نشرت جريدة "دار الحياة" اللندنية تقرير تناولت فيه حياة الفنان اليمني الكبير أيوب طارش ومسيرته الفنية حيث قالت إن أيوب طارش بدأ مشواره الفني على سطح إحدى العمارات في عدن، مقلداً أغاني عبد الوهاب والقعطبي، وبعدما رهن خاتم زوجته ليشتري عوداً حيث انتهى به المطاف مؤذناً في مسجد الحارة في مدينة تعز.. لكنه لا يرى تعارضاً بين التدين وممارسة الغناء. وذكرت الجريدة أن طارش يعد من أبرز المطربين اليمنيين الأحياء، تمتد تجربته إلى ما يزيد عن نصف قرن، استطاع خلالها اجتراح هوية فنية خاصة في ما بات يسمى باللون الغنائي التعزي. وصار جمهوره يغطي مختلف جهات اليمن ويمتد إلى منطقة الخليج، لدرجة أن أميراً سعودياً أعطاه عبر الهاتف قصيدتين إحداهما أغنية «جوال». ولئن كست نبرة الحزن والحنين أعمال طارش، إلا أن أغانيه مازالت تطرب مختلف الطبقات والأعمار من دون استثناء. ورغم اعتكافه للعبادة والآذان في مسجد الحارة لما يزيد عن سنة، إلا انه بدا خلال حديثه مع الجريدة مرحاً وصاحب نكتة. وأعرب عن رغبته في تقديم أعمال جديدة لولا العارض الصحي الذي ألَمَّ به. وقال طارش الذي درس الموسيقى في القاهرة في سبعينات القرن الماضي، إنه لا يستطيع أن يجد صيغة اللحن إلا من خلال العزف على العود. وهو ما لم يعد يستطيعه، بسبب الشد الذي أصاب عضلات يديه. وأوضحت الجريدة أن طارش أرجع الطابع الحزين الذي تتّسم به أغانيه إلى "سجية الإنسان اليمني وشعوره بالغبن"، مشيراً إلى أن القصيدة الحزينة تجد صدى في نفسه أكثر مما تجده القصيدة الفرحة. وتابع طارش: لست مع الفن الذي يغوي ويبعدنا عن أداء الفرائض او يخدش الفضيلة لفظاً أو من خلال حركات الجسد. أفضل الأغنية الملتزمة بالأخلاق وأن تكون ذات أهداف سامية. كما أنني لست مع اعتزال الفن، فبإمكان المرء أن يمارس الموسيقى والغناء من دون أن يخلّ بفرائضه. وأكد أن الموسيقى تجسد حضارات الشعوب والإطراب غريزة في الكائن الإنساني».