- الرياضة حققت لي ما تمنيته.. والوظيفة والعائلة أصبحا أولويات حياتي - مع الميناء قدمت أفضل المستويات لأن الأجواء كانت مثالية - وصلت إلى قناعة بالابتعاد عن ملاعب الكرة الطائرة.. سأغير مسار حياتي - الكرة الطائرة اليمنية لا تمتلك مقومات المنافسة داخل الصالات هو من أفضل لاعبي الكرة الطائرة الذين ظهروا في الألفية الجديدة إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق.. بدا من وسط الصحراء في تضامن شبوة، وتألق في زرقة البحر على ساحة ميناء عدن ليعلن عن نفسه كواحد من سلسلة الكبار في الكرة الطائرة الذين خرجوا من تلك الساحة الميناوية التي صنعته وقولبت موهبته علي يد الخبير علي عزاني، فصنع مجدها من جديد بتألق لافت نافس من خلاله على البطولة، وحقق له آخر بطولة كأس من العاصمة صنعاء 2001م. إنه أديب مجعلي عوض اللاعب الشامل في الكرة الطائرة اليمنية الذي أجاد في الدفاع.. وأبدع في الهجوم.. واستأسد في حائط الصد.. وإرسالاته تخيف المنافسين. أديب مجعلي لاعب كل المنتخبات الوطنية للكرة الطائرة داخل الصالات وعلى رمال الشاطئ الذي انتقل من الميناء إلى الشعلة قبل عدة مواسم ليتزامن دخوله البريقة مع دخول البطولات لأول مرة في تاريخ النادي الذي (الشعلة) حصد بطولة الدوري في موسمين والكأس في ثلاثة بالإضافة إلى كاس النخبة (في عهد الأديب) ليتحول من مجرد فريق عريق بدون ألقاب إلى فريق ألقاب وعراقة في ظل وجود أديب مجعلي ورفاقه اللاعبين الكبار المميزين في شعلة اليوم أبرزهم زميله في منتخب الشواطئ الشاب المتألق أسار جلال شفيق. ملحق "أخبار اليوم الرياضي" يناقش اليوم مع أديب مجعلي هموم وشجون الكرة الطائرة عبر هذا اللقاء النوعي الذي نقدمه لكم بعيدا عن ضجة كرة القدم وذلك حتى نسمع الصوت الآخر المغيب لألعاب الظل ومنها لعبة الكرة الطائرة.. حصيلة ذلك نقدمه لكم على النحو التالي: * كابتن أديب كيف تقيم مشاركتكم في الدورة الآسيوية الشاطئية الثانية بسلطنة عمان؟ - مشاركتنا وبما توفر لنا قبلها من إمكانيات وإعداد يمكن القول بلا شك إنها جيدة جدا في بطولة أراها أقل من حيث المستوى من النسخة الأولى التي شاركنا فيها في بالي في أندونيسيا، نحن حققنا فوزين وخسرنا من البطل الصين ومن الوصيف كازاخستان، وهذا يؤكد أننا حاولنا وقدمنا ما يمكن في هذا المحفل الكبير. * وما الذي كان ينقصكم حتى تحققوا الأفضل؟ - ينقصنا الكثير .. فنحن أولا بدون مدرب!، وهذه من الأمور المهمة التي تحاول قيادة الاتحاد ممثلة برئيسه الأخ محسن أحمد صالح توفيرها في إطار الجهود المبذولة من قبله لتطوير اللعبة الشاطئية والطائرة بشكل عام، كما أن إعدادنا لم يكن له حضور، فبعد أن عدنا من أولمبياد جوانزو ذهبنا إلى الراحة التي أثرت سلبا، ولو كنا واصلنا الإعداد بعد العودة لكانت اللياقة والاستعداد أفضل، ولكن هذا الذي حصل، والحمد لله على تأهلنا إلى الدور الثاني في دورة أرى أنها أقل من الأولى بحكم غياب منتخبات بارزة مثل اليابان وإيران وأندونيسيا التي حضرت بفرق الصف الثاني. * لماذا حصل ذلك والوقت الفاصل بين جوانزو لم يكن سوى أسبوعين؟ - للأسف هناك من فرض أن مشاركتنا لن تكون في هذه الدورة بالتالي كان ما كان، ولكن أنا هنا أقدم الشكر والتقدير لرئيس الاتحاد لجهوده الدائمة مع اللاعبين واللعبة والمشاركات، وقد وعد أن يكون هناك مدرب محترم وكفؤ ومتخصص لخلق الإضافة لنا في لعبة الشاطئية التي نستطيع أن نتميز بها، وأن نحقق شيء للرياضة واللعبة وإن شاء الله تكون الفترة القادمة ترجمة لوجود مدرب لنا، كما هو حال كل المنتخبات.. حتى تتوفر لنا مراحل الإعداد التي نرتقي من خلالها بمستوانا الذي يؤهلنا لمقارعة المنتخبات في هذا الاتجاه تحديدا لعبة الشواطئ. * هل تحدد لي الأسباب يا كابتن؟ - طبعا غياب الإعداد بشكل كامل، وبالتالي ضعف اللياقة وفورمة المباريات التي حاولنا تعويضها من خلال وجود الأمين العام خالد البنا الذي بذل معنا جهدا، بالإضافة إلى دعم رئيس الاتحاد. * يعني بما توفر وتحقق أنتم مقتنعون؟ - كثنائي مع زميلي أسار جلال حاولنا ولعبنا رغم غياب المدرب، وحققنا شيئا، ويكفي إننا فزنا في لقاءين ووضعنا لأنفسنا قدم في الدور الثاني الذي ربما لو إننا لم نواجه الصين فيه لعبرنا إلى ما هو أفضل، الحمد لله بما تحقق في هذه المشاركة التي - بلا شك - هي موضع رضا من جميع الأطراف. * الكرة الطائرة اليمنية داخل الصالات.. أين هي من البطولات العربية والآسيوية؟ - بدون أية مقدمات الكرة الطائرة اليمنية لا يمكن أن يكون لها حضور على مستوى الصالات لأنها لا تمتلك أدنى مستويات المنافسة، والسبب معروف، فدورينا ضعيف جدا، ولا يمكن أن يقدم منتخب قوي، وهذا أمر واضح للجميع ولا يحتاج إلى أية فلسفة.. إذا أردنا أن نطور فليكن هناك عمل ورؤية مستقبلية نرتقي بها إلى بوابة التطور من ثم نبحث عن المنافسات والبطولات. * بعيدا عن الشاطئية.. مستوى أديب المجعلي لم يعد كما عرف عنه ما السبب؟ - نعم أنا أقر بذلك، فمستواي الذي كنت أقدمه مع الميناء النادي الذي ارتحت فيه وقدمت فيه كل ما يمكن، ولعل الأسباب تعود لجانب نفسي ومعنوي في المقام الأول، فالأمور في الشعلة الذي أتواجد فيه اليوم قد اختلفت، ووجدت أمورا صعبة منها التأقلم بعدما عشت في الميناء، فهناك أمور أوجدت حاجز في نفسي ومعنوياتي وفق قدراتي على الملعب وخارجه.. إضافة إلى الإصابة التي أثرت علي في يدي اليمنى.. هناك شيء لا يمكن الحديث عنه، لأنه يتعلق بما لا يفترض أن يكون على واقع المباريات والتدريب، ومع ذلك حققنا في الشعلة البطولة للمرة الأولى وأيضا الكأس في أكثر من مناسبة.. أتمنى أن تتغير الصورة عند البعض، وأن يعرف الجميع متطلبات الرياضة والنادي، وأن يكون الفريق في خدمة تقدم اللعبة والنادي في المنافسات، وأن نبتعد عن الصغائر التي تعكر الصفو، وتخدش النفسيات الجميلة التي نريدها لنلعب وننافس. * إذا أنت تقر بتراجع مستواك؟ - أنظر إلى الرياضة لها عمر محدد، وأنا مثلي مثل غيري ممكن أن أوصل إلى أعلى المستويات ثم أتراجع، وقد وضحت لك إنني بالإمكان أن أقدم ما كنت أقدمه في حال وجدت الأجواء التي أستطيع أن أتكيف معها وأحس بالراحة التي توصلني إلى الحالة المعنوية لأقدم المستوى من خلال المجموعة التي ألعب معها، فأنا لا ألعب لعبة فردية وإنما جماعية وأي خلل لن يؤثر عليه وحدي بل على الفريق بأكمله. * هل للعمل والوظيفة والعائلة دور في التراجع؟ - عائلتي وعملي – بلا شك - لهم حق علي، فهذا أغلى ما في حياتي، وهذا مصدر رزقهم ، وأنا أعطي هذين الأمرين اهتماما كبيرا في حياتي اليومية. * هل توقفت طموحات أديب المجعلي ؟ - ما تحقق لي في الرياضة كان بفضل الله سبحانه وجهودي ووقوف أناس محترمون في مشاوير بداياتي وحتى اليوم، أنا حققت الأهم في حياتي، وهو حب الناس ومعرفتهم والبطولات، والآن لدي عائلة أريد أن أحقق لهم شيء، هناك أمور ليس بيدي ولا بيد أحد يقدرها الله سبحانه وتعالى.. وسيكون لها موعدها مادام العافية موجودة.. أهم شيء إنني أصبحت موظف، وأنا أقدم الامتنان لإدارة الشعلة التي وفت بوعدها بعد الانتقال. * الشعلة الذي وظفك ينتظر منك الكثير؟ - أنا أدرك ذلك، وأعرف أن الشعلة مازال يريد مني الكثير على واقع المباريات والمنافسة، لكني قلت لك هناك أمور لا يمكن أن تكون مساعدة لي ولغيري لتقديم العطاء الأمثل لتتحقق النتائج، هناك من يعكر الصفو، ويخلق الأجواء غير المحببة لي أنا شخصيا، ومتى ما انتهت فإن الأمور في المتناول ليعود الأداء الخاص بأديب المجعلي في الشعلة بأذن الله.. وأنا أؤكد لك والجهاز الفني للشعلة الكابتن منير والكابتن خالد يعرفان ما يدور، ويسعيان إلى الوقوف أمام مساعي البعض لإيجاد فرقة داخل صفوف الفريق. * كابتن أنت تثير موضوع خطير جدا؟ - أنا أتكلم بصراحة.. هناك أمور لا تخدم الفريق والجهاز الفني يعرفها، وقد أثرت على أدائي أنا تحديدا، والأمر موضوع أمام أصحاب الشأن لتغيير الوضع إن أردنا الإبقاء على قدرات الفريق وأدائه في المباريات للحفاظ على اللقب. * هناك بطولة عربية تنتظر المشاركة ولقب محلي يجب الحفاظ عليه؟ - البطولة العربية يفترض أن الإدارة توفر ماهو مطلوب لضمان حضور طيب واللقب إن شاء الله سندافع عنه بكل قوانا، لكن هناك عمل مطلوب وجهد يجب أن يقوم به الجميع وخصوصا اللاعبون الذين أتمنى أن يركزوا في الملعب وخدمة الفريق والابتعاد عن الصغائر والقيل والقال الذي لا يمكن أن يخدم الطموح والرغبة بعد أن أصبحنا أبطالا، ورغم انتقال أخي الصغير محمد الرماح وتأثيره، إلا أن قدوم عبد الله العولقي والمحترف السوداني سيكون له شأن على حظوظ الفريق في الاستحقاقات القادمة التي أتمنى أن نلعبها كفريق، وليس كأفراد ومجموعات. * لو خيروك بالانتقال إلى أين ستكون وجهتك؟ - أنا لم أرتاح في أي نادٍ ممن لعبت لهم، كما كان في نادي الميناء الذي قدمت فيه أفضل المستويات، والحقيقة اختياري لنادي بعينه صعب لكنني ممكن أن أشير إلى نادي القطن الذي شاركت معه في البطولة العربية، وربطت صداقات هي باقية حتى اليوم، وأنا هنا في مسقط حيث التواصل مع اللاعبين والإداريين والمدربين، وهذه هي الرياضة. * لاعب صاعد ترى فيه بداياتك؟ - ليس هناك لاعب بعينه خصوصا في المركز الذي ألعب فيه، لكن هناك لاعبون واعدون سيكون لهم شأن أبرزهم محمد الرماح وعبد الله العولقي وآخرون. * كيف ترى سنواتك القادمة مع الكرة الطائرة بعد السنوات الطويلة؟ - لا تتفاجأ إذا قلت لك إنني أمام خطين، وأنا أعلنها من خلال هذا اللقاء معك.. فأنا أمام خط إعلان النهاية مع الطائرة، وهو الأقرب وخط الاستمرار، في ظل ما هو موجود بداخلي من أمور وحدي أجيد قراءتها.. فأمام رغبتي إما الاهتمام بالوظيفة التي وجدت فيها التقدير وخصوصا من رئيس الإدارة فضل حيدرة أو التفرق للعائلة بعد أن حققت لي الرياضة الكثير مما تمنيته في خطاي الأولى.. ومع ذلك أنا لا أتمنى ذلك وأتمنى أن أصل إلى قناعة بالاستمرار من خلال مساعدة الظروف الأخرى التي تحدثت عنها سلفا. * كلاعب خبير في الكرة الطائرة كيف يمكن للجميع من ذوي الاختصاص الارتقاء بمستوى الطائرة وإيجاد منتخبات قادرة على الحضور في المنافسات في الصالات؟ - هذا الأمر يحتاج إلى وقت طويل لتسجيل بداياته وخطواته من خلال اهتمام متزايد من قبل الوزارة في رفع المخصصات التي يمكن من خلالها تفعيل الأدوار وزيادة مساحة مراكز تطوير الطائرة التي أثبتت أهميتها بإخراج عدد من اللاعبين الموهوبين، ثم العبور إلى المنافسات عبر المشاركات الخليجية التي قد تساعدنا على تحسين أدائنا الذي مازال بعيدا جدا ولو من أدنى المستويات للبطولات العالمية والعربية. * لو عدت بك إلى الوراء وسألتك لماذا انتقلت من الميناء؟ وهل بالمكان أن تعود إليه يوما؟ - انتقالي من قلعة الميناء أمر قديم له أسبابه منها تأمين وضعي والبحث عن الوظيفة، أما عودتي فهي أمنية حتى وإن كان في دوري الثانية لكن الأمر لم يعد بيدي فأنا مرتبط بالشعلة.
