جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    انهيار سريع وجديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية (أسعار الصرف الآن)    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    وفي هوازن قوم غير أن بهم**داء اليماني اذا لم يغدروا خانوا    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    كاس خادم الحرمين الشريفين: النصر يهزم الخليج بثلاثية    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    الانتقالي يتراجع عن الانقلاب على الشرعية في عدن.. ويكشف عن قرار لعيدروس الزبيدي    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    مقتل واصابة 30 في حادث سير مروع بمحافظة عمران    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    الخطوط الجوية اليمنية توضح تفاصيل أسعار التذاكر وتكشف عن خطط جديدة    دوري ابطال اوروبا: دورتموند يحسم معركة الذهاب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    خبراء بحريون يحذرون: هذا ما سيحدث بعد وصول هجمات الحوثيين إلى المحيط الهندي    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    احتجاجات "كهربائية" تُشعل نار الغضب في خورمكسر عدن: أهالي الحي يقطعون الطريق أمام المطار    العليمي: رجل المرحلة الاستثنائية .. حنكة سياسية وأمنية تُعوّل عليها لاستعادة الدولة    الكشف عن قضية الصحفي صالح الحنشي عقب تعرضه للمضايقات    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    الرئيس الزُبيدي يعزي رئيس الإمارات بوفاة عمه    رئاسة الانتقالي تستعرض مستجدات الأوضاع المتصلة بالعملية السياسية والتصعيد المتواصل من قبل مليشيا الحوثي    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    مأرب ..ورشة عمل ل 20 شخصية من المؤثرين والفاعلين في ملف الطرقات المغلقة    عن حركة التاريخ وعمر الحضارات    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    بعد شهر من اختطافه.. مليشيا الحوثي تصفي مواطن وترمي جثته للشارع بالحديدة    رئيس الوزراء يؤكد الحرص على حل مشاكل العمال وإنصافهم وتخفيف معاناتهم    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    بعشرة لاعبين...الهلال يتأهل إلى نهائى كأس خادم الحرمين بفوز صعب على الاتحاد    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تشييع المسؤوليين الأمنيين الكبار الثلاثة الذين قتلوا في انفجار مبنى الأمن
مصادر ترجح استخدام شرائح شديدة الانفجار
نشر في العين أون لاين يوم 22 - 07 - 2012

أكد ناشطون سوريون ،السبت، سقوط 115 قتيلًا برصاص قوات الأمن، غالبيتهم في دمشق وريفها وإدلب، بينهم 4 أطفال وسيدة، وكانت مصادر في المعارضة أكدت أن 248 شخصاً قتلوا، الجمعة، في أنحاء متفرقة من البلاد، وتزامن ذلك مع خروج مظاهرات مناوئة لنظام الرئيس بشار الأسد في مناطق عدة في جمعة سميت ب"رمضان النصر سيكتب في دمشق". وفي غياب الرئيس السوري، بشار الأسد، تم، الجمعة، تشييع جنازة ثلاثة من كبار مسؤولي الأمن السوريين الذين قُتلوا في التفجير الذي وقع في العاصمة السورية دمشق الأربعاء الماضي، وبمقتل هؤلاء تبقى حول الرئيس دائرة ضيقة من 8 أشخاص أبرزهم شقيقه ماهر وشقيته بشرى وزوجته أسماء. كما توُفي صباح الجمعة، رئيس مكتب الأمن السوري هشام بختيار، متأثراً بجراحه إثر إصابته في تفجير الأربعاء، في الوقت الذي كشف الجيش السوري الحر، عن تفاصيل عملية تفجير مبنى الأمن القومي التي تبناها، بينما نفت دمشق تصريحات السفير الروسي في باريس، بأن الرئيس بشار الأسد وافق على التنحي لكن بطريقة حضارية.
وبينما سادت حالة من الرفض الدولي على عرقلة روسيا والصين مشروع قرار في مجلس الأمن يفرض عقوبات على سورية، الخميس، باستخدام حق النقض "فيتو"، أقرّ مجلس الأمن بالإجماع تمديد بعثة المراقبين في سورية لمدة شهر، في الوقت الذي أعلنت موسكو استعدادها لزيادة وجودها في بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سورية من خلال إرسال 30 عسكريًا، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مجلس الأمن الدولي على اتخاذ خطوات"جماعية وفعالة" لوقف العنف في سورية. وناب عن الأسد نائبه فاروق الشرع ووزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج في حضور الجنازة، التي أقيمت عند قبر الجندي المجهول على جبل قاسيون المطل على العاصمة دمشق، والتي عرضت لقطات لها على شاشة التلفزيون الحكومي. ووفقاً لوكالة الأنباء السورية، فقد حضر ألقى المسؤولان "نظرة الوداع على الجثامين قبل نقل جثمان كل من المسؤولين إلى مدينته لدفنه فيها".
