نظمت اليوم في عشرات المدن بمختلف أنحاء العالم، وفي وقت متزامن مسيرات للتضامن مع مدينة القدسالمحتلة ونصرتها، والتنديد بالإجراءات الإسرائيلية التي تقع فيها. وجاءت هذه المسيرات -التي خرجت في نحو خمسين دولة بالعالم- تلبية لنداء المسيرة العالمية للقدس، التي دعت لنصرة هذه المدينة. وقد شارك آلاف الفلسطينيين بقطاع غزة في مسيرة القدس، التي انطلقت من مساجد غزة وتوجهت نحو معبر بيت حانون، على الحدود الشمالية للقطاع مع إسرائيل. وقال مراسل الجزيرة نت في غزة ضياء الكحلوت إن المسيرة تخللتها كلمات من قيادات في الفصائل الفلسطينية، دعت إلى مناصرة القدس والتنديد بالإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تهويدها. وأضاف أن الآلاف من أنصار وقياديي كافة الفصائل الفلسطينية ومسؤولين حكوميين احتشدوا في المسيرة، وأن متضامنين من العرب والأجانب شاركوا فيها، وردد الجميع شعارات تدعو لنصرة المسجد الأقصى والأسرى. دعوة للمصالحة ورفع المشاركون في المسيرة لافتات تدعو لتحرير القدس، وللمصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام، وتطالب الدول العربية والإسلامية بمواقف موحدة لمساعدة المقدسيين في مواجهة بطش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين. رئيس اللجنة الوطنية لمسيرة القدس في قطاع غزة النائب أحمد أبو حلبية طالب في كلمة له بمواقف عربية وإسلامية ودولية أكثر جدية للدفاع عن القدس وأهلها ومسجدها. ودعا أبو حلبية حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى إنهاء الانقسام، وإنجاز المصالحة الوطنية لتتوحد كافة الجهود لنصرة القدس والأقصى. كما ألقى القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي كلمة باسم القوى الوطنية والإسلامية، قال فيها إن رسالة الجماهير الفلسطينية والعربية والإسلامية التي تشارك في نصرة القدس والأقصى قوية. وأضاف أن كثافة المشاركة دليل على أن هذه الجماهير باتت اليوم قادرة على أن تقهر الجيش الذي يقال عنه إنه لا يقهر، وقادرة كذلك على حماية القدس وطرد اليهود منها. ومن جهته، قال الناطق الرسمي باسم المسيرة العالمية لنصرة القدس زاهر البيراوي في تصريحات لقناة الجزيرة من بيت حانون إن المشاركين يؤكدون أن القدس خط أحمر، وأنه لا يمكن السكوت والاكتفاء بمواقف التنديد فقط بما يجري في القدس من انتهاكات لمقدساتها ومصادرة لأراضيها. وأضاف أن الشعوب لن تقبل باستمرار احتلال القدس وتهويدها، وأنها تقول بصوت عال "نحن قادمون من أجل التحرير". الضفة والقاهرة وفي الضفة الغربية أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، بعدما تدخلت القوات الإسرائيلية لتفريق مسيرات نظمت بهذه المناسبة. وقال مصدر طبي فلسطيني إن عشرات المواطنين الفلسطينيين أصيبوا بحالات اختناق، بعدما أطلقت القوات الإسرائيلية القنابل المدمعة تجاه المشاركين في المسيرة الأسبوعية بقرية نعلين، والتي خرجت تحت شعار "نحو القدس"، وسرعان ما اندلعت مواجهات في المنطقة. وتكرر المشهد ذاته في قرية كفر قدوم شمالي قلقيلية، حيث اندلعت مواجهات بين القوات الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين الذين حملوا شعارات تنادي بتحرير القدس. كما شهدت مدينة القدس نفسها مظاهرات عقب صلاة الجمعة تركزت قرب باب العامود، تزامنا مع ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة والمقدسات الإسلامية والمسيحية. أما في العاصمة المصرية القاهرة، فخرجت مسيرة عقب صلاة الجمعة ضمت الآلاف تضامنا مع القدس. وشارك في المسيرة -التي سارت من مسجد رابعة العدوية وحتى نصب الجندي المجهول بمدينة نصر- عدد من الوزراء وشباب من معظم التيارات الإسلامية.