أول من أمس الأحد كانت مدينة تعز، وسط اليمن، تعيش هول فاجعة مجزرة بشعة جديدة ارتكبتها مليشيا تجيد امتهان المجازر وتتقن هندستها، والحزن يلف أرجاء المدينة المحاصرة. المجزرة المروعة التي ارتكبتها المليشيات الانقلابية باستهداف سوق مكتظ سقط اثر ذلك قتلى وجرحى بينهم أطفال وجميعهم مدنيين، ليست الأولى التي توثق لجرائم الحقد الأسود الذي يكنه الحوثي والمخلوع صالح لمدينة تعز. فقد سبق أن ارتكبت مليشياتهم عشرات الجرائم منذ اجتياحها للمدينة في هجمات مدفعية ترسلها على المدنيين وتقصف بها أحياء سكنية ناسفة كل قيم الإنسانية، ودون اعتبار للقوانين والمواثيق، وسط صمت وتخاذل من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إزاء ذلك. الانقلابيون يعترفون بالجريمة والحكومة تؤكد مقاضاة المتورطين مجزرة مروعة في بير باشا بتعز حصيلتها 4 شهداء وعدد من الجرحى ارتكبتها أول من أمس الأحد مليشيا الحوثي والمخلوع صالح في قصف عشوائي على سوق مكتظ بالمدنيين. صور صادمة لمجزرة بشعة ارتكبها مليشيات الحوثي والمخلوع في منطقة بير باشا غرب تعز، والحصيلة أربعة شهداء مدنيين، وسبعة جرحى. وتسببت الجريمة بحالة سخط شعبي أوساط اليمنيين، وعبر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم واستنكارهم للجريمة التي ارتكبتها المليشيا في مدينة تعز. ولم تتورع جماعة الحوثي الانقلابية عن الاعتراف بارتكابها جريمة قتل مدنيين في قصف حي سكني وسوق في بير باشا غرب تعز قائلة إنها استهدفت "تجمعات للمنافقين"، وذلك على لسان ناطق مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بارتكاب مقاتليهم جريمة قتل مدنيين في محافظة تعزجنوباليمن. وقال ناطق قوات الإنقلابيين عميد ركن شرف لقمان على صفحته الرسمية في تويتر ونشرتها وسائل الإعلام الانقلابية بأن مسلحيهم استهدفوا "تجمعات للمنافقين في منطقة بير باشا بعدد من قذائف الهاون وسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم وسيارات الإسعاف تهرع إلى المكان". وهو ما اعتبره قانونيين ونشطاء حقوقيين بأنه إقرار موثق من قبل الجماعة بارتكاب المجزرة التي أعدوها جريمة مع سبق الإصرار. مؤكدين أن ما قاله لقمان واحدة من أهم الاعترافات الرسمية لمليشيات الحوثي والمخلوع صالح الإنقلابية بارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وسط غياب تام للمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية. كما أورد المركز الإعلامي لجماعة الحوثيين خبراً ذكر فيه أنه تم تم استهداف تجمعات ما أسماهم منافقين في منطقة بير باشا بعدد من قذائف الهاون، أدت لسقوط قتلى وجرحى في صفوفهم، حد خبر مركز الجماعة الإعلامي، في إشارة واضحة إلى ذات الحادثة وقالت مصادر حقوقية بأن ما نشره لقمان والمركز الإعلامي للجماعة يعد اعتراف بارتكاب مليشياتهم جريمة قتل مدنيين في قصف حي سكني وسوق في بير باشا غرب تعز ويقول إنهم استهدفوا "تجمعات للمنافقين". وطالب ناشطون، الأممالمتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية أن ترى بشاعة الجرائم التي ترتكبها المليشيات الانقلابية التابعة للمخلوع صالح وعبد الملك