سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين إثر تصدي أبناء حجور وعاهم لهجماتهم على "الجرابي" بينما الناطق يوجه نداء إنسانياً لإغاثة الأسر المنكوبة والمحاصرة في كشر حجة..
أكد مدير أمن مديرية كشر بمحافظة حجة بأن مواجهات عنيفة شهدتها منطقة عاهم وجبل الجرابي القريب من جبل المشبة ليلة أمس الجمعة بين مسلحي الحوثي وقبائل المنطقة، أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة مثلهم من الحوثيين، فيما قتل حوالي خمسة أشخاص من القبائل إثر ضربهم بمدفع "هاون"، وأصيب ما يقارب اثني عشر شخصاً آخرين . وقال محمد غانم - في تصريح ل"أخبار اليوم" إن الحوثيين تلقوا العديد من التعزيزات واستحدثوا في أسلحتهم استخدام الألغام والتي بدأوا بزرعها في أكثر من منطقة يدخلون إليها وينسحبون منها، مؤكداً بأن الألغام قد تسببت في مقتل خمسة أشخاص من أبناء المديرية قبل يومين، عندما انفجر لغم قام الحوثيون بوضعه تحت إحدى جثث المواطنين كان قد قتل من قبل عندما أتى القتلى الخمسة لسحب الجثة، وذلك في تبة صغيرة تقع أمام المركز الأمني في عاهم. وأضاف "غانم" إن المركز الأمني لم يعد متاحاً لأفراد الأمن المكوث فيه، خاصة بعد أن تعرض للضرب بالمدافع من قبل الحوثيين لأكثر من مرة، مما أدى إلى إحراق أجزاء كبيرة منه، وتهدم السجن التابع للمركز بصورة كاملة . وذكر بأنه رغم محاولات الحوثيين الدخول إلى المنطقة، إلا أنهم لم يتمكنوا من الاستيلاء على أي جزء نتيجة التصدي القوي الذي يلاقونها من أبناء المديرية، وأنهم –أي الحوثيين- لازالوا متمركزين في منطقتي "المعهد المهني وأبودوار" الواقعين في حدود مديرية كشر مع مديرية مستبأ المحتضنة للجماعات المسلحة للحوثيين منذ دخولهم إلى المحافظة منتصف العام الماضي بتواطؤ من عناصر قيادية في المؤتمر الشعبي العام. من جانبه أوضح الناطق الرسمي لقبائل حجور الشيخ/ زيد عرجاش أن أبناء المديرية يواجهون حرباً عنصرية من قبل الحوثيين – حد وصفه – مستعرضاً جملة من الانتهاكات الإنسانية التي تمارس ضد أبناء كشر، خصوصاً والمنطقة عموماً، بدءاً من وصول مياه الشرب والمواد الغذائية الضرورية التي بدأت في النفاذ نتيجة للسيطرة الكاملة التي تفرضها عناصر الحوثي على الطريق الرئيسية المؤدية إلى كشر عبر مستبأ وإلى مثلث عاهم بحرض، إلى جانب تعرض عدد من الأطفال والنساء بمنطقة عاهم خلال الأيام الماضية إلى عمليات قنص من قبل الحوثيين المتمركزين في المعهد المهني . وأكد عرجاش أن قذيفة هاون موجهة بصورة مقصودة قد أحرقت سيارة يوم أمس الأول تحمل مواد بترولية وديزل أثناء ما كانت في طريقها إلى مركز المديرية، معتبراً ذلك من أنواع الحصار الذي يمارس ضد أبناء كشر الذين قال بأنهم يواجهون فكراً يريد فرض سيطرته على الناس بالقوة، في الوقت الذي أكد فيه كل اليمنيين تمسكهم بالنهج الديمقراطي والخيار السلمي. ووجه عرجاش نداءً إنسانياً عاجلاً إلى حكومة الوفاق الوطني بأن تضطلع بدورها في إيقاف هذا التعنت والاعتداءات غير المبررة التي تمارسها جماعات الحوثي المسلحة على أبناء المنطقة، كما دعا منظمات المجتمع المدني والمنظمات الإنسانية للقيام بدورها في إغاثة الأسر المنكوبة والمحاصرة من تناول مقومات العيش الأساسية. هذا ويطالب أبناء حجور ومحافظة حجة عموماً بإلزام الحوثيين بمغادرة المحافظة والعودة إلى محافظاتهم حقناً للدماء وترسيخاً للأمن والاستقرار. من جانبه أكد الشيخ فؤاد العبيدي - أحد مشائخ منطقة حجور- أن عناصر الحوثي لجأت في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة إلى فتح جبهتين قتاليتين في كل من "المندلة وحازة" بعد أن تمكن أبناء المنطقة من دحرهم من المركز الأمني والجرابي، وبعد أن تم محاصرة مجموعة من الحوثيين داخل المعهد المهني، موضحاً بأنه سقط من أبناء حجور وعاهم تسعة شهداء وخمسة عشر جريحاً خلال المواجهات التي استمرت من صباح الجمعة وحتى فجر اليوم السبت.. وناشد الشيخ العبيدي جميع المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والعربية والأجنبية للقيام بدورها الإنساني والنزول إلى محافظة حجة وزيارة النازحين في منطقة "خيران المحرق" و"وشحة"، والذين باتوا يعشون ظروفاً إنسانية صعبة للغاية، داعياً هذه المنظمات إلى سرعة إغاثة هؤلاء النازحين الذين فرضت عليهم الحروب التوسعية للحوثي ترك منازلهم ومزارعهم والعيش مشردين.