خرجت أمس الأربعاء مسيرة لعدد من أبناء منطقة حجور بمديرية كشر بحجة ونفذ المشاركون فيها وقفة احتجاجية أمام منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي بصنعاء، مطالبين الرئيس هادي وحكومة الوفاق بالتدخل لحماية المدنيين من القتل والحصار المفروض عليهم والتشريد المتواصل منذ شهرين من قبل جماعة الحوثي الذين يفرضون حرباً على أبناء المديرية بدون أي سبب، منددين بجرائم الحوثي وانتهاكاته لحقوق الإنسان في المديرية, وفقاً لما جاء في بيان صادر عنهم في المسيرة. وشدد البيان: " على الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق واللجنة العسكرية فرض هيبة الدولة وحماية المدنيين وتحمل مسئوليتهم في إحلال الأمن ووقف نزيف الدم والحيلولة من نزوح الأهالي جراء عدوان الحوثي في فرض حرب لا يوجد سبب لها غير التوسع على الأرض وإخضاع الأهالي بقوة السلاح والقتل والتشريد". وأكد الشيخ أحمد ريبان رئيس اللجنة المنظمة للمسيرة عن مواصلة التصعيد والخروج في مسيرات يومية حتى تستجيب الدولة وتقوم بواجبها تجاه الآلاف من الأسر المشردة ووقف نزيف الدم وطرد مليشيات الحوثي من حدود المديرية وإرجاعهم إلى محافظاتهم التي استقدمهم منها، داعياً أبناء محافظة حجة ومنظمات المجتمع المدني وكل الشرفاء من أبناء الوطن إلى المشاركة في المسيرات المتواصلة التي يعتزم أخراجها بشكل يومي. ودعا أبناء قبائل حجور بمديرية كشر وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والحقوقيين والنشطاء والوطنيين من أبناء اليمن إلى التضامن مع قضيتهم العادلة ضد المجازر الذي يتعرض لها الأهالي في منطقة عاهم بمديرية كشر. اتفاق وكان في 9 فبراير الماضي وقع اتفاق بين قبائل حجة والحوثيين يقضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين والتعايش السلمي واعتماد مبدأ الحوار في حل المشاكل, وتعزيز كل ما يؤدي للتقارب والتعاون والابتعاد عن كل أساليب فرض الرؤى بالقوة, ووقف الأعمال المسلحة والتوسع المسلح من جميع الأطراف والابتعاد عن أي أعمال استفزازية والعمل على عودة المسلحين إلى مناطقهم ومحافظاتهم، وتشكيل لجان ميدانية لحل أي إشكال ومعالجته بشكل فوري,وتشكيل لجنة مشتركة ترعى التطبيق والالتزام بهذه البنود وعلى وجه الخصوص "وقف فوري لإطلاق النار وفتح الطرقات, فضلاً عن التفاهم مع وجهاء كشر ومستبأ وقادة الحوثيين لتهدئة الأجواء لعودة الأمور إلى طبيعتها وإزالة أسباب التوتر". ولكن هذا الاتفاق لم يدم طويلاً وسرعان ما نقضه الحوثيون كعادتهم في عدم الوفاء بتعهداتهم, لتعود لغة السلاح طاغية على ما سواها من مفردات السلام والهدوء. وقد شارك في صياغة الاتفاق والإشراف عليه, الشيخ علي بن علي القيسي وممثلان للمشترك هما النائب زيد الشامي ومحمد مسعد الرداعي ومن طرف الحوثيين يوسف الفيشي وعلي العماد برعاية العميد القيسي، بالإضافة إلى أمين العاصمة السابق احمد الكحلاني باعتباره من أبناء المحافظة. نزوح وأدت المواجهات التي اندلعت قبل شهرين, إلى التسبب بموجات نزوح كبيرة للسكان من جحيم الموت, كما فاقمت من الوضع الإنساني للأهالي الذين يعانوا أصلاً من صعوبة العيش. وتؤكد هيلين كادي، منسقة الطوارئ في منظمة اليونسيف، أن نحو 580 أسرة قد نزحت بسبب الاشتباكات، مضيفة أن "أكثر من 30 بالمائة من النازحين داخلياً لجأوا إلى خمسة مدارس، وهو اتجاه مقلق رأيناه مع موجات النزوح الأخيرة في البلاد، بينما لجأ نازحون آخرون إلى بعض الأسر المضيفة أو ظلوا بلا مأوي". ونقلت شبكة"أيرين",عن علي مشعل، وهو أخصائي اجتماعي في كشر، القول انه "قد فرت حوالي 230 أسرة نازحة معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال إلى مديرية عاهم بمحافظة