الحوثي في استهداف المدنيين في مدينة تعز التي تعيش حالة حصار من تلك المليشيا. وتعليقا على مجزرة بير باشا.. هاجمت الحكومة اليمنية المجتمع الدولي واستغربت صمته على جرائم المليشيات. وانتقد مصدر مسؤول في الحكومة صمت المجتمع الدولي إزاء الجرائم التي ترتكبها الميليشيا الانقلابية بحق مواطني مدينة تعز منذ قرابة 3 أعوام. وقال المصدر في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن الميليشيا الحوثية تواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل في تعز وأخرها في 27 أغسطس في منطقة بئر باشا حيث قصفت الأحياء السكنية بالهاون والكاتيوشا، الأمر الذي أسفر عن استشهاد 4 مدنيين وإصابة 6 آخرين. واعتبر المصدر صمت المجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم والمجازر أمر مثير للاستغراب والتعجب. مطالباً إياه والمنظمات الدولية والصحفيين وسفراء الدول الشقيقة والصديقة إدانة هذه المجازر والضغط عليهم لإيقاف الاعتداء على المواطنين الأبرياء ورفع الحصار عن مدينة تعز. وقال: "إن على العالم الحر رفع صوته وإدانة ما يحدث وان تعز تدفع فاتورة الانقلاب.. فلم يعد بيت بداخلها إلا وقد فقد شهيداً أو جريحاً".. مؤكدا سعي الحكومة اليمنية لمقاضاة كل المتورطين في هذه الجرائم. هجمات مدفعية على المدنيين خلال فترة 10 أيام في مايو/أيار 2017، أدى قصف قوات الحوثي المسلحة والقوات الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح على المدينة إلى وفاة 30 مدنيا على الأقل، وجرح أكثر من 160 آخرين، وفق أطباء في مستشفيين محليين.. يصف الدكتور أحمد الدميني، من مستشفى الثورة، ما حصل مع ملاك قايد، فتاة في الثامنة من العمر فقدت ذراعها جراء الهجوم يوم 23 مايو/ أيار: "أسوأ مشهد رأيته كان للطفلة ملاك. شعرت في البدء بأنني عاجز ومقهور لأنه لا يوجد سوى جراح واحد في غرفة العمليات، وكان مشغولا بحالات أخرى. لكنه في آخر الأمر، أنهى عمله وأجرى لها العملية. شعرت بالأسف على الفتاة. كيف ستعيش بذراع واحدة؟ هل ستتأقلم مع الأولاد الآخرين بينما ستحمل طوال حياتها أثار الحرب؟". وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في أحدث تقرير لها، قالت إن قوات الحوثي- صالح شنت هجمات مدفعية متكررة وعشوائية على أحياء سكنية في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، في انتهاك لقوانين الحرب. قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "القصف الذي تنفذه قوات الحوثي- صالح على المناطق المأهولة يتسبب في خسائر هائلة بين المدنيين. في مايو/أيار ويونيو/حزيران، قابلت هيومن رايتس ووتش 14 شاهدا على هجمات مايو/أيار، بالإضافة إلى ناشطين محليين وموظفين في مجال الصحة. خلال السنتين الماضيتين، أطلقت قوات الحوثي- صالح، بشكل متكرر وعشوائي، قذائف هاون وصواريخ من أماكن مرتفعة في منطقة الحوبان، شمال شرق تعز، على مناطق كثيفة السكان. ذكرت منظمة "مواطنة"، أن قوات الحوثي- صالح مسؤولة عن عشرات الهجمات العشوائية التي وثقتها في تعز بين أبريل/نيسان 2015 ومارس/آذار 2016. أعدّ فارس العبيدي، ناشط محلي، لائحة بضحايا