كما شارك في التشييع الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورئيس الوزراء رياض حجاب وعدد من الوزراء وكبار الضباط وقتل في الهجوم على مقر الأمن القومي بدمشق كل من آصف شوكت صهر الاسد ونائب وزير الدفاع وداود راجحة وزير الدفاع وحسن تركماني معاون نائب رئيس الجمهورية. ولم يظهر الأسد منذ تفجير الأربعاء إلا مرة واحدة، وذلك عندما عرض التلفزيون السوري الخميس لقطات له بينما كان وزير الدفاع الجديد يؤدي أمامه اليمين ليحل محل راجحة. علاوة على ذلك لم يتحدث الرئيس السوري أو يدلي بتصريحات منذ هذه الحادثة التي أطاحت بأركان القيادة العسكرية السورية. ونقلت مصادر عن معارض سوري ودبلوماسي غربي أن الأسد متواجد حاليا في اللاذقية، لكنها أشارت إلى أنه لم يعرف إذا ما كان قد توجه إلى المدينة الساحلية قبل الانفجار أم بعده. وأشارت أنباء بعد التفجير إلى أن الطائرة الرئاسية وصلت إلى مطار اللاذقية، وأن الأسد قد يكون على متنها، غير أن مصادر سورية أكدت أن الطائرة الرئاسية كانت تقل والدة الرئيس بشار الأسد، أنيسة مخلوف، وزوجته أسماء وأولاده الثلاثة. وفيما أشارت وسائل إعلام لبنانية إلى حضور ماهر الأسد الجنازة، إلا أن الصور التي بثتها وكالة الأنباء السورية لم يظهر فيها ماهر الأسد. ومع مقتل 4 شخصيات مهمة في الدائرة المقربة للأسد، يبقى حوله 8 شخصيات بارزة مقربة إليه، وهذه الشخصيات هي:
ماهر الأسد، الشقيق الأصغر للرئيس وقائد أفضل فرق الجيش عتاداً و6 ألوية من الحرس الجمهوري مسؤولة عن الأمن في العاصمة دمشق، وهو معروف بمزاجه الغاضب وأساليبه القاسية، وفقاً للأسوشيتد برس.
علي المملوك، مستشار أمني خاص كان يرأس في الماضي جهاز الأمن الداخلي المرهوب الجانب، ولمملوك صلات أيضاً بأفرع وعمليات أمنية أخرى.
عبد الفتاح القدسية، رئيس المخابرات العسكرية ومن بين المسؤولين الكثيرين الذين طالتهم عقوبات الاتحاد الأوروبي بسبب دوره في الحملة الوحشية ضد المحتجين.
وليد المعلم، وزير الخارجية وأحد المسؤولين القلائل الذي يظهرون أمام الصحافيين لشرح أفعال الأسد، وقد وضعته الولايات المتحدة على قائمة بالمسؤولين الخاضعين للعقوبات بسبب دوره في حملة القمع، وقبل تعيينه وزيراً للخارجية في 2006، كان منخرطا بقوة في محادثات السلام الفاشلة مع إسرائيل.
فاروق الشرع، نائب الرئيس وسيخلفه في حال استقال أو توفي في ظل النظام الحالي. كان في الماضي الوجه الإعلامي لنظام الأسد ومن قبله ووالده حافظ، لكنه توارى عن الأنظار في الأسابيع الأخيرة، قبل أن يشارك في جنازة الجمعة.
بشرى شوكت، شقيقة الأسد الكبرى وأرملة آصف شوكت الجنرال مرهوب الجانب الذي قتل في تفجير الأربعاء، ويعتقد أنها تمتلك نفوذاً كبيراً على شقيقها وزوجها قبل مقتله.
أسماء الأسد، زوجة الرئيس بريطانية المولد، تشتهر بغرامها بالمقتنيات الثمينة ومظهرها الفاتن أكثر من نفوذها السياسي، لكن الاتحاد الأوروبي أدرج اسمها في الشخصيات السورية التي فرض ضدها عقوبات.