حجة، بينما نجحت أكثر من 250 أسرة أخرى في الوصول إلى خيران المحرق". وأضاف أن "موقع العشرات من الأسر النازحة الأخرى لا يزال مجهولاً". بينما قال علي الدبي، من جمعية الخير التنموية الاجتماعية، وهي منظمة غير حكومية محلية، أنه قد تم تحديد أكثر من 2,000 نازح داخلي وتسجيلهم لتلقي مساعدات في محافظة حجة. وذكرت هيلين كادي أن منظمة اليونسيف قامت بتوزيع 316 عبوة تشمل أدوات النظافة، فضلاً عن قيامها بجهود لرفع الوعي بالقضايا الصحية بين النازحين داخلياً والمجتمع المضيف، وانه تم الانتهاء من إنشاء 12 مرحاضاً ونقل المياه بشاحنات إلى النازحين داخلياً في منطقة الخميسين.. مشيرة إلى انه سيتم توزيع سبع حاويات إضافية سعة 1,000 لتر في المنطقة وبناء ثمانية مراحيض للطوارئ وتوزيع المزيد من أدوات النظافة. وأضافت كادي في تصريحها لشبكة"ايرين" التابعة للامم المتحدة أنه يجري تقديم خدمات المياه والنظافة والصرف الصحي عن طريق جمعية الخير التنموية الاجتماعية وهي الجهة الشريكة لمنظمة اليونسيف. وكان تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكد « أن اليمن مازال يعاني من تأثير الاضطرابات السائدة ما ينعكس سلبياً على الجهود المبذولة لمساعدة المدنيين على الرغم من التقدم في الوضع السياسي والهدوء النسبي في بعض الأماكن». وكان فريق منظمة هود في محافظة حجة أعلن منطقة عاهم بمديرية كشر منطقة منكوبة نتيجة توسع الحروب واستمرارها منذ ستة أشهر دون توقف، مما أدى إلى تشريد ألاف الأسر وتوقف الحياة التجارية بسوق عاهم الذي يعد من أكبر أسواق اليمن. وحمل فريق هود بحجة في بيان صادر عنه, رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق المسئولية الدستورية والقانونية في إعادة فرض هيبة الدولة في هذه المناطق وإيقاف نزيف الدم اليمني وتوفير الأمن والسكينة والعيش الكريم لأبناء الشعب. وأكد البيان أن معاناة الموطنين تزداد بتزايد ضحايا تلك الحرب العبثية، حيث بلغ عدد الأسر النازحة من خمسة آلاف أسرة معظمهم من النساء والأطفال والعجزة والمعوقين الذين باتوا يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا يجدون ما يعيشون عليه في المرحلة التي يتطلع الشعب اليمني إلى أن ينعم فيها بالأمن والاستقرار والسكينة المنشودة بعد أن عاش عاماً كاملاً من المعاناة نتيجة الأوضاع التي مرت بها البلاد. وأضاف البيان: إن أبناء مديريتي كشر ومستبأ يعيشون كارثة إنسانية حلت بآلاف الأسر، حيث فقدت كثير من تلك الأسر عائلها أو بعض أفرادها، مما اضطر من تبقى إلى النزوح عن قراهم ومناطقهم نتيجة الحرب المتواصلة منذ أشهر، مؤكداً حاجتهم الماسة للمساعدات الإنسانية. ودعا البيان كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المحلية والدولية إلى زيارة المنطقة والإطلاع على حجم الكارثة الإنسانية عن قرب ونشر الحقائق للرأي العام المحلي والدولي. كما دعا الفريق كافة الأطراف إلى سرعة وقف القتال والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المتضررين في القرى والمناطق المتضررة ومناطق النزوح وعدم المساس بحياة من يقعون في الأسر والمحافظة على كرامتهم الإنسانية. ويذكر أن عدد القتلى الذين سقطوا من قبائل حجور خلال الحرب التي فرضها الحوثي عليهم 83 قتيلاً ومئات الجرحى والآلاف من النازحين غير الخسائر المادية التي تقدر بالمليارات. حجة وتقع حجة شمال غرب العاصمة صنعاء و تبعد عنها بمسافة ( 127 كم )وتتصل بمحافظة صعده والمملكة العربية السعودية من الشمال، محافظة عمران من الشرق، محافظتي المحويتوالحديدة من الجنوب، البحر الأحمر وجزء من محافظة الحديدة من الغرب. وفيما يلي توضيح عن مديرية كشر موقع المواجهة من حيث المساحة وعدد السكان: