أنهت وحدات من الجيش اليمني مسنودة باللجان الشعبية تمردا عسكريا قاده قائد قوات الأمن الخاصة بمحافظة عدن العميد عبدالحافظ السقاف، ضد قرارات الرئيس عبدربه منصور هادي، استمر 16 يوما. وتمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي، يوم الخميس، من السيطرة الكاملة على معسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا) بمدينة عدن، وأعلنت سيطرتها الكاملة على المعسكر. الرئيس هادي أصدر في الثالث من مارس الحالي قرارا جمهوريا قضى بتعيين العميد الركن ثابت مثنى ناجي جواس، قائداً لقوات الامن الخاصة بمحافظة عدن خلفاً للعميد عبدالحافظ السقاف، الذي قضى قرارا آخر بتعيينه وكيلا لمصلحة الاحوال المدنية والسجل المدني. لكن الأخير رفض تسليم القيادة وأعلن "تمرده" على القرار الرئاسي وتمركز داخل المعسكر بينما فشلت وساطات ومفاوضات متعددة في إقناعه بتسليم القيادة. هذا التمرد كان محلا للتوتر وإنذارا بمواجهات شهدت اشتباكات متفرقة خلال الأيام الماضية، وصلت حد محاولات قوات السقاف السيطرة على مطار عدن الدولي. القائد السقاف خطف الأضواء وكان الأكثر جدلا ومعه القائد المعين بدلا له. لكن السقاف أخفق في الصمود أمام قوات الجيش واللجان الشعبية، وأمام التعزيزات العسكرية التي وصلت من محافظة أبين، مسقط رأس الرئيس هادي، ومثلها تعزيزات اللجان الشعبية التي تم تشكيلها في محافظتي أبين وشبوة في الأشهر الأولى لحكم الرئيس هادي. وتحدثت معلومات في وقت سابق عن وصول حوالي 1000 من مسلحي جماعة الحوثي إلى معسكر السقاف. مصير القائد السقاف لا يزال حتى اللحظة رهن المجهول، في ظل غموض عن مصيره. وبينما تحدثت معلومات عن تسليم الرجل نفسه لوزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، الذي قاد المعركة العسكرية، وأنباد تقول أنه سلم نفسه لمحافظ محافظة لحج أحمد المجيدي، الذي أعلن مؤخرا تأييده لموقف السقاف وقال إنه يؤيد تمرد الأخير على القرار الرئاسي. محافظ عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، قال في تصريح له إن العميد السقاف تمكن من الهرب، مشيرا أن قوات الأمن تقوم بملاحقته والبحث عنه، مضيفا أن السقاف سيخضع لمحاكمة عسكرية عادلة وفق توجيهات أصدرها الرئيس هادي بعدم المساس بالسقاف وقادة وأفراد معسكره. وأيا كان مصير الرجل فأن تقهقر معسكره يعد انتصارا للرئيس هادي وانتكاسة لخصومه الذين اعتمدوا على السقاف كأداة ضد هادي.