كارثة صحية جديدة تهدد صحة المرضى ومرتادي مستشفى العلفي بمحافظة الحديدة بعد تعفن جثث الموتى وروائح الجثث التي فاحت في أرجاء المستشفى بسبب انطفاءات الكهرباء المستمرة، إذ بمجرد المرور بجانب الثلاجة تستوقفك رائحة نتنة تزكم الأنوف، مصدرها جثث الموتى، التي وصلت إلى درجة قصوى من التعفن، نتيجة تعطل محركات آلات التبريد والانطفاءات الكهربائية المستمرة إلى جانب عدم اتخاذ النيابات العامة بالمحافظة إجراءاتها في دفن الجثث المجهولة والمتراكمة في ثلاجة المستشفى وفقاً لما نص عليه قرار مجلس الوزراء رقم 328 لسنة 1996م بشأن معالجة مشكلة الجثث المتراكمة.. حيث لا تتسع ثلاجة الموتى بمستشفى العلفي بمحافظة الحديدة للكم الهائل من الجثث التي تصلها من جميع مديريات المحافظة ومن المحافظات المجاورة لها، نظراً للازدحام الشديد التي تعاني منه ثلاجة العلفي. وعند زيارتنا لثلاجة الموتى وجدنا ما لم نكن نتوقعه، فالجثث تعفنت وأصبحت روائحها تفوح أرجاء المستشفى كما أن الثلاجة الواحدة في المستشفى كانت تحوي أكثر من جثة حتى أننا وجدنا أكثر من ثلاث جثث فوق بعضها، وذلك لكون ثلاجة المستشفى يعاني من ازدحام شديد في عدد الحالات التي تصل إليه يومياً، والثلاجة التي يوضعون بها الموتى يعتبرها البعض غير مناسبة، لكونها ثلاجة عادية ولا تتسع للكم الهائل من الجثث التي تصل يومياً إلى المستشفى حتى أصبحت الثلاجة ممتلئة بالجثث وروائحها تفوح في المستشفى مما يهدد صحة المرضى ومرتادي المستشفى. " أخبار اليوم" ونزولاً عند رغبة الأطباء والدكاترة والمرضى بمستشفى العلفي بمحافظة الحديدة زارت المستشفى وأطلعت على حجم المعاناة والكارثة التي تعاني منها ثلاجة المستشفى وعن الروائح الكريهة التي تسببت في معاناة نفسية للمرضى وزوار المستشفى وخرجت بالتحقيق الآتي: ثلاجة مستشفى العلفي بالحديدة ستقبل يومياً العديد من الجثث الميتة والمجهولة والتي تأتيه من مختلف المحافظات والمديريات وأن هناك أكثر من 40 جثة بداخل الثلاجة وأن هناك أكثر من ثلاث جثث فوق بعضها ، علماً أن طاقته الاستيعابية لا تتجاوز 10 جثث فقط، تم بناؤه منذ سنوات، خارج سور المستشفى ولازال يعاني من الإهمال والازدحام الشديد والانطفاءات الكهربائية، مما أجبر القائمين عليه الامتناع من استقبال أي جثة. عدد من الأطباء قالوا ل"أخبار اليوم": إن هناك روائح كريهة تنبعث من ثلاجة الموتى من المستشفى بسبب الانطفاءات الكهربائية والحر الشديد الذي تشهده المحافظة هذه الأيام، مما أدى إلى انبعاث روائح كريهة في أرجاء المستشفى ، بالإضافة إلى تعطل إحدى محركات التبريد منذ أكثر من 5 أشهر. وأوضح الأطباء أن ثلاجة مستشفى العلفي والتي فيها أكثر من 40 جثة رائحتها تؤكد أنها قد تعفنت وقد يعود إلى انقطاع التيار الكهربائي المستمر أو إلى عدم صيانة الثلاجة بشكل مستمر، مما تسبب في انبعاث روائح كريهة من الثلاجة . إكرام الميت دفنه: ويرى أحد الأطباء بالمستشفى بأنه فوجئ بما رآه من جثث متراكمة ومتحللة بعضها فوق بعض في الثلاجة ويصل عددها 40 جثة، وأن معظم هذه الجثث مجهولة الهوية والبعض الآخر جنائية والمؤسف أن النيابات لم تنظر في موضوع دفنها حتى الآن لدرجة أن كل هذه الجثث قد تحللت وتعفنت وفاحت منها الروائح الكريهة نتيجة لتكرار انقطاع التيار الكهربائي. هذا والتقينا خلال زيارتنا إلى المستشفى بالأخ/ عبدالله يوسف القليصي - مندوب البحث الجنائي بمستشفى العلفي ومسؤول الثلاجة- والذي أكد بان ثلاجة العلفي فيها أكثر من 40 جثة معظمهم صوماليين وأفارقة ومجهولين.. مشيراً إلى أن الثلاجة لا تستوعب أكبر من هذا العدد، حيث أن طاقتها الاستيعابية 10 جثث، ولكن بسبب الازدحام اضطررنا إلى أن نقوم بوضع الجثث فوق بعض. وقال القليصي إن هناك جثثاً لها أكثر من سنتين وثلاث سنوات وأن السبب في بقائها في المستشفى يعود إلى النيابة العامة، لأنها الجهة الفاصلة بين الأطراف المتنازعة حتى تقرر دفن الجثث وبقاء الجثث في الثلاجة طوال هذه المدة يُفقد تشخيصها تماماً، مما تسبب في تعفن معظم الجثث وانبعاث الروائح من الثلاجة بسبب بقاء الجثث دون دفن والانطفاءات الكهربائية . وذكر أن الجثث التي تصل المستشفى حالياً قد لا تجد لها مكاناً نتيجة الازدحام، لأن الثلاجة تتسع إلى 10 جثث فقط وأنهم امتنعوا من استقبال أي جثة لأي ميت نظراً للازدحام الشديد . وما شد انتباهنا خلال الزيارة إلى المستشفى، هو ما صرح به مدير المستشفى الدكتور/ محمد قطقط والذي أكد بأن إدارة المستشفى طالبت النيابة أكثر من مرة بالبت في مصير هذه الجثث وإقرار دفنها، إلا أن النيابة لم تعرهم اهتماماً وإن صحت هذه المعلومات فإن النيابة تكون هي المتهم الأول بالتقصير في مصير هؤلاء الضحايا، وتعفن الجثث وانبعاث الروائح الكريهة منها دون فائدة ..