بثينه شعبان، الناطقة باسم الأسد وكانت الممثل الرئيسي للنظام في العالم الخارجي. ولا يعرف مدى التأثير الذي تمتلكه على سياسة هذا النظام. بدأت مسيرتها كمترجمة لوالد الأسد وهي أستاذ في قسم اللغة الإنجليزية بجامعة دمشق.
وفي الوقت الذي كشفت مصادر غربية، عن أن مسؤولين في "البنتاغون" أجروا محادثات مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، لإقناعهم بعدم شن أي هجوم على منشآت الأسلحة السورية، لاسيما الأسلحة الكيماوية، نفى مندوب سورية لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري وجود أي نية لدى بلاده لاستخدام أسلحة كيميائية في النزاع القائم، واعتبر أن تقاعس المجلس يعني أن "الحديث عن دعم الحل السلمي السياسي في سورية بعيدًا عن العنف لا يشكل أكثر من شعار لدى البعض لكسب الوقت وخداع الرأي العام السوري والدولي". وتزامنًا، تناقلت معلومات صحافية عن مصدر سوري أن "تفجير مبنى الأمن القومي، حصل داخل الغرفة التي كان فيها المسؤولون الكبار مجتمعين، حيث جرى إدخال شرائح من مادة c4 شديدة الانفجار، حجم الواحدة منها أقل من حجم جهاز الموبايل الصغير، وجرى لصق هذه الشرائح أسفل طاولة الاجتماعات عند مكان جلوس كل مسؤول من المسؤولين المجتمعين". ويشرح المصدر أن "إدخال الشرائح المتفجرة جرى عبر شاب جامعي في العقد الثالت من العمر، وهو متعاقد مدني مع مكتب الأمن القومي منذ عدة سنوات، ويحظى بثقة رئيس المكتب هشام اختيار، وقد جرى تجنيده من أجهزة مخابرات تشك السلطات السورية بأنها تركية وأردنية، ليتم إيصال الشرائح إليه عبر وسيط يعمل لصالح المعارضة الخارجية، وبدوره قام الشاب بوضع الشرائح المتفجرة في المكان المناسب". ويوضح المصدر أن "شرائح c4 من النوع المتطور، والتي لا يوجد منها إلا لدى أجهزة مخابرات متقدمة، كما أنها تحوي شرائح ممغنطة تتلقى أمر التفجير من جهاز يرسل لها إشارات من مكان بعيد وفي أي توقيت يختاره المنفذون".
من ناحيتها، أوردت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية معلومات عن الاستعدادت التي تقوم بها البحرية البريطانية، للقيام بتدريبات على عمليات إخلاء واسعة للمواطنين البريطانيين من الأراضي السورية وبعض الدول المجاورة.
وبينت الصحيفة أن هذه التدريبات، تأتي تحسباً لتطور الأوضاع بصورة خطيرة في سورية، واضطرار القوات البحرية البريطانية، إلى التدخل وإخراج حملة جواز السفر البريطاني، كما ألقت الضوء على أن هذا الأسطول الصغير سيبدأ في التحرك إلى جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط على بعد 100 ميل قبالة السواحل السورية، وذلك بعد الافتتاح الرسمي للألعاب الأولمبية، التي تستضيفها لندن.
تزامنا، طالب مسؤول الاعلام المركزي في القيادة المشتركة في الجيش السوري الحر فهد المصري "الدولة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها وأخلاقياتها تجاه الشعب السوري في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها السوريون".
وإذ أكد أن "السوريين لن ينسوا مواقف لبنان تجاه سوريا"، لفت المصري إلى أن "الشعب السوري يدفع اليوم ثمن الحرية من أجل سوريا ولبنان، موضحا أن "الجيش السوري الحر تمكن من السيطرة على 98% من محافظة دير الزور"، وكاشفا عن أن "الجيش السوري النظامي لن يستطيع استعادة المعابر والمنافذ مع تركيا والعراق التي تمت السيطرة عليها".
وأشار الى أن "النظام السوري لم يكشف عن أسماء جميع القتلى في انفجار دمشق، وأن السلطات السورية لم تعلن عن هوية الضابط الإيراني الكبير الذي قضى في الانفجار".
