مما لاشك فيه أن لجوء طرفي العملية السياسية في اليمن "حكومة ومعارضة" إلى النزول إلى الشارع -بدلاً عن الجلوس على طاولة الحوار- يعكس حالة الاحتقان وعمق الأزمة الموجودة بين الحاكم والمشترك وانعدام الثقة ، كما أن هذا اللجوء له تبعات خطرة جداً على أمن وسلامة اليمن والمجتمع اليمني". النزول إلى الشارع من المشترك والنزول المضاد من الحزب الحاكم في اليمن يعتبره الأستاذ عمر الشوبكي- الخبير في شؤون النُظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية- يعتبره نوعاً من أنواع استعراض القوة لكل طرف يرغب في اثبات قدرته على الحشد والتعبئة والتأثير في الشارع اليمني. . ويرى الشوبكي أن اللجوء إلى الشارع له مخاطر حيث يعد نوعاً من أنواع الاحتجاج الذي له مخاطر حتى في الدول الديمقراطية كون نزول الطرفين إلى الشارع والمواجهة يحدث مخاطر في حالة اليمن تكون درجة المخاطر أكثر لعدة أسباب إذا ما تطور الأمر إلى اشتباكات بين أنصار الطرفين. . وقال الشوبكي في تصريح ل"أخبار اليوم ": إن النزول إلى الشارع يعكس حالة من انعدام الثقة في الحوارات التي تجري بين الحكومة والمعارضة ويكشف عدم قدرة مؤسسات الدولة "البرلمان، السلطة التنفيذية، الدستورية" على حل المشاكل العالقة وبالتالي فهي نذير قلق ويجب على الحكومة اليمنية أن تبدأ في إعادة النظر بشكل جذري في السياسات التي كانت تتبعها من قبل، وأن تبدأ في التأمل في فكرة الشراكة مع بعض قوى المعارضة وفتح أفق حقيقي لتداول السلطة. . أما هذا المشهد فهو ينبئ بالخطر وقد رأيناه في بعض بلدان الاتحاد السوفيتي السابق، رغم أنها دول لديها تقاليد مؤسسية أكثر مما هو موجود في اليمن. . وأكد الخبير في النُظم السياسية أن النزول إلى الشارع في أي بلد ينم عن أزمة في بنية النظام السياسي. . داعياً الحزب الحاكم إلى الانتقال من مرحلة التفرد بكل شيء إلى مرحلة التعامل مع قوى المعارضة باعتبارهم شركاء في إدارة الحكم وليسوا شركاء في الوطن فقط خاصة وأن أداء المؤتمر الشعبي العام والحكومة سواء في الجنوب أو مع كثير من قضايا الفساد وسوء الإدارة تم بطريقة فيها الكثير من التسويف والتأجيل. . وقال: أنا في رأيي أن الخروج من الأزمة يبدأ بالتعامل مع قوى اللقاء المشترك باعتبارهم شركاء في إدارة الوطن أي من خلال تشكيل حكومة يشارك فيها بعض أعضاء المشترك ، والاستجابة لجانب من مطالب هذه القوى، والانطلاق من "أن اليمن في أزمة"، خاصة وأن هناك أطراف وشركاء سياسيون معروفون بالأسماء ولا نتحدث عن منظمات عنف أو إرهابية، أو نطالب الحكومة بالتحاور مع القاعدة، نحن نتحدث عن قوى سياسية معروفة بعض رموزها شاركوا في الحكم وصادقة وحان الوقت لأن يكونوا شركاء في إدارة الحكم وليس مجرد شركاء في الوطن. . وطالب الشوبكي في ختام تصريحه في المؤتمر الشعبي العام أن يتعاطى مع هذه الأمور بجدية والتوقف عن مسألة احتكار السلطة والحكم إلى ما لا نهاية لأن الشعوب العربية قد نضجت ويمكن أن تتحمل مسؤوليتها في الحكم من خلال قوى سياسية.