أدت الأمطار الغزيرة التي ضربت بعد عصر أمس الأربعاء العاصمة صنعاء وما نتج عنها من سيول إلى سقوط عدد من الضحايا بينهم أطفال، مخلفة أضرار لحقت بمنازل المواطنين والسيارات وبعض المحلات التجارية، كما توقفت حركة السير في بعض الشوارع بأمانة العاصمة، وارتفاع منسوب المياه في السائلة التي تتوسط صنعاء القديمة؛ حيث وصلت المياه المتدفقة إلى المستوى النهائي للسائلة، ما يعني ارتفاعها أكثر من ثلاثة أمتار. مياه السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها صنعاء غمرت الأنفاق على الطرق وسببت اختناقات مرورية في كثير من تقاطعات الطرق، كما تسببت في غرق كثير من وسائل النقل. وتدفقت السيول القادمة من خولان وسد شاحك بمحافظة صنعاء إلى السائلة وسط العاصمة، وأدت إلى جرف عدد من المنازل بمديرية الصافية مخلفة عدداً من الضحايا بينهم وفيات. ووفقاً لشهود عيان فإن السيول ارتفعت عده أمتار في السائلة، وتسببت في جرف عدد من السيارات تم مشاهدتها وهى تطفو على سطح الماء من بينها سيارة حكومي وشاحنة. ونقلت مصادر صحفية أن حافلة تقل ما يزيد عن 8 ركاب غرقت في سائلة العرضي بالعاصمة صنعاء التي يتجمع إليها مياه الأمطار من شتى أحياء وضواحي العاصمة. وتمكنت فرق وزارة الداخلية من إنقاذ أربعين سيارة، بالإضافة إلى سحب حوالي 220 سيارة من الشوارع أصيبت بأعطال أثناء سيرها بسبب هطول الأمطار وتدفق السيول، كما تأثر حوالي 200 مسكن من المساكن العشوائية في الجهة الشمالية من العاصمة حيث دخلت المياه إلى تلك المساكن. وذكر مصدر مروري بالأمانة أنه تم انتشال سائق سيارة هيلوكس، وأسعف إلى المستشفى لكن سيارته جرها السيل باتجاه منطقة الحصبة. وتضاربت الأنباء حول عدد الضحايا جراء كارثة السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة صنعاء مؤكدة وفاة مالا يقل عن 7 ووجود اثنين في حالة حرجة وفقاً لمصادر طبية. وأشارت المصادر إلى أن 3 من المتوفين قضوا حتفهم عندما انهار حاجز مائي على منزلهم في المنطقة السادسة بحي نقم، حيث أدى انهيار الحاجز المائي إلى وفاة أيمن أحمد راشد 7 سنوات وصالح النمير 40 عاماً، فيما وصلت إلى مستشفى الثورة طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات وامرأة مسنة في حالة حرجة، مضيفة أن المستشفى استقبل بعدها جثة طفل يبلغ من العمر 14 عاماً. وعلى صعيد متصل أوضحت مصادر محلية ل"أخبار اليوم" أن 3 أشخاص ماتوا غرقاً بينهم طفلين شقيقين، وأن مواطنين آخرين أصيبوا بعد أن غمرت سيول الأمطار منازلهما بمنطقة جولة العمري التابعة لحي نقم شرق الأمانة، مشيرة إلى أن أحد الضحايا لقي مصرعه غرقاً لدى محاولته إنقاذ الطفلين الضحايا وانتشالهما من الغرق. وأفادت المصادر أن مياه الأمطار غمرت عدداً من المنازل بحارة المجد بجولة العمري أثناء تدفق المياه من أحد الحواجز الذي انهار من قوة السيل، وأن أحد الشباب الذين هرعوا لإنقاذ إحدى الأسر بمديرية الصافية تعرض لصعقة كهربائية أثناء دخوله المنزل، وأنه تم انتشال الطفل أيمن 7سنوات وشخص آخر عمره 14 عاما ، ليتم نقل الأسرة إلى مستشفى الثورة، بالإضافة إلى عدد من الأسر. وفيما أبدى عدد من المواطنين تذمرهم لعدم وجود فرق دفاع مدني في اليمن وخصوصا في العاصمة ، متخصصة في التعامل مع كوارث السيول. . أفاد مصدر محلي بمنطقة التحرير أن السيول طمرت مخزناً للمواد الغذائية تابعاً لأحد المواطنين يدعى؛ "سامي أحمد سعيد حيدر الخامري" حسب المصدر لدى اتصاله بالصحيفة مساء أمس الأربعاء ، مشيراً إلى أن الخسائر تقدر بعشرات الملائين. المصدر ذاته قال إن المتضرر الخامري حاول التواصل مع السلطة المحلية بالمنطقة لشفط المياه ومساعدته فيما هو فيه، إلا أن السلطة المحلية لم تتجاوب معه حسب ما أفاد المصدر. وعلى ذات الصعيد اتهم أهالي ضحايا سيول الأمطار أمانة العاصمة بتحويل مجرى السيل السابق، معتبرين ذلك وراء حدوث الكارثة، وحمل أهالي الضحايا أمانة العاصمة المسئولية المباشرة والتسبب بنكبتهم. إلى ذلك لفتت مصادر رسمية إلى أن فرقاً من الدفاع المدني توجهت لانتشال السيارات التي يقدر عددها ب"6" سيارات- حسب مصادر محلية- ؛ حيث تعتبر الأمطار التي شهدتها أمانة العاصمة الأشد غزارة منذ بدء هطولها على العاصمة صنعاء في الأسابيع الماضية. وحول ارتفاع منسوب مياه الأمطار في السائلة، قال أمين محمد جمعان أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة ل"نيوز يمن" إن إحدى المشاكل الناجمة عن ذلك متمثلة بضيق السائلة بجوار الهيئة العامة للطيران، والتي ارتفع فيها منسوب المياه. وأكد جمعان جرف الأمطار لعدد من السيارات التي كانت على جانب السائلة، منتقداً عدم وعي الناس بهذا الجانب والالتزام بالضوابط المرورية، وعدم تركها في القنوات الرئيسية خاصة في موسم الأمطار. وأضاف أن فريقاً من الدفاع المدني تحرك للمنطقة لسحب تلك السيارات، وفيما يتعلق بمنظومة إنذار مبكر للسيول التي تكرر بالعاصمة قال أمين عام المجلس المحلي إنهم يعملون حالياً على دراسة لإعداد منظومة إنذار بدعم من قبل الجهات المانحة وهم في إطار الدراسة حد تعبيره. وتأتي هذه الأمطار متزامنة مع إعادة انتخاب الأمين العام لمحلي الأمانة وهيئته الإدارية السابقة.