فيما كشفت صحيفة "ديلي تليغراف" البريطانية، أن "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي آيه" تشارك في سباق البحث عن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية قبل فوات الأوان". وأشارت الصحيفة إلى أنه "مع تحرك المعارضة المسلحة إلى قلب العاصمة دمشق وأيام الرئيس بشار الأسد التي يبدو انها باتت معدودة، فإن السي آي آيه تسابق الزمن للعثور على الأسلحة". ويقول التقرير إن "مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قالوا إن سي آيه أيه أرسلت ضباطها إلى المنطقة لتقييم برنامج التسلح السوري". وينقل التقرير عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله إن "مهمة السي آي آيه الأساسية الآن هي العمل مع المنشقين العسكريين للحصول على أكبر قدر من المعلومات بشأن أسلحة الدمار الشامل السورية". ويصف التقرير المسؤول الأميركي بأن لديه اطلاعا على نشاط الاستخبارات السورية. ويضيف المسؤول إن المخابرات الأميركية تركز أيضا على رصد الاتصالات الهاتفية ورسائل البريد الالكتروني وصور الأقمار الصناعية والمعلومات الاستخباراتية الأخرى بهدف تحديد مكان وجود الأسلحة السورية.
وتشير الصحيفة إلى أن مايك روجرز، الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، اعلن أن الإدارة الأميركية نشرت مؤخراً الموارد اللازمة لجمع المعلومات التي نحتاجها لاتخاذ قرار جيد بشأن الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وجماعات المعارضة واستراتيجيات نقل القيادة". وعاد واستطرد: "لا نعرف تقريبا ما نحتاج إلى معرفته لنكون فاعلين فعالية تامة في حالة سقوط النظام، السوري، غداً". من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الجمعة، في مدريد، أن الاتحاد الأوروبي سيبحث الاثنين، في مسألة فرض عقوبات جديدة على سورية التي تعيش "حربًا أهلية"، منها تشديد الحظر على الأسلحة. وأكد الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغالو، أن "مجموعة كاملة من العقوبات ستتخذ في الأيام المقبلة لتشديد الخناق حول الرئيس السوري بشار الأسد". وردًا على سؤال هل ستتخذ قرارات ابتداءً من الاثنين، وهل ستشمل تشديد الحظر على الأسلحة وتوسيع لائحة الأشخاص والكيانات المعاقبة بتجميد أرصدة ومنع التأشيرات، أجاب فابيوس "نعم، وآمل في أن تتخذ عقوبات أخرى"، موضحًا أن هذه العقوبات الجديدة ستناقش الاثنين، خلال اجتماع للمجلس الأوروبي للشؤون الخارجية. وأكد وزير الخارجية الفرنسي، "يجب إضعاف نظام يتعين عليه أن يتنحى، وكلما سارع في التنحي كان ذلك أفضل"، واصفًا الوضع في سورية بأنه "غير مقبول"، مضيفًا: "لقد أصبح الوضع حربًا أهلية". أعرب وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، الجمعة، عن ثقة بلاده بقدرة الجيش السوري على إرساء الأمن في البلاد. ونقلت قناة "العالم" الإيرانية عن وحيدي قوله، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري الجديد فهد جاسم الفريج، "إننا على ثقة بقدرة الجيش السوري القوي على إفشال مخططات أميركا والكيان الصهيوني وحلفائهما الإقليميين"، مشددًا على أن "إسرائيل والإرهابيين لا يستطيعون كسر الإرادة الصلبة للجيش السوري من خلال أعمالهم الإرهابية"، مضيفاً "نحن على ثقة بأن هؤلاء لا يستطيعون عبر هذه الممارسات وشن الحرب النفسية في سورية من إيجاد نطاق آمن للكيان الصهيوني".
من جانبه، أعرب وزير الدفاع السوري عن شكره وتقديره لنظيره الإيراني، على تعازيه في مقتل وزير الدفاع السوري السابق وعدد من المسؤولين العسكريين والأمنيين في الانفجار الذي استهدف مبنى الأمن القومي السوري الأربعاء الماضي، لافتًا إلى أن "سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد تواجه مؤامرة صهيونية أميركية ترمي لكسرها ومحور المقاومة". وقال الفريج إن "الجيش السوري سيتصدى بشجاعة لهذه المؤامرة، وأن جرائم الجماعات الإرهابية ومنها الجريمة الأخيرة، لن تثني الإرادة الصلبة للجيش في مواجهة المؤامرة".
