من يتأمل في قائمة الأسماء التي يضمها مجلسا الإدارة والشرف في نادي الهلال، سيلاحظ تواجد مكثف لرجال المال والأعمال، وعلى إثر ذلك يأتي التساؤل، هل تواجدهم المزدحم جاء صدفة أم على نحو مقصود؟!. للعديد من هذه الأسماء حضور خلال المدة السابقة، لكن الانتخابات الأخيرة شهدت إضافة أسماء أخرى، وهنا يتساءل الهلاليون، هل ستكون هذه الأسماء عبئاً على النادي أم سنداً له، لأن هناك من يقول أن وزارة الشباب والرياضة (مقصّرة) في حق نادي الهلال من خلال عدم بناء مقر للنادي ومشروع مقر نادي الهلال، والسبب هو تواجد مجموعة من رجال الأعمال في الهلال، مما يجعلها (تركن) عليهم رغم أن هذا واجب على الوزارة تجاه النادي. هناك من يقول أن قيادات نادي الهلال سعت لأن تتواجد هذه المجموعة من رجال الأعمال بهدف بناء المشروع الاستثماري المنتظر لنادي الهلال، حيث إن تواجد عدد كبير منهم سيساهم في بناء مشروع متميز وفريد من نوعه على مستوى اليمن، من خلال دعمهم المادي والإداري بالإضافة إلى الدعم المادي المفترض من الدولة. بعض الهلاليين يقولون بأن هذه الأسماء لن تقدم شيئاً باستثناء العيسي الذي يقدم الدعم الكبير والبارز منذ مدة طويلة، ويقولون كذلك بأن هذه الشخصيات تبحث فقط عن الأضواء والإعلام والوجاهة من خلال نادي الهلال الذي يعتبر مكاناً مغرياً للباحثين عن هذه الطموحات بسبب المكانة التي احتلها مؤخراً في خارطة الأندية اليمنية، ويقول آخرون بأنهم يتوقعون الكثير من عدة شخصيات. العديد من هذه الأسماء تدير مجموعات ومؤسسات تجارية واقتصادية كبيرة ومعروفة على مستوى اليمن.. وتوصف محلياً بأنها شخصيات ناجحة وبارزة.. تعالوا نراجع أسماء أبرز رجال الأعمال في المجلسين.. الإداري والشرفي.. وهي على النحو التالي مع حفظ الألقاب: أحمد صالح العيسي.. رئيس مجلس الشرف الأعلى لنادي الهلال.. رجل الأعمال المعروف.. رئيس مجلس إدارة مجموعة العيسي التجارية.. ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم.. الشخصية السياسية والتجارية والاجتماعية والرياضية.. الغنية عن التعريف.. خاصة في الوسط الشبابي والرياضي، عرف عنه دعمه الكبير واللا محدود للرياضة، في الهلال هو «الأب الروحي» للنادي، فمنذ دخوله الهلال.. صعد الهلال إلى الواجهة ليصبح أحد أبرز وأقوى الأندية اليمنية وأكثرها دعماً خلال السنوات الماضية بعد أن كان مغموراً ولا يعرفه أبناء مدينة الحديدة أنفسهم! يقدم دعماً كبيراً للهلال بصفة مستمرة، شأنه شأن أندية يمنية أخرى وأنشطة رياضية متعددة تحظى بذات اهتمام العيسي، في نظر الهلاليين.. قد يكون هو الشخصية الوحيدة غير الملزمة بين رجال أعمال النادي ببرنامج أو طموحات وغير مطالب بتقديم شيء، والسبب هو كل ما قدمه للنادي وما يزال من دعم مالي وإداري ولوجستي منذ أن بدأ العمل فيه متدرجاً كإداري في بداية شبابه مروراً بعدة مناصب حتى وصوله إلى قمة هرم النادي، وآخر ما نجح فيه مؤخراً هو استخراج أرضية للنادي بجهوده وعلاقاته الشخصية، ليتم تعويض النادي عن أراضي سابقة لم تمنح له بحسب وعود مرت عليها عشرات السنين، ويؤكد العيسي في مناسبات عدة طموحه لإقامة وتبني مشروع المقر النموذجي والاستثماري الضخم. أحمد سالم شماخ.. نائب رئيس مجلس الشرف الأعلى بالنادي.. المدير التنفيذي لمجموعة شماخ التجارية.. شخصية اجتماعية وتجارية في محافظة الحديدة.. يُصنف كذلك بأنه شخصية إعلامية، حيث عُرف عنه كتابته للمقالات الصحفية في عدة صحف يمنية، هو شخصية جديدة على النادي، وقد تكون هي المرة الأولى له في المجال الرياضي والشبابي، ليصبح هلالي الانتماء، سعت عدة أندية أبرزها أهلي الحديدة لاستقطابه، لكنهم فشلوا ونجح الهلال مؤخراً، شقيقه الأكبر هو الحاج أبوبكر سالم شماخ.. الشخصية الرياضية المعروفة في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي كرئيس وداعم لنادي أهلي الحديدة خلال العصر الذهبي لهذا النادي. أحمد جازم سعيد.. نائب رئيس مجلس إدارة النادي حالياً وسابقاً.. المدير الإقليمي لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم في الحديدة.. سبق له أن تولى قيادة نادي شباب الجيل بالحديدة قبل مدة طويلة سبقت انضمامه لنادي الهلال، استغرب الكثيرين عودته إلى النادي مؤخراً بعد أن قدم استقالته من المنصب نفسه منذ أكثر من