هجمات الأيام الثلاثة في مايو/أيار لما كان القصف شديدا، بعد تحدثه مع شهود وناجين، بالإضافة إلى مراجعة سجلات مستشفيات تعز الثلاثة. ضمت اللائحة التي شاركها مع هيومن رايتس ووتش، أسماء 54 مدنيا وأعمارهم وتواريخ إصابتهم. يوجد 3 أطفال وامرأتين من بين القتلى ال 14. قال الدكتور أحمد الدميني، المدير الفني في مستشفى الثورة، المستشفى الرئيسي في مدينة تعز، إن المستشفى استقبل بين 20 و26 مايو/أيار 58 مدنيا مصابين إصابات حرب، من بينهم 20 طفلا، بالإضافة إلى 3 أشخاص توفوا قبل وصولهم، من بينهم طفل. وقال إن أغلبية الإصابات كانت جراء القصف. قال الدكتور وليد الوتيري، رئيس المختبر في مستشفى الصفوة، إن مستشفيات الصفوة والثورة والروضة استقبلت جثامين 31 شخصا، من بينهم 6 أطفال، بالإضافة إلى 167 جريحا، من بينهم 60 طفلا، على مدى 10 أيام. تجدد القصف بعد أن أجبرت قوات تابعة للحكومة قوات الحوثي- صالح على التراجع من عدة مواقع شرق المدينة، وفق ماهر العبسي، ناشط محلي. قال العبسي إن المناطق التي قُصِفت في 21 مايو/أيار تبعد حوالي 800 متر عن الخطوط الأمامية، بينما المناطق التي قُصِفت في 22 و23 مايو/أيار كانت في وسط المدينة، "في مناطق مدنية مكتظة"، بعيدة عن الخطوط الأمامية. قال شهود على الهجمات الست على تعز التي وثقتها هيومن رايتس ووتش إن القوات المتحالفة مع الحكومة لم تكن متواجدة في هذه الأحياء وقت وقوع الهجمات. وثقت هيومن رايتس ووتش سابقا قصف قوات الحوثي- صالح العشوائي في تعز. في يونيو/حزيران 2016، أدى القصف إلى وفاة 18 مدنيا على الأقل وجرح 68 آخرين خلال 3 أيام. وفق الأممالمتحدة، استهدف القصف أسواقا مكتظة بينما كان السكان يتبضعون لشهر رمضان. في أغسطس/ آب 2015، قُتل 14 مدنيا، بينهم 5 نساء و5 أطفال، إثر 3 هجمات شنتها قوات الحوثي- صالح على تعز. في فبراير/شباط 2017، أعطى ناشطون في تعز هيومن رايتس ووتش لائحة بعشرات الهجمات على تعز منذ مارس/آذار 2015 أدت إلى وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين. قالت ويتسن: "على قادة قوات الحوثي- صالح أن يدركوا أنهم قد يواجهون تُهما بارتكاب جرائم حرب لأنهم أمروا بشن هجمات عشوائية على أحياء سكنية في تعز. على جميع الأطراف التقيد بقوانين الحرب لتقليص الضرر اللاحق بالمدنيين الذين يواجهون القتال منذ أكثر من عامين". 21 مايو يوم 21 مايو/أيار 2017، حوالي الساعة 5 مساء، أصابت قذيفة منطقة الحميراء بمديرية صالة، حي سكني على بعد حوالي 200 متر من الخطوط الأمامية، فقتلت امرأة وابنها وأصابت 4 آخرين، بينهم ابنة المرأة. قال عبد الرحمن النقيب (28 عاما)، ل هيومن رايتس ووتش إنه وصديقه سمعا انفجارا مدويا وشاهدا ذخائر تسقط قرب حاجز أمني، مما أدى إلى إصابة عنصر أمن محلي. كما أصابت الشظايا شاحنة صغيرة بها سائق، وامرأة وطفليها. قال النقيب: "سمعنا شخصا يستغيث بعد الانفجار. ذهب 4 أو 5 منا للمساعدة.. لم أتعرف عليهم في البداية، كان السائق مصابا. وعندما وصلنا إلى المستشفى، قالوا لنا إن المرأة ماتت، نظرت إلى ابنها، خلتُ وجهه مألوفا لي. صدمت حين عرفت أنها أخت زوجتي وهذان طفلاها. كانوا قادمين لزيارتنا. توفيت إيمان السفياني (37 عاما)، التي ترملت مؤخرا، وابنها مهند (13 عاما) في الهجوم، وأصيبت ابنتها شهد (8 أعوام). قال ناشط محلى إن 3 رجال آخرين، أحدهم يعمل في نقطة التفتيش، وسائق، أصيبوا في الهجوم. أدى هجومان آخران في ذلك اليوم، أحدهما قرب مدرسة والآخر قرب مسجد، إلى مقتل 5 مدنيين، بينهم طفل. كما أصيب 3 آخرون بجروح، بينهم طفلان، وفقا لما ذكره الناشط المحلي العبيدي. 