وكان انفجار الأربعاء الماضي قد استهدف مبنى الأمن القومي في وسط دمشق، أثناء إنعقاد إجتماع لوزراء وقادة أمنيين، وقد قتل فيه وزير الدفاع السوري داوود راجحة، ونائب رئيس الأركان وصهر الرئيس السوري بشار الأسد اللواء آصف شوكت، وحسن تركماني رئيس خلية الأزمة في سورية، ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء هشام الاختيار، كما أصيب وزير الداخلية محمد الشعار. دمشق تنفي نية الأسد التنحي
وأعلن السفير الروسي في باريس، في وقت سابق الجمعة، أن الرئيس السوري بشار الأسد يقبل التنحي عن الحكم ولكن "بطريقة حضارية" على حد قول السفير، فيما نفت دمشق الجمعة، صحة تصريحات السفير الروسي .
من جهة أخرى رفضت روسيا الجمعة، الانتقادات الغربية لاستخدامها حق النقض "الفيتو" ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، كان سيهدد السلطات السورية بفرض عقوبات إذا لم توقف أعمال العنف ضد الانتفاضة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، إن مشروع القرار الذي استخدمت كل من روسيا والصين الفيتو ضده الخميس، كان "غير واقعي على الإطلاق"، داعيًا الدول الغربية إلى ممارسة المزيد من الضغط على "المتمردين" السوريين لوقف القتال". وفي السياق ذاته أعلنت روسيا تأييدها لمشروع قرار في مجلس الأمن الدولي، يمدد بدون شرط مهمة مراقبي الأمم المتحدة في سورية 45 يومًا.
وقال نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف، "سندعم (مسودة القرار) حيث أننا شاركنا في صياغتها مع الباكستانيين"، في إشارة إلى مشروع القرار الذي طرحته باكستان غداة استخدام موسكو وبكين حق الفيتو ضد مشروع قرار غربي يهدد النظام السوري بعقوبات في حال لم يتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المعارضة خلال 10 أيام.
تمديد مهمة بعثة المراقبين وقد أقر مجلس الأمن بالإجماع تمديد بعثة المراقبين في سورية لمدة شهر، التي تلعب دورًا حيويًا في المساعدة في تنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان للسلام ذات النقاط الست.
وتُعد بعثة المراقبين أساسية لتسهيل تنفيذ خطة أنان للسلام، التي تدعو إلى نهاية للعنف وعملية سياسية يقودها السوريون والسماح بدخول المعونات وإطلاق سراح الأشخاص الذين اعتقلوا بشكل تعسفي وحرية الحركة للصحافيين وحرية الاحتجاج بشكل سلمي. ويصل عدد أعضاء بعثة الأمم المتحدة في سورية إلى 300 مراقب عسكري غير مسلح، يتمثل دورهم في مراقبة وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 12 نيسان/أبريل لكن لم يتم التقيد به، وجرى تعليق معظم نشاطهم للمراقبة في 16 حزيران/يونيو بسبب تزايد المخاطر نتيجة لتصاعد العنف.
وتضم البعثة أيضا حوالي 100 موظف مدني، محلي ودولي، يركزون على العمل نحو حل سياسي ومراقبة مسائل تتعلق بحقوق الإنسان، وإذا جرى تجديد البعثة فإن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أوصى بأن يتحول تركيز عمل "يونسميس" من مراقبة وقف إطلاق النار غير الموجود، إلى السعي إلى حل سياسي للأزمة.
وقال دبلوماسيون إنه ستكون هناك حاجة إلى نصف المراقبين غير المسلحين فقط لتنفيذ التحول في التركيز الذي اقتراحه بان. وسيعود الآخرون إلى بلدانهم لكنهم سيبقون جاهزين لإعادة نشرهم مرة أخرى خلال فترة زمنية قصيرة.
وأكدت متحدثة باسم الخارجية البريطانية، أن "مهمة المراقبين الدوليين في سورية لا يمكن أن تمدد لأكثر من شهر في ضوء التطورات الحالية في مجلس الأمن"، مضيفة أن "مهمة المراقبين لا يمكن أن تبقى مفتوحة المدة".
