أقيم عصر أمس في مخيم شهداء محرقة "7 أكتوبر" بمنطقة الرواء خنفر أبين فعالية تأبينية "أربعينية" لشهداء المحرقة الذين سقطوا في يوم الاثنين الموافق 28/3/2011م. الفعالية التي بدأت بآيات من الذكر الحكيم ألقى بعدها الأخ/ سعيد شتم رئيس لجنة الإغاثة في المخيم كلمة رحب فيها بالحاضرين ، مثمناً التفاعل الكبير لإنجاح هذه الفعالية. وأكد الأخ/ شتم في كلمته أن المأساة التي حلت لا يمكن نسيانها ، مترحماً على الشهداء والقتلى أطفالاً ورجالاً ونساءً ، ومؤكداً عزم وتصميم لجنة الإغاثة المكونة من 14 شخصاً ومن خلفهم كل أبناء أهالي الشهداء والجرحى على كشف الحقيقة وملابسات ما حدث، باعتبار أن ما حدث جريمة والمجرم لابد أن يعاقب وينال جزاءه العادل جراء هذه الحادثة الشنعاء. وقال الأخ/ سعيد شتم: إن لجنة الإغاثة تواصل مهامها إنسانياً وجنائياً وهناك وعود بمنح أسر الشهداء والجرحى تعويضات عادلة واعتبار كل من راح ضحية الحادثة شهيداً يتم اعتماده رسمياً براتب شهري ، مؤكداً على تواصل واستمرارية مخيم شهداء "7 أكتوبر" بالرواء وارتباطه ببقية المخيمات والساحات الموجودة في عموم محافظات الوطن. * لن ننسى أو نتساهل: الأخت/ فاطمة نقيطة صالح ممثلة عن أهالي الشهداء والجرحى تحدثت معبرة عن شكرها لكل من حضر هذه الفعالية ومن قدم يد العون والمساعدة لأسر شهداء وجرحى محرقة "7 أكتوبر"، مؤكدة في سياق حديثها بأن أبناء خنفر لن ينسوا ولن يتساهلوا مع من دبر لهذه المحرقة التي وقعت، وداعية إلى استمرار الفعاليات والبرامج السلمية حتى يسقط هذا النظام الذي جرع أبناء الوطن ويلات الفتن والحروب والمآسي الكثيرة والكبيرة. من جانبه ألقى الأستاذ والشخصية التربوية المعروفة "صالح ناصر ناجي" كلمة شكر فيها الحاضرين وكل من أسهم في إنجاح هذه الفعالية الحاشدة التي تعكس مدى التفاعل والمشاعر الصادقة لأبناء خنفر وأبين بشكل عام ، داعياً من خلال قصيدة شعرية إلى الحفاظ على اللحمة الوطنية وتوحيد الجهود لإسقاط هذا النظام الذي أذاق أبناء الوطن كؤوس القهر والظلم والهان والحروب ونهب الثروات والمقدرات للوطن، لاقت استحسان الحاضرين. وتخلل الفعالية أنشودة غنائية لعدد من الأطفال بعنوان "إرحل يا علي إرحل"، تلتها أنشودة رثائية من عدد من الفتيات للشهداء الذين سقطوا في محرقة "7 أكتوبر" وكل الشهداء الذين سقطوا ويسقطون في ساحات التغيير.. تلى ذلك قصيدة شعرية للأخ الشاعر/ علي شيخ والد أحد الشهداء كما أدت فرقة الأمل الإنشادية التي جاءت من مديرية مودية أنشودة لاقت استحسان الحاضرين وكانت بعنوان "عهداً يا شهداء الرواء". * مشاعر آسى وحزن: مشاعر الآسى والحزن خيمت على أجواء الفعالية التي عبر الحاضرون فيها عن استياءهم واستغرابهم وتذمرهم من غياب التفاعل الجاد والحقيقي مع الكارثة والمأساة التي حلت بأهالي وأبناء وذوي الشهداء والجرحى، ففي حين تم إعلان الحداد ثلاثة أيام على مجزرة صنعاء التي راح ضحيتها "55" شخصاً واعتمادهم كشهداء وتم التوجيه بعلاج الجرحى الذين سقطوا.. يظل ضحايا محرقة مصنع "7 أكتوبر" طي النسيان دون أن تحرك جهات الاختصاص ساكناً رغم حجم الكارثة التي راح ضحيتها "118" شهيداً ومئات الجرحى وإن كان هناك من اهتمام وتفاعل فهو محدود ولا يرقى إلى حجم الكارثة والمأساة التي حلت على مديرية خنفر ومختلف قراها ومناطقها ومدنها. * فعاليات مستمرة وتفاعل كبير: مخيم شهداء "7 أكتوبر" أكد استمرار فعالياته وأنشطته وبرامجه حتى يتم إنصاف أهالي وذوي الشهداء والجرحى وحتى يتم تغيير النظام ولعل أبرز ما سجلته هذه الفعالية الحشود الكبيرة التي توافدت على منطقة الرواء ومخيمها من مختلف مناطق ومديريات محافظة أبين كنوع من الدعم والمؤازرة . وأمام الزخم المسجل والفقرات التي شملتها هذه الفعالية اختلطت دموع عدد كبير من المشاركين والمشاركات مع أهازيج وأناشد الفعالية.. دموع تحمل الأسى واللوعة.. دموع تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الفاجعة كبيرة وعظيمة ومؤلمة وإزاءها لن تنسى تلك الضحايا من شهداء وجرحى نتيجة التصرفات اللامسؤولة والأفعال الإجرامية التي لابد أن ينال مرتكبوها جزاءهم العادل والرادع. حضر الفعالية وفد نسائي من مدن جعار وزنجبار تتقدمهن الأخت/ آمنة محسن العبد ، إضافة إلى عدد من شباب مخيم التغيير بزنجبار.
