل هجومها على شرق البلاد في محاولة للسيطرة بالكامل على دونيتسك ولوغانسك. وأضاف أن القوات الروسية تشن هجمات على البنية التحتية العسكرية والمدنية. وأكد بافلو كيريلنكو حاكم دونيتسك مقتل طفلين في قصف المنطقة أمس الأحد. وأعلنت أوكرانيا أن قواتها صدت 12 هجوما على دونيتسك ولوغانسك السبت ودمرت أربع دبابات و15 وحدة من العتاد المدرع وخمسة من أنظمة المدفعية. وقالت المخابرات العسكرية البريطانية إن المقاومة الأوكرانية قوية خاصة في دونباس رغم تحقيق الجانب الروسي بعض المكاسب. في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمرت بصواريخ عالية الدقة ورشات في مصنع يمد الجيش الأوكراني بالمواد المتفجرة والبارود، في مقاطعة دنيبروبيتروفسك. إلى ذلك وصل وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكين ولويد أوستن إلى كييف لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك حسبما أفاد أوليكسي أريستوفيتش مستشار زيلينسكي في وقت متأخر مساء أمس الأحد في مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل مما إذا كان المسؤولان الأمريكيان قد وصلا إلى كييف.