نظم المركز اليمني للحقوق المدنية (yccr) بالتعاون مع مؤسسة المستقبل (fff) وبالتنسيق مع المنتدى الديمقراطي المعاصر( CDF)، ورشة بعنوان ( القضية الجنوبية التحديات القائمة والحلول المتاحة ). وفي الورشة التي عقدت بقاعة الجامعة الوطنية فرع الضالع، قدمت ورقة مشاركة من قبل الكاتب والمحلل السياسي / أحمد حرمل بعنوان "القضية الجنوبية الأبعاد والتداعيات", أكد فيها أن القضية الجنوبية ما زالت هي الحدث الأبرز على مستوى الساحة السياسية وأخذت حيزاً واسعاً من حياة المراقبين. وأشار إلى أن الحراك الجنوبي وثورته السلمية- حد تعبيره- لم يعد الحراك الذي بدأ بالمطالب الحقوقية والمالية والوظيفية لآلاف المتقاعدين، بل أصبح حراكاً لديه شهداء وجرحى ومعتقلين وملاحقين وتمر الأيام وتتضاعف جرائم السلطة بحق الفعاليات الاحتجاجية . وأضاف أن القضية الجنوبية أصبحت حقيقة ساطعة وتم وضعها على الطاولة , إلا أنه وللأسف الشديد لم يستطع بعض السياسيين والمثقفين من مختلف ألوان الطيف السياسي أن يواكبوا هذا التطور الذي تتسع قاعدته كل يوم، وصار للحراك جيل جديد إلى جانب المتقاعدين . ولفت إلى أن جذور المشكلة تمثلت بسرعة إعلان قيام الوحدة دون سابق إعداد وتحضير وتجلى ذلك بوضوح في عدم تحقيق الاندماج الكامل بين مؤسسات الدولتين في المرحلة الانتقالية. وتابع أن قانون الانتخابات بوضعه الحالي قد قضى على ما تبقى من آمال الجنوبيين في صيانة مكتسباتهم أو حتى في الدفاع عنها والدفاع عن حقوقهم ، مؤكداًُ أن الجنوبيين سيدافعون عن حقوقهم بكافة الوسائل السلمية الممكنة، لافتاً إلى انزعاج السلطة من الدعوة للعودة إلى ما قبل 22ميو 90م . من جهته الأستاذ / عبدالباري طاهر قدم ورقة بعنوان: (الأحزاب السياسية والقضية الجنوبية.. الأبعاد والمخاطر ) قال فيها إن الحاكم لا يستطيع أن يقود البلد إلا في ظل العنف والصراعات التي هي من سماته وتمنع عملية التنمية والبناء التي ينتظرها المواطن منه . وأضاف: إن الجنوب تحول إلى ضيعة وتابع لإدارة فاسدة ومستبدة وأن الحزب هو المسؤول الأول عن التفكك والفوضى ورفع الشعارات الإنفصالية التي أسقطتها النقابات العمالية ومؤتمر الطلاب في القاهرة والجبهة الوطنية المتحدة والأحزاب الحديثة القومية واليسارية في عدن في خمسينيات القرن الماضي . وفي الندوة قدمت العديد من المداخلات من قبل المشاركين والتي أكدت جميعها على أن السلطة انتهجت الإقصاء لشريك الوحدة وحاولت طمس الهوية للجنوب، لافتة إلى أن اليمن لن يكون بمنأى عن الوضع الحاصل في السودان في حالة استمر الوضع كما هو عليه الحال. وأضاف المشاركون أن الحلول المفروضة دائماً ما تأتي متأخرة نتيجة التمادي أمام كل ما يحدث , مطالبين أحزاب اللقاء المشترك بتحريك الشارع بشكل دائم لا بشكل موسمي . هذا وكانت الورشة قد خرجت بالتوصيات التالية : الرفض لكل مظاهر الدم والعنف , والتوزيع العادل للثروة , وضرورة تبني الحراك الخطاب السلمي , وتحرك كل الأحزاب باتجاه الإصلاح الشامل , ودعم الحراك الجنوبي من كل القوى الفاعلة بالشمال وفق الطرق السلمية.