لاقى الهجوم الذي استهدف تجمعاً لمشاركين في فعالية تحيي ذكرى عاشوراء بالعاصمة اليمنية صنعاء مساء أمس السبت لاقى إدانات واسعة من هيئة علماء اليمن والحكومة والبرلمان، وأنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية، وأحزاب وقوى سياسية وثورية. وقتل ثلاثة أشخاص وجرح 13 آخرين في الهجوم، الذي قالت وسائل إعلام حكومية إنها بفعل عبوة ناسفة زرعت بالقرب من الصالة التي شهدت إحياءً لذكرى عاشوراء أقامها موالون لجماعة الحوثيين. وفي هذا السياق استنكرت هيئة "علماء اليمن" التي يرأسها الشيخ/عبد المجيد الزنداني الاعتداء الذي طال بعض المواطنين في صالة المدائن في العاصمة صنعاء. وأكدت هيئة العلماء استنكارها لكل صور الاعتداء على أرواح وأعراض وأموال المسلمين، داعية جميع أبناء الشعب اليمني إلى الحفاظ على الأخوة العامة للمسلمين وإلى أن يصلحوا ذات بينهم وأن يحتكموا فيما شجر بينهم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم، كما قال تعالى: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّه) [الشورى/10]، وكما قال تعالى : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [النساء/65]. وأضافت الهيئة في بيان لها حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه إن الالتزام بذلك سبيل للحياة الطيبة وصيانة للدماء والأعراض والفوز برضى ربنا سبحانه وتعالى. وذكرت هيئة علماء اليمن، أبناء الشعب اليمني المسلم بحرمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم. وقالت: " يسوؤنا ما نسمعه من قتال بين أبناء اليمن في بعض المناطق والاستخفاف بحرمة الدماء المعصومة، ولقد ساءنا ما سمعنا من اعتداء على بعض المواطنين في صالة المدائن في العاصمة صنعاء. وأعربت الحكومة اليمنية عبر مصدر مسئول إدانتها واستنكارها الشديد لحادث التفجير، وقالت إنها تؤكد على أن أجهزة الأمن لن تتوانى في بذل أقصى الجهود في سبيل التحري والبحث والمتابعة لكشف الجناة. وأضافت – وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) – فإن من يقفون وراء هذا الحادث المؤسف يسعون لتقويض أجواء الوفاق وإعاقة سير العملية الانتقالية السلمية وعرقلة الجهود الوطنية المبذولة للتحضير للحوار الوطني الشامل. وأدان البرلمان في جلسته أمس الأحد الهجوم الذي استهدف المشاركين في ذكرى عاشوراء، معتبراً هذه الأعمال مسيئة لمجتمعنا اليمني «ولا تمت بصلة إلى تقاليد وعادات شعبنا اليمني». وعبر البرلمان عن قلقه للاختلالات الأمنية التي شهدتها بعض المدن اليمنية، مطالباً حكومة الوفاق الوطني وخاصة أجهزتها الأمنية برفع درجة اليقظة والوعي الأمني وتطبيق القوانين النافذة إزاء أي حادث يخل بالأمن والاستقرار والكشف عنه قبل وقوعه. وقال إنه وجه رسالة لوزيري الدفاع والداخلية بطلب الحضور لتوضيح الإختلالات الأمنية التي جرت مؤخراً في بعض المدن. وأعربت اللجنة العسكرية عن إدانتها واستنكارها لهذا العمل الإجرامي الذي يستهدف حياة الأبرياء ويسعى لجر الوطن مجدداً إلى أتون الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار. وأقرت في اجتماعها الأحد تشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم على المشاركين في الفعالية. وطبقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) فإن اللجنة المشكلة يترأسها وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن العام وعضوية أمين العاصمة وممثلون عن أجهزة الأمن القومي والأمن السياسي والاستخبارات العسكرية، لكشف ملابسات الحادث وملاحقة الجناة وإحالتهم للقضاء لينالوا جزاءهم الرادع. وأمس السبت، أدانت أحزاب اللقاء المشترك الهجوم الذي وصفته ب«الإجرامي والإرهابي»، واستنكرت أحزاب المشترك في بيان لها الاعتداء ومن يقف وراءه، معتبرة «الحادث الإرهابي محاولة يائسة من القوى التي تعادي الوطن وتريد جره إلى صراعات داخلية» حسب تعبيرها. من جهتها أدانت هيئة "أنصار الثورة" الشبابية الشعبية السلمية، مستنكراً بشدة الجريمة البشعة التي أقدمت عليها أطراف إجرامية تبيت للوطن نوازع الفتنة وزرع بذور الشقاق بين أبنائه، موضحة بأن بعض العناصر الإجرامية مساء السبت 24/11/2012م على عملية إرهابية أودت بحياة عدد من الشهداء وسقوط العديد من الجرحى أثناء خروج مجاميع من المواطنين من قاعة زهرة المدائن بحي الجراف أمانة العاصمة. وقالت في بيانها الذي تلقت الصحيفة نسخة منه-: إننا إذ نستنكر هذا العمل الإجرامي الذي لا ينسجم مع مبادئ وأخلاق الإسلام والقيم الإنسانية التي جبل عليها أبناء شعبنا، لنطالب الحكومة والجهات الأمنية المختصة بسرعة التحقيق في الحادث وتقديم المجرمين للعدالة وإحقاقاً للحق، وليتسنى لأبناء شعبنا مواصلة جهودهم الخيرة في بناء اليمن الجديد، وتفويت الفرصة على من يتربصون بالوطن وأمنه واستقراره، والذين يحاولون جره إلى الفوضى والاقتتال بين أبنائه عبر إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والمناطقية المقيتة، ونحن على يقين أن أبناء شعبنا يملكون من الحكمة واليقظة ما يمكنهم من تجاوز كل هذه الأعمال الإجرامية العبثية. ودعت "أنصار الثورة" كافة أطياف القوى السياسية وشرائح المجتمع لإدانة مثل هذه الأعمال الإجرامية، ونتقدم بخالص التعازي وعظيم المواساة إلى أسر الشهداء والجرحى الذين سقطوا جراء هذا العدوان الإجرامي الغاشم، سائلين لهم الرحمة والغفران وللجرحى والمصابين الشفاء العاجل. إلى ذلك أدان مجلس شباب الثورة بصنعاء الهجوم الذي استهدف المشاركين في فعالية ذكرى عاشوراء، وقال إن «ما يجري اليوم من أحداث فوضى وأعمال عنف تشهدها البلاد (شرقها وغربها شمالها وجنوبها) ما هي إلا محصلة لعدم قراءة واقعية لحقيقة الواقع الذي عانه ويعيشه الشعب ورغبةً لوصاية إقليمية ودولية». وحمل المجلس الحكومة المسئولية الكاملة عن الضحايا الذين سقطوا والذين لقوا حتفهم جراء تقصيرها، مطالباً وزارة الداخلية بسرعة الإعلان عن ملابسات الحادث الأخير وإعلان الحقائق للرأي العام.