شهدت العاصمة صنعاء- أمس الاثنين- تظاهرة حاشدة شارك فيها أنصار جماعة الحوثية، وحزب المؤتمر الشعبي العام، استجابة لدعوة زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي التي أطلقها مساء الأحد الماضي بخطاب متلفز, متوعدا بإسقاط الحكومة وبالرد على أية استفزازات من الأمن للمشاركين بالمسيرة.. ونددت التظاهرة بالجرعة السعرية التي فرضتها الحكومة مؤخرا ثالث أيام عيد الفطر المنصرم برفع الدعم عن المشتقات النفطية ورفع أنصار الحوثي ملصقات وهتافات خاصة بشعار الموت الحوثي "الصرخة" الخاص بالجماعة. وسار المتظاهرون- الذين تحركوا برفقة مسلحين- في عدد من شوارع العاصمة ورددوا هتافات ضد الحكومة وضد قوى سياسية، وأكدوا أن "الاحتجاجات لن تتراجع حتى تحقق أهداف الثورة الثلاثة، التي لخصها زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، ب"إسقاط الحكومة، وإلغاء قرار (الجرعة السعرية)، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار. وجاء التصعيد في أول أيام ما أطلقوا عليه "الخيار القادم" وقد أعلن الحوثيون أن المسيرات ستتواصل خلال الأيام المقبلة، حتى يوم الجمعة، لتبدأ مرحلة جديدة من التصعيد أطلقوا عليها "الخيار الحاسم". وطالب المتظاهرون الرئيس عبد ربه منصور هادي بإلغاء الزيادة التي أقرها قبل أسابيع في أسعار الوقود، وإسقاط حكومة الوفاق الوطني التي يشكل حزب المؤتمر الشعبي نصف مقاعدها، كما يطالبون بتطبيق قرارات الحوار الوطني. وكان زعيم الحوثيين هدد بما وصفه بردٍ عنيفٍ إذا تعرض المتظاهرون لأي هجمات، متوعدا بإسقاط الحكومة، واتخاذ خيارات وصفها بالمسموحة، إن لم يستجب الرئيس هادي لمطالبهم. ونقل موقع العربية نت عن مصادر أمنية أن مصادمات جرت في عدد من أحياء العاصمة، بين المتظاهرين وبعض المواطنين الرافضين الانضمام إلى المظاهرات، فيما أكدت مصادر ميدانية انتشار لمسلحين حوثيين في أوساط المتظاهرين. ويعتزم الحوثيون، ومعهم أتباع حزب المؤتمر الشعبي، البدء في اعتصام مفتوح في كل المناطق المحيطة بالعاصمة صنعاء، وداخل العاصمة، حتى الجمعة المقبل، وهي المهلة التي حددها زعيم الحوثيين للرئيس لتلبية مطالب المتظاهرين قبل البدء في تصعيد لم يستثن إسقاط الرئيس والنظام، بحسب تصريحات لقيادات في الحركة الحوثية. ولاقت دعوات الحوثيين للتظاهر استجابة من بعض القوى السياسية والفئات الفقيرة المتضررة من قرار إلغاء الدعم الحكومي عن الوقود، لكن قوى سياسية اعتبرت تصعيد الحوثيين واشتراك قطاع واسع من اتباع حزب المؤتمر معهم في ذلك التصعيد مقدمة للسيطرة على العاصمة صنعاء، مستشهدين بقرار الحوثيين محاصرة العاصمة باعتصامات مفتوحة من كل الجهات على غرار ما حدث في مدينة عمران قبل أسابيع من سقوطها.