تواجه منطقة حرض تحديات هائلة كونها تستضيف أكثر من 100.000 نازح داخلي بسبب الحرب في صعدة وتعسفات الحوثيين، و قد قام السيد/ نفيد حسين ممثل المفوضية بزيارة ميدانية إلى حرض في الأيام الماضية للاطلاع على الأوضاع الإنسانية الخطيرة التي تعيشها المديرية بشكل خاص. والتقى ممثل المفوضية بوكيل محافظة حجة أمين عام المجلس المحلي أمين صالح القدمي ومدير مديرية حرض أحمد عبده شديوه، و خلال اللقاء أشار السيد/ نفيد حسين إلى تقدير المفوضية للدور الكبير الذي تلعبه السلطات المحلية والمجتمع المضيف في حرض في التخفيف من محنة النازحين داخلياً رغم التحديات، كما عبر عن الإهتمام و الدعم الذي توليه المفوضية للمجتمع المضيف والسلطات المحلية في المنطقة. وأعلنت المفوضية عن تقديم 21.5 مليون ريال للسلطة المحلية في حرض، تضمنت إنشاء مكتبة جديدة و فصول كمبيوتر وعدد آخر من الأنشطة التي تمولها المفوضية في مديرية حرض شمال اليمن، و بالإعلان عن هذا المبلغ، تكون المفوضية قد أنفقت أكثر من 728 مليون ريال في منطقة حرض منذ بداية العام 2012 و حتى اللحظة- بحسب بيان صادر عنها. و قال السيد/ حسين: "تقدم المفوضية كل ما هو ممكن من أجل مساعدة السلطات المحلية على تلبية الاحتياجات الأساسية بما في ذلك التعليم والصحة لكل من النازحين والمجتمع المضيف في المنطقة." مضيفاً: "كما أن المفوضية تقوم بحشد التأييد لدى المجتمع الدولي لدعم اليمن للتغلب على التحديات والاستمرار في الوفاء بالتزاماتها الدولية خلال هذه الفترة الحرجة". وحث ممثل المفوضية المجتمع الدولي على إيلاء قضية النزوح طويل الأمد و الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في الأجزاء الشمالية من اليمن المزيد من الإهتمام. و قال: "ينبغي أن تحظى محافظتا حجة وصعدة بالمزيد من دعم المجتمع الدولي". ومن ضمن الأنشطة التي سلطت زيارة ممثل المفوضية الضوء عليها وضع حجر الأساس لبناء مركز صحي في مخيم المزرق رقم 1 للنازحين داخلياً والذي تديره المفوضية. ويحتوي المركز الصحي الذي يتم إنشاؤه بتمويل من الحكومة الفرنسية على 16 سريراً، 8 منها للنساء و 8 للرجال، كما يحوي أيضاً غرفة للولادة. و يأتي إنشاء هذا المركز في محافظة حجة، إضافةً إلى المستشفى الذي قامت المفوضية بإعادة ترميمه و فتحه في محافظة صعدة عام 2011 بغرض توفير الرعاية الصحية لكل من النازحين داخلياً و المجتمع المضيف على حدٍ سواء. تقوم المفوضية ببناء قدرات السلطات المحلية في مديرية حرض و تقديم الدعم الذي يمتد ليشمل كلاً من المجتمع المضيف و النازحين داخلياً ، حيث قامت مؤخراً بتوفير 14 مولداً كهربائياً لعدد 14 مدرسة، و مولداً لمبنى المجلس المحلى و آخر للنادى الرياضي، كما قامت المفوضية ببناء 90 كوخاً للنازحين الذين يعيشون خارج المخيمات، و 12 كوخاً للفئات الضعيفة من المجتمع المحلي. و سيتم استخدام هذه الأكواخ بدلاً من الخيام التي كان يعيش فيها النازحون خارج المخيمات. وقت الحلول هناك ما يربو على 300،000 نازح داخلي في الجزء الشمالي من اليمن، يتركز 75٪ منهم في محافظتي حجة وصعدة ، حيث يعيشون في المخيمات وأماكن الإيواء المؤقتة، أو لدى الأسر المضيفة. و في الوقت الذي عاد فيه قرابة 30،000 نازح طوعاً إلى ديارهم. وشدد السيد/ حسين على ضرورة إيجاد حلول دائمة لمن تبقى من النازحين، وقال: " العديد من الأشخاص النازحين داخلياً تم تشريدهم لعدة مرات و لم يعد بإمكانهم الوصول إلى مناطقهم الأصلية والخدمات الأساسية، وكذا أرضهم وممتلكاتهم، ولذلك لا بد من إيجاد حلول طويلة الأمد حتى يتسنى لهؤلاء الناس إعادة بناء حياتهم بكرامة وأمان.