انعقد يوم أمس بالعاصمة صنعاء مؤتمر قبلي ضم عدداً من وجهاء وأعيان القبائل واكد المؤتمرون على ادانتهم ورفضهم وبراءتهم من تشكيل مجلس التضامن الوطني الذي اشهر مؤخراً ويتزعمه الشيخ حسين الأحمر. وجاء هذا المؤتمر الذي دعا إليه ورعاه الشيخ ناجي عبدالعزيز الشايف رداً على ذلك المجلس الأمر الذي يعده سياسيون بأنه مسألة خطيرة تهدد السلم الاجتماعي. إلى ذلك شن المؤتمر الذي دعا إليه الشيخ الشايف هجوماً كبيراً على مجلس التضامن الوطني وجاء في البيان الختامي لهذا المؤتمر ان مشائخ ووجهاء اليمن يتبرأون من مجلس التضامن وذلك لانه قد مول من مصادر مشبوهة ومن احدى الدول العربية غير المجاورة، واكد البيان ان هذه الدولة تصرف اموال شعبها لتمويل عصابات التخريب ومن اجل اثارة الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية. مشيرين إلى ان هذا المجلس والمشاركين فيه لا يمثلون القبائل اليمنية ولا اي شريحة في المجتمع اليمني، واعلن المؤتمرون في بيانهم وقوفهم ضد هذا المجلس وضد اهدافه المشبوهة والتي وصفوها بانها تعمل على اثارة الفتنة الداخلية والنعرات والصراعات بين ابناء الوطن الواحد، داعين كافة ابناء المجتمع اليمني إلى التصدي لكل هذه الظواهر الدخيلة على بلادنا والتصدي أيضاً لكل من تسول له نفسه المساس بقيم وتقاليد الشعب اليمني. هذا وقد القى الشيخ ناجي عبدالعزيز الشايف كلمة في بداية هذا المؤتمر القبلي الذي دعا فيه لعدد من وسائل الإعلام حيث رحب بالحاضرين، مؤكداً على ان التاريخ سيكتب عن هذا اليوم وهذا الاجتماع الهام. إلى ذلك ادلى عدد من الحاضرين بتصريحات ل«أخبار اليوم» حيث قال الشيخ احمد عزي المطري ان هذا المؤتمر ما له اي وصف ابدا، مشيراً إلى ان انعقاده رداً على ما فعله مجلس التضامن الوطني الذي لم يمثل وجهاء اليمن، واكد ان مجلس التضامن الوطني ممول من ليبيا والسعودية. من جانبه اكد الشيخ علي سنان القولي ان انعقاد هذا المؤتمر هو شجب واستنكار ونسف وعدم اعتراف بما يسمى بالمجلس الوطني، وقال ان هذا المؤتمر هو مؤتمر جماهيري كبير يضم مثقفين وعلماء ومشائخ اليمن برئاسة الشيخ ناجي الشايف الذي دعا لهذا اللقاء. وفي نفس السياق قال الشيخ منصور محيي الدين ان هذا اللقاء هو لرفض ما يسمى مجلس التضامن الوطني، مشيراً إلى ان هذا المؤتمر شمل جميع ابناء اليمن، واضاف ان التضامن الوطني الممول من ليبيا وان هذه الدولة تشغل اليمن من زمان. هذا ويأتي انعقاد هذا المؤتمر القبلي الذي دعا له الشيخ الشايف شيخ قبيلة بكيل بعد اقل من شهر على اشهار مجلس التضامن الوطني وهو ايضاً تجمع قبلي تزعمه الشيخ حسين الأحمر نجل شيخ مشائخ قبيلة حاشد الأمر الذي يعده كثير من المراقبين والسياسيين بانه صراع بين اطراف قبيلة مما يشكل خطورة على النظام الجمهوري والسير نحو بناء دولة النظام والقانون. واكد السياسيون ان مثل هذه التشكيلات القبلية تؤثر على ذلك ويرجعنا إلى الخلف رغم كل ما تعلنه هذه التجمعات والمؤتمرات القبلية التي تسعى إلى ترسيخ القبلية والنظام القبلي بديلاً عن القانون والنظام والدولة الحديثة والمؤسسية. ويشير مراقبون وسياسيون إلى ان هذه الصراعات القبلية تضعف نظام الدولة وتزيد من تعقيد الأوضاع في اليمن، موضحين ان هذه المسألة تتزايد الأمر الذي يوجب مناقشتها ووضع الضوابط لها، كما اشار عدد من السياسيين في احاديث ل«أخبار اليوم» إلى ان مؤتمر الشايف قد لقي مساحة في الإعلام الرسمي حيث نشر موقع «سبتمر نت» تغطية لهذا المؤتمر ونشر بيانه الختامي كاملاً في الوقت الذي لم يتم تناول أو التطرق إلى اشهار وتأسيس مجلس التضامن الوطني وفي ذلك اشارة واضحة إلى دعم جهة ضد اخرى الأمر الذي يمثل اشكالية للوضع العام في اليمن. ونبه سياسون واكاديميون من خطورة ذلك خارجين مثالاً بما حدث في الصومال وافغانستان من بروز النزعة القبلية وتزايدها الأمر الذي عقد من وجود وامكانية لحل الأزمات والصراعات التي تعيشها هذه البلدان جراء الصراعات القبلية. وقال السياسيون ان مجلس التضامن ومؤتمر الشايف لقاءات وتجمعات قبلية بالدرجة الاولى وان حاولوا صيغتها بالصيغة المدنية إلا انها بعيدة كل البعد عن المدنية بل وتعد رفضاً لوجود دولة المؤسسات والقانون والدولة اليمنية الحديثة التي ينشدها الجميع، مضيفين ان وجود مثل هذه التجمعات والمؤتمرات القبلية يلغي وجود الدولة اليمنية الحديثة ويعمل على عدم قيامها. وأكدوا ان ما يجري يندرج ضمن صراع قبلي بين قبيلتي حاشد وبكيل لإثبات ايهما اقوى بالسيطرة على الوضع وكأننا نعيش بدون وجود دولة ومؤسسات ونظام جمهوري ديمقراطي، منبهين ان مثل هذه التجمعات القبلية تعمل على تضييق مساحة الهامش الديمقراطي الموجود في بلادنا الأمر الذي يشكل خطورة على هذا الهامش الديمقراطي. ودعا المراقبون والسياسيون السلطة لوقوف مثل هذه الممارسات التي تستهدف دولة النظام والقانون والسلم الاجتماعي برمته، كما دعو جميع الأحزاب والقوى السياسية القيام بدورها بشكل سليم والسير لبناء دولة المؤسسات والدولة اليمنية الحديثة والعمل على توعية المواطنين وترسيخ البناء والمفاهيم الوطنية. هذا وقد جاء مؤتمر الشيخ الشايف بعد اقل من شهر على اعلان واشهار مجلس التضامن الوطني الذي دعا إليه وتزعمه الشيخ حسين بن عبدالله الأحمر وكلها تجمعات ومؤتمرات قبلية بعيدة عن اي من مظاهر المدنية كما هو واضح من المظاهر المسلحة اثناء تلك اللقاءات والمؤتمرات القبلية.