وانتقدت المتحدثة بشدة موقف روسيا والصين، الذي أجهض الخميس مشروع قرار دولي يقضي بفرض عقوبات صارمة ملزمة على النظام السوري وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
اشتباكات دمشق مستمرة أفادت شبكة "شام" الإخبارية أن اشتباكات عنيفة تجري حاليًا في حي المزة الدمشقي، فيما أعلن الجيش السوري "تطهير" حي الميدان في دمشق من "الإرهابيين" واستتباب الأمن، في الوفت الذي أفاد ناشطون بانسحاب الجيش "الحر" من حي الميدان في دمشق، ووقوع قصف عنيف على حي السيدة زينب في دمشق وأنباء عن قتلى، دون تحديد عددهم، وأن قوات الأمن تقتحم أيضًا حي جوبر في دمشق وحملات دهم واعتقال، بالإضافة إلى مقتل أم مع أطفالها الستة إثر سقوط قذيفة على منزلهم في قرية طفس . وأعلنت المعارضة السورية، الجمعة، سيطرتها على معبر باب الهوى مع تركيا، بعد معارك عنيفة دارت الخميس مع الجيش السوري، حسبما أفاد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية. وشاهد المصور شاحنات تركية احترقت خلال المعارك عند مدخل المعبر، الذي يسيطر عليه حوالي 150 مقاتلاً مدججين بالأسلحة، مقابل مركز جلوة غوزو التركي في ولاية هاتاي. وأفاد ناشطون سوريون، أن حصيلة قتلى الجمعة، بلغ 248 قتلى برصاص الأمن السوري غالبيتهم في دمشق وريفها وإدلب، بينهم 17 مدنيًا سوريًا في قرية خربة غزالة قُتلوا في قصف مدفعي، فيما قالت لجان التنسيق المحلية في سورية، وتزامن ذلك مع خروج مظاهرات مناوئة للرئيس بشار الأسد بمناطق عدة في جمعة أُطلق عليها "رمضان النصر سيكتب في دمشق".إن 250 شخصًا قُتلوا الخميس، برصاص الأمن السوري، وأن أكثر من 100 قتيل سقطوا في قصف للجيش السوري على موكب تشييع أحد ضحايا العنف في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، بعدما سقطت قذيفة صاروخية على المشيعين، بينما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 214 قتيلاً على الأقل سقطوا الأربعاء، في أعمال عنف متفرقة في أنحاء البلاد، بينهم 38 سقطوا في دمشق . وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن من بين القتلى 25 في محافظة حلب، و20 في محافظة درعا، و18 في إدلب، و10 في دير الزور، و10 في حمص، و3 في حماة، وقتيل في اللاذقية، و38 شخصًا في دمشق وريفها.
وقال ناشطون، إن 3 على الأقل قتلوا في حي السيدة زينب جنوبي شرق دمشق، حين أطلقت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش السوري صواريخها على الحي، الذي يشهد قتالاً عنيفًا بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش السوري.
وأفاد مصدر في الجيش السوري الحر في المنطقة الجنوبية، ل"سكاي نيوز عربية"، أن مجموعات تابعة له توجهت من قرى محافظة درعا إلى العاصمة دمشق، وذلك في إطار تعزيز وحداته المتواجدة في العاصمة، فيما أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش طهر الجمعة، حي الميدان قرب وسط العاصمة دمشق من "الإرهابيين" بعد معارك عنيفة.
وقال التلفزيون الرسمي، "قواتنا المسلحة الباسلة طهرت منطقة الميدان في دمشق كاملة، من فلول المرتزقة الإرهابيين وتعيد الأمن والأمان إليها". وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له، ب"سماع أصوات انفجارات عدة في حي الميدان، وأن قوات حكومية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة اقتحمت الحي".
وقال الناشط الدمشقي خالد الشامي، إن "متمردين نفذوا انسحابًا تكتيكيًا، صباح الجمعة، لحماية المدنيين من المزيد من عمليات القصف بعد خمسة أيام من الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية.
كما ذكر المرصد أن "اشتباكات دارت فجر الجمعة في حي كفرسوسة بين القوات الحكومية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة"، مشيرًا إلى "مقتل سائق سيارة إثر إطلاق الرصاص عليه من أحد نقاط التفتيش بعد منتصف ليل الخميس الجمعة". وحولت الاشتباكات في الميدان وعدة مناطق أخرى، أجزاء من دمشق، إلى مناطق قتال خلال الأسبوع الماضي، فيما بلغ العنف في العاصمة ذروته خلال الانتفاضة المستمرة منذ 17 شهرًا.
على صعيد متصل، قال مسؤول تركي، الجمعة، إن "ضابطًا سوريًا برتبة عميد، و20 ضابطًا بينهم أربعة برتبة عقيد، كانوا بين 710 أشخاص فروا من سورية إلى تركيا خلال الليل"، مضيفًا أن "الانشقاقات الأخيرة رفعت عدد العمداء الذين فروا إلى تركيا إلى 22 ". ويعيش43387 لاجئًا سوريًا في تركيا.