22 مايو في 22 مايو/أيار، حوالي الساعة 1:30 بعد الظهر، سقطت ذخائر بالقرب من الباب الكبير، في حي القاهرةبتعز، وهي منطقة مزدحمة يتجمع فيها الناس بانتظام للتسوق في السوق القريب. طبقا لقائمة ضحايا العبيدي، أسفر الهجوم عن مقتل مدني وجرح 10 آخرين، بينهم طفل. كان حمود الشرعبي (20 عاما) يشتري الخضراوات في السوق بالقرب من الباب الكبير عندما سقطت القذيفة. قال: "سقطت أول قذيفة على مقربة مني. تساقط الناس. أصيب بعضهم بجراح.. كنت أفكر في إنقاذ رجل قريب مني، لكني لم أعرف ماذا أفعل.. ثم وجدت نفسي على الأرض، فقدت الوعي". قال والد الشرعبي إنه سمع انفجارا يليه إطلاق مدافع خفيفة: "لقد شعرنا بالخوف، فشرع الناس يهربون. جاء شخص وقال لنا إنه رأى شخصا على دراجة نارية ينقذ ابني. شعرت بالخوف على ابني". أجرى الأطباء عمليتين جراحيتين للشرعبي وأزالوا طلقة مدفعية خفيفة من جسده. أطلع هيومن رايتس ووتش على الطلقة التي تم استخراجها. أضاف العبيدي أن هجوما آخر في ذات اليوم على حي العسكري جرح 3 مدنيين، بينهم امرأة في ال 50 من عمرها، وفتى في ال 17. 23 مايو حوالي الساعة 11:30 صباح يوم 23 مايو/أيار، أصابت ذخائر عربة لبيع الفاكهة بالقرب من باب موسى في حي القاهرة، مما أسفر عن إصابة 5 مدنيين، بينهم 3 أطفال، وفقا للعبيدي. قال هاني سعيد (35 عاما)، وهو صاحب صالون حلاقة قريب، إنه هرع لمساعدة فتاة تبلغ من العمر 16 عاما تبيع الخضراوات بجوار محله وعمتها اللتين أصيبتا بجروح. حوالي الساعة 4:30 مساء، سقطت 3 قذائف على الأقل على حي الضبوعة، بفارق زمني تراوح بين 10 و15 دقيقة، مما أسفر عن مقتل 6 مدنيين على الأقل، بينهم طفلان، وإصابة 7 آخرين، بينهم 4 أطفال. في مقطع فيديو تم تصويره بعد الهجوم مباشرة، تُبرز آثار الحفرة والأسفلت المفتت في موقع الاصطدام استخدام قذائف هاون من عيار 120 مم. واستنادا إلى اتجاه التأثير، أطلقت القذيفة من الشرق نحو الغرب، ما يؤكد إطلاق قذائف الهاون من شرق المدينة حيث تتمركز قوات الحوثي – صالح. قال هزاع النبيش، من السكان المحليين، إن أول ذخيرة على حي الضبوعة سقطت قرب "مركز الأمومة والطفولة"، وهو مركز صحي صغير، مما أسفر عن مقتل ابن عمه سالم كداف وإصابة سامي- ابن كداف - البالغ من العمر 5 سنوات. كما أصابت شظايا من القذيفة فتاة تبلغ من العمر 13 عاما. سقطت القذيفتان التاليتان بالقرب من مخزن لمواد البناء، فضربت إحداهما منزلا والأخرى سقطت في منتصف الشارع، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، بينهم صبي يبلغ من العمر 7 سنوات، وإصابة 3 آخرين، بينهم صبي يبلغ من العمر 12 عاما، حسبما ذكر النبيش. قالت غزل قاسم (24 عاما) إنها كانت في متجر مع ابنيها، أحدهما رضيع، عندما سقطت القذائف. قالت إنها ارتعبت وبحثت عن مخبأ يحميها. ذهبت إلى المستشفى بعد الهجوم، بسبب اختراق شظايا معدنية لظهرها، وإصابة ابنها البالغ من العمر 4 سنوات بجروح في يده. في نفس وقت سقوط القذائف على حي الضبوعة تقريبا، قتل فلاح العطفي (32 عاما)، وفقد أمين العشاري (54 عاما) ساقيه بعد سقوط قذيفة على بعد حوالي 500 متر شرقي مقر قوات الأمن المركزي في تعز، وفقا لما قاله ابن العشاري. مذابح لا تسقط بالتقادم في تقريرها الثالث عن أعمالها للفترة الممتدة مابين سبتمبر 2016م حتى يونيو 2017م، أوردت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان تفاصيل 4 وقائع انتهاك للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان ارتكبتها مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح في مدينة تعز، وقالت اللجنة أنها حققت فيها. 10 مايو 2015م واقعة قتل وإصابة مدنيين في حي القاهرة: تتلخص الواقعة بحسب ما تضمنه ملف القضية لدى اللجنة، بأنه بتاريخ 10 / 5/ 2015 م في الساعة 00: 11 صباحا، تم قصف حي الكوثر بمديرية القاهرة - وهو أحد الأحياء السكنية التي تقع في وسط مدينة تعز، وتحت سيطرة المقاومة والجيش الوطني- بعدد كبر من قذائف الهاون والكاتيوشا. وقد سقطت منها قذيفتين على منزل الضحية منصور دبوان، الأولى على سطح المنزل، والثانية داخل حوش المنزل ما أدى- نتيجة لتطاير الشظايا الناتجة عن القذائف- إلى إصابة رب الأسرة محمد دبوان، ومقتل 7 من أفراد أسرته واثنين من الجيران، بالإضافة إلى إصابة 5 مصابين من المستأجرين لإحدى شقق المنزل، وكان معظم ضحايا الواقعة من النساء والأطفال. ووفقا لما تضمنه محضر المعاينة المرفوع من قبل المكلفين بالنزول من اللجنة، والخبر العسكري المرافق لهم، فإن القذائف التي سقطت في موقع الحادثة، وفي مناطق أخرى من نفس الحي تم إطلاقها من المناطق التي تتمركز فيها ميلشيا الحوثي وقوات صالح، وبالتحديد الثكنات الواقعة في مدرسة معاذ بن جبل ومبنى المالية في حي البريد، وهو من الأحياء التي تسيطر عليها ميلشيا الحوثي وقوات صالح حين وقوع الحادث، كما تم التأكد- من قبل فريق النزول- من أن المنطقة التي سقطت فيها القذائف هي منطقة سكنية، ولا توجد فيها أي ثكنات أو أهداف عسكرية، كما أنه لم تكن هناك أية مواجهات تشهدها المدنية في الوقت الذي سقطت فيه القذائف. 22 يونيو 2016م واقعة استهداف منزل محمد احمد قائد- وادي المدام- مديرية القاهرة: تتلخص الواقعة أنه في الساعة 12:30 بعد منتصف الليل بتاريخ 22/6 /2016م، تم قصف حي وادي المدام، وهو أحد الأحياء الشعبية بمدينة تعز، بعدد من قذائف المدفعية، سقطت إحداها في وسط أحد الشوارع الفرعية بجانب منزل أحمد قائد عبد الله ، وصادف ذلك عودة الأسر من التسوق في شهر رمضان إلى منازلهم ما أدى إلى سقوط 5 قتلى و6 مصابين جميعهم من المدنيين. وقد تفاوتت الإصابات بن بليغة ومتوسطة وفقا للتقارير الطبية المرفقة بملف القضية الصادرة من مستشفيات الجمهوري، والروضة، والثورة التي تم إسعاف الضحايا إليها. وبحسب التقرير المرفوع من