عام، ولأسباب غير معروفة، يقول البعض أن هذه الاستقالة حدثت بسبب انشغاله وعدم تفرغه لشئون النادي، بينما يقول آخرون أنه استقال تهرباً من تقديم الدعم، لكن عودته مؤخراً قد تنفي ما يقال عن هذا التهرب.. معروف عنه حضوره للاجتماعات والفعاليات والأنشطة ولو بصورة غير دائمة.. ويقول هلاليون بأنه يقدم الدعم للنادي.. لكن بشكل قليل ومتقطع. محمد مطلوب عاطف.. الأمين العام للنادي.. والمدير التنفيذي لمجموعة سبأ العالمية، هو رجل الأعمال الأصغر سناً بين هذه الأسماء، ويوصف بأنه الأكثر حماساً لخدمة النادي والعمل الشبابي، برز في العمل في الأنشطة الاجتماعية بمحافظة الحديدة خلال السنوات الأخيرة، دخوله لنادي الهلال جاء بعد استقالة أحمد جازم قبل حوالي عام ونصف، ليعمل كنائب لرئيس مجلس الإدارة، ورغم أن مدة عمله في الهلال قصيرة ولا تتجاوز العامين، إلا أنها توصف بالفاعلة.. فهو يقدم الدعم بخلاف الكثير من رجال أعمال الهلال الذين يقدمون دعماً شحيحاً أو لا يقدمون دعماً أصلاً باستثناء العيسي.. الداعم الأول للهلال، من ميزات الشاب محمد مطلوب هو تنوع اهتماماته الهلالية، فتركيزه لا ينصب لصالح فريق كرة القدم فقط، بل يهتم بالألعاب المختلفة الأخرى في النادي، قام ببادرة طيبة عندما حقق فريق جودو الهلال نتائج متميزة في البطولتين العربية والآسيوية في العام 2011م، حيث تبنى تكريمهم وأقام مناسبة خاصة للاحتفال بهم، كما لاقى اختياره أميناً عاماً للنادي صدى إيجابي في الوسط الهلالي كون منصب الأمين العام سيجعله قريباً من أعضاء النادي وأكثر تفاعلاً معهم، وفعلاً فقد اجتمع بالمدربين واللاعبين بعد انتخابه أميناً عاماً، وعقد عدة اجتماعات خلال الفترة القليلة الماضية بعد انتخابه، قال في مقابلة صحفية سابقة بأنه سيكون لمجموعتهم مساهمتها في المشروع المنتظر لنادي الهلال. محمد عمر شماخ.. عضو مجلس الإدارة.. مسئول التسويق والاستثمار حالياً.. المسئول المالي سابقاً.. ومدير عام مصنع شماخ للدباغة والجلود، يعتبر أكثر أعضاء مجلس الإدارة قرباً واحتكاكاً باللاعبين، يوصف بأنه قريب من لاعبي الألعاب المختلفة في النادي غير لعبة كرة القدم، وقريب من همومهم ومشاكلهم، يتواجد بشكل دائم في الفعاليات والأنشطة الهلالية، وهي النقطة التي تحسب لصالحه على عكس الكثير من رجالات الهلال. طارق عبد الجليل ردمان.. الأمين العام السابق.. وعضو مجلس الشرف حالياً.. مسئول في شركة عبد الجليل ردمان للتجارة والصناعة، هو أيضاً أحد رجال الأعمال الشباب في نادي الهلال، ورغم أنه عمل أميناً عاماً للنادي خلال الفترة الماضية، إلا أن غيابه الطويل والدائم على النادي وأبنائه يعتبر من سلبياته، يظهر في المناسبات الهلالية بشكل قليل ومتقطع، وغير معروف في الوسط الهلالي عما إذا كان يقدم دعماً أم لا. فتحي عبد الواسع هائل.. عضو مجلس الشرف الأعلى.. رئيس نادي رجال الأعمال اليمنيين.. وأحد القياديين في مجموعة هائل سعيد أنعم التجارية.. رياضياً.. هو النائب الأول لرئيس الإتحاد اليمني لكرة القدم، وعلى صعيد نادي الهلال فهو يتواجد كعضو لمجلس الشرف الأعلى لأول مرة، المعلومات المتوفرة تقول بأن نادي الهلال ليس بغريب عليه، لأن فتحي كان لاعباً في النادي وتحديداً في فريق كرة السلة، كما كان لاعباً في لعبة الكرة الطائرة في نادي أهلي الحديدة، وينتظر الهلاليون إسهاماته الفاعلة لخدمة ناديهم من خلال تواجده كعضو شرفي بارز. ماذا بعد؟ ******* ما يميز هذه التوليفة والتشكيلة هو الروح الشبابية.. فمعظم الأسماء المذكورة أسماء شابة.. لكن المهم هو أن يكون تفاعلهم مع النادي وشئونه إيجابياً.. الأيام القادمة ستثبت ما إذا كانوا جاءوا يحملون عزماً لخدمة العمل الشبابي فعلاً.. أو لتحقيق أهداف أخرى.. أو أنهم وافقوا بعد خضوعهم لضغوط مورست عليهم وهرباً من الإحراج.. أو أسباب أخرى. الهلاليون ينتظرون الكثير من هذه الأسماء؟.. ما الذي سيقدمونه؟.. ما هي الأفكار التي لديهم؟.. هل سيتم الاستفادة من خبراتهم الإدارية في رسم الخطط والتصورات لهلال يتميز ليس داخلياً فقط.. بل وإقليميا؟.. هل ستساهم رؤوس أموالهم في مشروع النادي الاستثماري ليكون أكبر مشروع رياضي في اليمن بحكم المجموعات الكبيرة التي ينتمون لها؟.. أسئلة كثيرة تتداخل وتتشابك فيما بينها.. والأيام كفيلة بالإجابة عنها.