من جانبها، ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية، في بيان لها، أن "المجزرة لا توصف، الأشلاء والجثث بالشوارع ولا أحد يستطيع الوصول إليها بسبب استمرار القصف على كل شيء يتحرك".
وذكر المرصد السوري، أن القتلى بينهم 124 مدنيًا و62 جنديًا و28 مقاتلاً معارضًا في أعمال العنف التي تجتاح جميع أنحاء سورية، إضافة إلى مقتل وزير الدفاع داوود راجحة ونائبه آصف شوكت ومسؤول خلية الأزمة حسن توركماني في هجوم ضخم في العاصمة.
من جانبها، أعلنت مصادر في المعارضة ودبلوماسي غربي، الخميس، أن الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة اللاذقية الساحلية يُدير عمليات الرد على اغتيال ثلاثة من كبار القيادات الأمنية في تفجير استهدف مركز الأمن القومي في العاصمة دمشق الأربعاء، فيما افادت قناة "المنار" اللبنانية التابعة ل"حزب الله"، أن شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، شارك في تشييع العمداء داوود راجحة وحسن توركماني وآصف شوكت، وذلك بعدما راجت أنباء عن إصابته في انفجار مبنى الأمن القومي في دمشق.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن "الأسد الذي لم يظهر علنًا منذ التفجير الذي وقع الأربعاء، وأسفر عن مقتل صهره واثنين من العسكريين الكبار، ولم يتضح ما إذا كان الأسد قد توجه إلى المدينة المطلة على البحر المتوسط قبل الهجوم أم بعده".
وتشهد أحياء في العاصمة السورية حركة هروب لمئات من سكانها، تحديدًا في المزة والميزان، إلى مناطق أكثر أمانًا بسبب استمرار الاشتباكات، بينما أفاد مصدر أمني في دمشق أن الجيش السوري طلب من سكان العاصمة الابتعاد عن مناطق القتال،وأن القوات السورية تفرض حصارًا على منطقة بساتين المزة الدمشقية، حيث دارت فجرًا اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات الحكومية، التي حاولت اقتحام المنطقة مستخدمة المروحيات وقذائف الهاون، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة من القوات السورية.
وقال المرصد السوري إن "حي التضامن ومخيم اليروموك شهدا صباح الخميس، حركة نزوح للأهالي، حيث شوهدت السيارات على طريق المتحلق الجنوبي، وأن منطقة السيدة زينب في ريف دمشق شهدت أيضًا حركة نزوح باتجاه نجها".
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إلى أن "منطقة بساتين المزة مؤلفة من بيوت عربية من طابق واحد، ويعيش فيها المئات، يهرب معظمهم خوفًا من القصف والحصار الذي تفرضه القوات السورية، ردًا على قيام المقاتلين المعارضين فجرًا بتدبير مدرعتين وإعطاب ثالثة وإصابة مروحية".
وأفادت معلومات صحافية، أنّ "الجيش السوري الحر" أعلن أنه بات يحكم السيطرة على مدينة منبج في ريف حلب.
وقد نفت وزارة الإعلام السورية، ما تناقلته وسائل الإعلام عن انسحاب تكتيكي للجيش السوري من دمشق، معتبرة أن قطع بث قناة "الدنيا" السورية على قمري عرب سات ونايل سات هو "بداية لحملة صور وأخبار كاذبة".
وأشارت قناة "الإخبارية" السورية، إلى أن وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج، أدى اليمين الدستوري أمام الرئيس السوري بشار الأسد، لافتة إلى أن الأخير زوّد الوزير بتوجيهاته، متمنيًا له النجاح والتوفيق في تحمل مسؤولياته.
تجميد 100 مليون أسترليني لأسرة الأسد
على صعيد متصل، ذكرت قناة "بي بي سي"، أن أموالاً يبلغ قيمتها 100 مليون جنيه أسترليني، تعود لأسرة بشار الأسد قد تم تجميدها في بريطانيا، بعد التعرف على أصحابها، بعد أن أعلن الاتحاد الأوروبي حظرًا على المقربين من الرئيس الأسد، إثر بداية العنف ضد المتظاهرين السوريين، حيث تعود غالبية الأموال إلى حسابات بنكية بأسماء مقربين من بشار، ويتم تتبع هذه الحسابات عبر الهاتف وشبكة الإنترنت في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويتم تجميدها فور تحديد أصحابها.