قبل الفريق التابع للجنة، والمكلف بالنزول إلى مكان الواقعة، وما ورد في إفادة ذوي الضحايا والجرحى وشهادة الشهود الذين تم الاستماع إليهم من قبل اللجنة، وكلهم يسكنون في نفس الحي، تبن بأنهم عند حصول الواقعة بعد منتصف الليل بتاريخ 22 / 6/ 2016 م كانوا متواجدين بالشارع، وكان العديد من الأطفال يلعبون عند سقوط القذيفة التي تم إطلاقها من الجهة التي تتمركز فيها ميليشيا الحوثي وقوات صالح في معسكر الدفاع الجوي وشارع الخمسين، وأنهم مباشرة، وبعد سقوطها، هرعوا إلى المكان، وشاهدوا عددا من القتلى والمصابين، وكان من بينهم أطفال ونساء، وكانت أشلاء الضحايا متناثرة في مكان سقوط القذيفة. 13 ديسمبر 2016م واقعه قتل وإصابة مدنيين بالمجمع السكني مديريه صالة: وتتلخص الواقعة في أنه في يوم الأربعاء الموافق 13 / 12 / 2016 م في الساعة 30 : 10 مساءا، تم قصف حي مشروع المياه بمديرية صالة بمدينة تعز بعدة قذائف، سقطت إحداها على منزل المواطن عبد الجليل محمد علي الوصابي عندما كانت أسرته تتهيأ للنوم، أدت إلى اختراق سطح المنزل وانفجرت داخل إحدى الغرف، ما نتج عنه مقتل أحد أفراد الأسرة وإصابة 6 آخرون جميعهم من النساء والأطفال. وقد جاء في أقوال الشهود، وهم من سكان الحي، أنهم سمعوا صوت الانفجار حوالي الساعة 10:30 مساءا، وبعد خروجهم لمعاينة ما وقع بعد سماع الانفجار مباشرة، والذي كان نتيجة لسقوط قذيفة، شاهدوا دخان وغبار كثيف يتصاعد من منزل عبد الجليل الوصابي، وعاينوا زوجته سعيدة تصيح "أسعفونا أنقذونا". وعند دخولهم لإسعاف المصابين وجدوا الشظايا قد اخترقت أجسادهم، وقاموا بإسعافهم إلى مستشفى الصفوة. وتبين لفريق المعاينة المكلف من قبل اللجنة، بمعية الخبير العسكري التابع للجنة، من خلال أقوال الشهود ومعاينة بقايا القذيفة- وهي عبارة عن شظايا تم جمعها من مكان الواقعة وتحريزها من قبل اللجنة- ومكان سقوطها وزاوية السقوط، أن القذيفة التي أطلقت هي من نوع (82) هاون، كما تبين أن القذيفة أطلقت من الجهة الشمالية الشرقية التي تتمركز فيها ميليشيا الحوثي وقوات صالح، وأن الحي الذي سقطت فيه القذيفة هو حي سكني لا توجد فيه أي ثكنات أو أهداف عسكرية. 23 مايو 2017م واقعة حي الضبوعة- مديرية القاهرة: تتلخص الواقعة، بحسب ما ورد في إفادات ذوي الضحايا والجرحى وأقوال الشهود الذين تم الاستماع إليهم من قبل اللجنة، أنه في تمام الساعة 4:00 عصرا بتاريخ 23 / 5/ 2017 م، تم قصف حي الضبوعة بعدة قذائف سقطت أربع منها في الشارع العام، أمام مبنى مديرية التعزية القديمة الأولى، بالقرب من مدارس طيبه، نتج عنها مقتل شخص وإصابة آخر. وبعدها بدقائق سقطت القذيفة الثانية أمام محل إصلاح الموتورات أمام مبنى مديرية التعزية نتج عنها سقوط 11 ضحية من بينهم أطفال، ثم بعد دقائق أخرى سقطت القذيفة الثالثة على منزل عبده علي المخلافي بنفس الشارع، والقذيفة الرابعة بجانب محل العواضي، أدت إلى مقتل الطفل إلياس عبد الحكيم، وإصابة آخرين، وقد نتج عن سقوط هذه القذائف الأربع مقتل 5 أشخاص وجرح 11 شخصا، بينهم 7 أطفال، كما نتج عن سقوط هذه القذائف تضرر المنازل المجاورة لمكان انفجارها.