تجدد القصف الذي تقوم به القوات التابعة لبقايا النظام على معتصمي ساحة التغيير ومقر قيادة القوات الوطنية بصنعاء منذً الأحد الماضي، ويعد يوم أمس السبت الأشد عنفاً خلال أسبوع منذ بدء الاعتداءات على المعتصمين بساحة التغيير. وسقط خلال القصف الهمجي والقنص العدواني - الذي يقوم به قناصة تابعون للنظام و من يعرفون بالبلاطجة - أكثر من "55" شهيداً ومئات الجرحى منذُ الصباح وحتى منتصف الساعة الثالثة عصر السبت الدامي. وكانت مصادر عسكرية أكدت ل"أخبار اليوم" سقوط أكثر من مائة قذيفة صاروخية ومدفعية على الفرقة الأولى مدرع، موقعة "11" شهيداً وأكثر من "120" جريحاً منذً الصباح وحتى كتابة التقرير. وكانت قوات صالح قد قصفت بالدبابات والمدفعية المدخل الجنوبي لساحة التغيير، مما أدى إلى استشهاد العشرات وجرحى آخرين من سكان المنطقة، ولاحظ شهود عيان في المنطقة أن المدفعية والدبابات قصفت جولة كنتاكي وأدى ذلك القصف إلى أحرق العديد من المنازل، وطال القصف أيضاً شارع الرباط، وشارع الشهيد أنس "هائل " وشارع "16"، وتجددت الاشتباكات أيضاً في شارع العدل - المدخل الشرقي لساحة التغيير - حين حاول مجموعة من البلاطجة اقتحام ساحة التغيير من هذه الاتجاهات، كما سقطت عدة قذائف على جولة مذبح والقريبة من مطعم إيجل - المدخل الشمالي لساحة التغيير -. وتزامن القصف مع هجوم عنيف على ساحة التغيير، من قبل مسلحين تابعين للنظام، بأسلحة ال"آر بي جي" والكلاشينكوف ورشاشات 12/7، تلتها اشتباكات عنيفة بين المسلحين وبين جنود الفرقة الأولى مدرع، الذين تصدوا للهجوم على الساحة، وبدأوا عمليات ملاحقة وتمشيط واسعة في عدد من الأحياء تعقباً للمسلحين والقناصة الذين هاجموا الساحة من جميع الجهات. وقال شهود عيان "إن قوات الفرقة الأولى مدرعة أعطبت دبابتين ودمرت آلية عسكرية في ذات المنطقة، بعد زحف قوات الفرقة نحو مصادر إطلاق قذائف الدبابات، والأسلحة الثقيلة في الساعة الثانية بعد منتصف ليل يوم أمس الأول الدامي. كما قامت قوات الفرقة الأولى مدرع بعمليات تمشيط واسعة للأحياء المحيطة بشارع الرياض وفي شارع "16" تعقباً للبلاطجة والقناصة الذين يقومون بقنص المعتصمين والمواطنين في المنطقة، وحذرت أصحاب المنازل من عدم إيواء أي من القناصة على أسطح منازلهم، واشتبكت في هذه الأثناء مع العديد من البلاطجة والقناصين الذين يتمركزون لقتل المتظاهرين بساحة التغيير، وألقت القبض على مجموعة منهم. وأكد شهود عيان "تعرض مبنى وزارة الخارجية اليمنية في شارع الستين للقصف من قبل قوات الحرس بعد سيطرة الفرقة على معسكر للبلاطجة بجانبها بعد اشتباكات واسعة استمرت لساعات. وقال أحمد محمد "19" عاماً ل "أخبار اليوم" فوجئت بقذيفة هاون وبأصوات عظيمه لقصف قوات الرئيس صالح على جولة عشرين، وإطلاق نار كثيف من قبل قناصة كانوا يعتلون أسطح منازل مجاورة، وذهلت حينما رأيت أن يدي قد أصابتها رصاصة وبدأت تنزف بشدة، وقال محمد إنه رأى أعضاء لبشر تطايرت جراء القصف الوحشي على مخيم الاعتصام ما أدى إلى أحرق العديد من الخيام. وأضاف أحد المسعفين أن هناك العديد من الجرحى في جولة عشرين لم تتمكن سيارات الإسعاف من إسعافهم جراء تمركز القناصة بأسلحة ثقيلة لقنص كل من يقترب