هل يولد الفاسدون في يوم وليلة؟!.. سؤال فرضه واقع الحال في وزارة الشباب والرياضة التي بدأ عدد من موظفيها بالمطالبة برحيل الفاسدين هذه الأيام بالذات، وهو ما يحدونا لوضع تساؤل آخر برئ أين كان هؤلاء القلة من الموظفين في السنوات الماضية؟!.. ولماذا سكتوا كل تلك المدة ليصرخوا اليوم؟!.. أين كان هؤلاء الموظفون وحمود عباد وزير الشباب والرياضة الأسبق يعين عددا من أقاربه في (وظائف) كبيرة داخل الوزارة؟!.. ولماذا لم يهتف أحدا منهم عندما جعل حمود عباد ابنه سجاد رئيسا لبعثة الكونغ فو التي شاركت في بطولة العالم بالصين؟!.. السؤال ذاته يستغرب عن ساعة تواجد هؤلاء والوزير السابق أيضا عارف الزوكا يأخذ من مال الوزارة ليستعين به ضد الثورة وشبابها الطاهر الذي لم يكن يحلم سوى برحيل الفاسدين؟!.. هؤلاء الموظفون أو المتعاقدون سكتوا لأنهم لم يتحصلوا على أية معلومات تمنحهم ضوءً أخضر للبلبلة والقلقلة على إدارة وزير الشباب والرياضة الأستاذ معمر الإرياني الذي بدأت موجات التظاهرات تصله إلى باب الوزارة لمسائلته على فساد سابق لا علاقة له به لا من قريب ولا من بعيد.. الرجل جاء إلى وزارة الشباب والرياضة، وهو يحمل آمالا كبيرة لتحقيقها لكن (المؤامرات) ضده تتواصل وإلا ماذا تعني هذه المظاهرات، وهو لم يكمل حتى نصف عام في إدارة الوزارة. سؤال ملح آخر هو أين كان أصحاب الحقوق، وهم يرون بأعينهم أن هناك اختلالات مالية كبيرة في وزارة الشباب والرياضة وفي صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة ووصول العجز الكلي إلى ما يقارب مليارين ريال لدرجة أن فساد الماضي حال دون تكريم أبطال الإنجازات الداخلية والخارجية. الحقيقة أن هناك من يدفع ليؤجج الصراع على بوابة الوزارة ويفتعل المشاكل لعرقلة عمل قيادة وزارة الشباب والرياضة بصورة مقيتة تنم عن حالات الكره والحقد التي يحملها البعض تجاه وزير الشباب حتى إن مدير مكتب سابق لشخصية كانت كبيرة في وزارة الشباب، وقدمت استقالتها جاءني يطلب مني أن أصور مظاهرة بسيطة لمجموعة من الموظفين، وقال لي بالحرف بعد أن سلم عليا بوس (أين كاميرتك) وعندما أخبرته أني لا أملك كاميرا ذهبت الابتسامة عن محياه، وتركني ليستعين ربما بكاميرا تلفونه.. المشكلة أن وزير الشباب جاء في أوضاع صعبة وثورة نبضها يتواصل تدعو الكثيرين للاصطياد في الماء العكر، والتحريض من بعيد انتظارا للسقوط حتى يعودوا إلى وزارة الشباب بعد أن أثبتت الأيام أنهم ضد الشباب ولم ينفعوا نوابا لها. على طاولة وزير الشباب (مهم جدا) ******** تكاثر الكلام حتى عن ازدياد عدد الوكلاء في وزارة الشباب والرياضة بشكل مستفز إلا أن ما لا يفهمه الكثيرون أن هذه الزيادة ليست بيد وزير الشباب والرياضة، وإنما هي نتاج قرارات رئاسية (انفعالية) أراد من خلالها البعض المجاملة على حساب وطن، وإلا ماذا يعني تعيين وكيل بدون أية صفة، بل وتركه يصارع من أجل قطاع حيوي في الوزارة، وهو لا يحمل أي تكليف بذلك.. وإذا كان وزير الشباب ليس مسئولا عن ذلك فإننا ننبه معاليه إلى ضرورة إيقاف مخصص القطاعات الشهري الذي اعتمده كقرطاسيات ومكافآت للموظفين في كل قطاع لأن الموظف البسيط لا يستفيد من هذا المبلغ بقدر ما يستفيد منه الوكيل الفلاني الذي يأخذ نصيب الأسد، ويرمي الفتات للموظف.. الوكلاء مرتاحين في وزارة الشباب والرياضة يتسلمون بدل مواصلات، وبدل سكن ومكافآت شهرية وسيارات وصيانة لتلك السيارات وبترول كذلك حتى وإن ظلت في حوش المنزل الفاخر وما إلى ذلك الأمر الذي يعني أن الاهتمام بالموظف البسيط أو المتعاقد بات أكثر أهمية من رمي نصف مليون ريال لكل وكيل يتصرف بها كيف شاء.. وفي حال لم يتم إلغاء هذه المبالغ نتمنى من وزير الشباب والرياضة أن يُطالب كل وكيل بأسماء العاملين في قطاعه، ويتم تسليمهم المبالغ بعد استقطاع نسبة بسيطة من إجمالي المبلغ للوكيل الفلاني في أي قطاع وساعتها ستشكل هذه الخطوة انتصارا للموظف والمتعاقد الذي يتقاعس عن المطالبة بحقوقه فيما يرى بعين الغلبان غيره وهو يلهف رزقا غير مستحق في حين أن الوكلاء يتسلمون شي وشويات وليسوا بحاجة لمقاسمة الموظفين مستحقات كل قطاع. وزارة المالية.. يا سلام! ************ لفت نظري التعامل الجاف الذي أبدته وزارة المالية تجاه اتحاد كرة القدم اليمني الذي يرأسه حتى النهاية الأخ أحمد العيسي ذلك التعامل تمثل في وقف صرف مخصص مدرب المنتخب الوطني والمقدر ب(100) مليون ريال كون الاتحاد وبحسب ما قرأنا كان قد طالب وزارة المالية بصرف هذا المبلغ من أجل التعاقد مع المدرب في وقت سيتم التعاقد مع مدرب أي كلام وبمبلغ أقل، وهو ما لم يمر على الإخوة في وزارة المالية في ظل وجود الأخ صخر الوجيه وزير المالية الذي وقف بالمرصاد لمثل هذه معاملات وتحايلات حين طالبت المالية بعقد المدرب الرسمي درءً لأية شبهات، خاصة وأن إخلاء العهد في بلادنا سهل جدا، وأسهل من تناول كوب ماء. الحساب والعقاب وحده هو الكفيل بتحريرنا من الفاسدين في أي مجال، وحين يتم الضرب بيد من حديد ساعتها ستجد أموال الشباب والرياضة متنفسا ومخرجا حسنا.. وزارة المالية بحاجة إلى إيقاف مثل هذه المعاملات والغوص في أعماق معاملات أخرى خاصة باتحاد القدم تقتضي التدقيق فيها خاصة مع تواصل إخفاقات الكرة اليمنية في ظل السحب المالي الرهيب الذي لم نر (ثماره) حتى اليوم كنتيجة طبيعية لصرف المخصص المالي الخاص بهذا الاتحاد. أخبرني أحدهم أن قضية إخلاء العهد سهلة جدا، كما ذكرت حيث أن هناك مسئول مالي لديه فواتير من عدد من المطاعم والفنادق وشركات النقل ومن الصيدليات وحتى من بائعي العسل والمكسرات والبطاط وبإمكانه أن يخلي ميزانية (قارون) في طرفة عين متفوقا على عفريت الجن الذي لم يأت بعرش بلقيس في تلك اللحظة. ريال مدريد الفوز مرتين! ********* الأجمل من فوز ريال مدريد بلقب الدوري هو أن يحتفل باللقب في النو كامب.. الفوز على برشلونة في لقاء حاسم يضع اللقب على شفا إثارة مرعبة هو المعنى الحقيقي للانتصار.. كان بإمكان ميسي ورفاقه أن يوقفوا حلم كريستيانو ورفاقه وكان بإمكان جوارديولا أن يظهر بهدوئه المعتاد أمام مورينهو، لكن اللحظة الفارقة أرادت أن تختصر ضحكات عشاق البرشا طوال الموسم وحتى على صفحات الفيس بوك بعبارة واحدة مفادها (من يضحك أخيرا يضحك كثيرا). كنت أقرأ في الفيس بوك أو بعض الصحف إشادات بالغة ببرشلونة كنا نشارك الزملاء التعليقات الرياضية، ولا نضيق ذرعا بها لإيماننا أن الكرة حظوظ وأن الألقاب واردة لأي طرف.. قرأنا.. علقنا.. ضحكنا معهم حين صنعوا النكات للريال تذكرنا معهم الخمس الأصابع التي أزعجونا بها - دائما - ورأينا كيف أن تاريخ 6\2 تحول إلى مهرجان للتشفي بنا. ثقتنا بالريال كانت ناصعة البياض كقمصانهم الكبير يمرض لكن لا يموت.. فجاءت الاحتفالية من قلب كتالونيا من أعماق النو كامب وبفوز رائع على برشلونة وسط جماهيره.. للاحتفالية مذاق خاص جدا هذه المرة لأن الدون البرتغالي رونالدو صنع الفارق وضحك كثيرا في لقاء كان ميسي فيه يبحث عن مهاراته وتشافي يسدد بعشوائية بعيدا عن المرمى وأنيستا يصول على غير وعي. انتظرنا هذه اللحظة لنظفر باللقب على حساب البرشا لا غيرهم ولأن حلقة الأفراح تتوالى سيكون البرشا على موعد صعب مع تشلسي في إياب دوري أبطال أوروبا، فيما سيكون الريال أمام اختبار صعب نسبيا أمام البايرن ميونخ والفوز بهدف يصل به إلى نهائي البطولة، فيما يتوجب على البرشا أن يخترق دفاع تشلسي مرتين ما لم يحقق رفقاء دورجبا مفاجأة بفوز آخر يغلق صفحة البرشا هذا الموسم ويكتفي بصفحة الريال. انتظرنا بشغف لم نستعجل الحلم، ولم نستحضر الأمل، قلناها برشلونة صار يفوز بضربات الجزاء ويلعب - دائما - ب(11) في لقاءات يكون الخصم ب(10) لاعبين، قالوا لا.. رغم معرفتهم بأنهم يفتقدون إلى رأس حربة صريح ولاعب دفاع قوي ولولا جهود ميسي لكان البلوجرانا ثالث أو رابع الترتيب على أعلى تقدير.. تلك المسيرات التي احتضنتها شوارع العاصمة صنعاء بالسيارات التي رفعت الأعلام المدريدية كانت تعبيرا مناسبا عن كيفية احتفال البطل بالبطولة خارج الديار.. حتى الرصاص التي تم إطلاقها في الحالمة تعز كانت تعبيرا عن ذات المعنى.. الملكي يتألق، يثار بطريقة مختلفة طريقة واحدة تقود إلى اللقب. البرشلونيون قالوا إن الفوز على الريال بطولة في حد ذاته حتى وإن خسروا الدوري (الليجا) إذن من بين سطور قولهم نستشف أن الريال فاز ببطولتين.