من الجرحى. وقال عبدالرحمن: حوصرت في منزلي القريب من جولة عشرين - أنا ومجموعة من المعتصمين - حتى ظهر السبت جراء تواجد القناصة على أسطح المنازل، وقتل أو إصابة كل من يحاول المرور في الشارع. وعلى وقع الانفجارات انطلقت مسيرة سلمية جابت الشوارع القريبة من ساحة التغيير التاسعة من صباح يوم أمس، أستشهد خلال المسيرة شهيدان برصاص قناصة كانوا على سطح منزل قريب من شارع الرقاص وأصيب العديد من الجرحى. وطالبت المسيرة السلمية بمحاكمة مرتكبي الجرائم بحق المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء، كما طالب الثوار من الجيش الوطني حماية الثوار في الساحة. وخرج شباب الثورة أمس السبت في مسيرة حاشدة جابت معظم شوارع العاصمة صنعاء دعت إليها اللجنة التنظيمية، حيث تجمع عشرات الآلاف في ساحة التغيير في ساعة مبكرة من صباح أمس أمام منصة الثورة - نقطة انطلاق المسيرة - التي انطلقت - مروراً بشارع الرباط وثم شارع "16" وعادت من شارع إلى الساحة مجدداً.. وأثناء العودة اعترض بلاطجة تابعون للنظام المسيرة وأطلقوا الرصاص الحي على الشباب الذين ظلوا صامدين في المسيرة وردد الشباب شعارات تطالب بمحاكمة السفاحين والقصاص منهم. كما أكدوا على أن الثورة ستظل سلمية، رافضة ما تقوم به قوات بقايا النظام وبلاطجته من قصف وقنص على المتظاهرين وقصف بمختلف الأسلحة والصواريخ. وأكدت المسيرة أن الشعب اليمني لا يخاف من دموية النظام وأن الشباب صامدون رغم القتل والدمار ولن يتزعزعوا عن مطلبهم ولن يتراجعوا عنه.. وفي ذلك الوقت كانت الصواريخ والقذائف تقصف بعنف مقر الفرقة الأولى مدرع والأحياء التي حولها وذلك بعد أن كانت قوات السلطة قد حاولت أن تقتحم ساحة التغيير في منتصف ليلة أمس الأول وقصفت الأطراف الجنوبية لساحة التغيير من جهة الجامعة القديمة وشارع عشرين وسقط على إثره عدد من الشهداء والجرحى وتواصلت عمليات القصف بعد دحر الفرقة الأولى مدرع القوات التابعة لبقايا النظام ومنعهم من اقتحام الساحة.. إلى ذلك توفي فجر أمس السبت المصور التلفزيوني/ حسن يحيى الوظاف متأثراً من إصابته برصاص قناصة استهدفوه أثناء أداء عمله في ساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء. ويتعرض الصحفيون لانتهاكات معظمها من القوات الموالية للنظام والوظاف هو ثاني شهيد للصحافة اليمنية بعد الصحفي جمال الشرعبي الذي استشهد برصاص قناصة في جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس الماضي. وأصيب الوظاف برصاص قناصة الاثنين الماضي وأسعف إلى مستشفى العلوم والتكنولوجيا، حيث ظل في غيبوبة حتى توفي في الخامسة من فجر اليوم السبت. والوظاف من مواليد 1986 ويعمل مع الوكالة العربية للإعلام التي تزود عدة وسائل إعلامية بالصور منها قنوات الحرة الأميركية والإخبارية السعودية والقناة العراقية الرسمية. وقال عبدالكريم حمادي - مدير الأخبار في قناة العراقية - إن الوظاف كان يصور التظاهرات التي رافقها تصعيد من قبل السلطات اليمنية ضد المتظاهرين». وأضاف إن تشييعاً سيجري لجثمان الوظاف في صنعاء بعد صلاة العصر يشارك فيها عدد من الشخصيات والإعلاميين في اليمن - بحسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية-.