يُذكر أنه مع مطلع العام الجاري، ضمت لندن زوجة بشار الأسد إلى قائمة الشخصيات المطلوب تجميد أصولها المالية في البلاد، حيث أنها ولدت في بريطانيا، وتضم القائمة 129شخصية غما من أقارب بشار الأسد أو مقربين منه، كما تضم 49 شركة، لكن هذه الأموال حسب تقديرات المختصين، لا تعدو أن تكون مجرد جزء صغير من الثروة، التي تمكنت أسرة الأسد من تجميعها خلال 41 عامًا في السلطة، وتصل بها بعض التقديرات إلى ما يقرب من مليار جنيه أسترليني، يقبع غالبيتها في حسابات و استثمارات في روسيا، وعدد من الدول التي لم تشترك في قرار تجميد أصول عائلة الأسد.
بوادر انشقاق في الحرس الجمهوري
نبّه التلفزيون الرسمي السوري، الخميس، سكان أربعة أحياء في دمشق، من أن مسلحين يتخفون في زي الحرس الجمهوري، يخططون لتنفيذ هجمات في تلك المناطق، في حين تتواصل الاشتباكات في أحياء قريبة من مناطق النفوذ في العاصمة السورية.
وجاء في نبأ على شاشة التلفزيون السوري، "تنبيه: مسلحون في التضامن والميدان والقاعة ونهر عيشة يرتدون بدلات عسكرية عليها شارات حرس جمهوري، مما يؤكد أنهم يخططون لإرتكاب اعتداءات وجرائم، مستغلين ثقة المواطنين بقواتنا المسلحة الباسلة".
ويرى مراقبون أنه "قد يكون هذا التنبيه إشارة إلى أن ثمة انشقاق حقيقي في الحرس الجمهوري، الذي يستعد لضرب النظام في دمشق في قلبه، وأن التلفزيون يحاول أن يغطي على الموضوع بالقول أنهم متنكرون"، في حين يرى آخرون أن "هذا تحضير من الحكومة السورية لهجوم مستعر في المنطقة القريبة من مقر القيادة، لتمشيط المسلحين، قد يطال العديد من المدنيين الأبرياء، والحكومة بذلك تبرر عملية عسكرية للثأر من مقتل القياديين".
ويتهم نشطاء معارضون قوات الأمن باستخدام المدفعية الثقيلة، لمهاجمة المناطق المعارضة مثل التضامن والميدان، مما اضطر السكان إلى الفرار، موضحين أن "ميليشيا موالية للأسد تدعى الشبيحة، داهمت مناطق معارضة في العاصمة السورية".
وقال ناشطون إن "انشقاقات كبيرة تتم في صفوف الجيش والأمن السوريين، بعد إعلان مقتل القيادات، حيث أعلن انشقاق حواجز بأكملها بضباطها وجنودها وسلاحها في عدة مناطق من دمشق وريفها وحلب وحماة وإدلب، ففي دمشق أُعلن عن انشقاق العميد الركن زكي لوله نائب قائد عمليات المنطقة الجنوبية، إضافة إلى انشقاق عدد كبير من عناصر الجيش السوري من بينهم منشق برتبة عقيد في حي التضامن، كما تحدثوا عن انشقاق عسكريين بأسلحتهم في حي جوبر".
وقالت لجان التنسيق إن "انشقاقات كبيرة وقعت في مدن وبلدات في محافظة حماة، إضافة إلى انشقاق ضخم في كفر روما وجبل الزاوية في إدلب، وأن أكثر من مائة عسكري نظامي فروا من حواجز مختلفة في مدينة حمص".
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، باسل حفار، إن"الانشقاقات في صفوف الجيش السوري بلغت أعلى مستوياتها الأربعاء، منذ بداية الثورة السورية، بعد الإعلان عن مقتل عدد من القادة السوريين".
وأفادت مصادر في المجلس الوطني السوري المعارض، الأربعاء، أن "المقدم طيار عبد المنعم فارس الحريري، أعلن انشقاقه عن الجيش السوري، ووصل إلى الأردن مع عائلته في ساعة متأخرة الثلاثاء"، مضيفة أن الحريري "أعلن انشقاقه رسميًا عقب وصوله الأردن، وأنه يخضع لمعاملة جيدة من قبل وحدات الجيش الأردني، وأن عائلته نقلت إلى مخيم لإيواء اللاجئين المدنيين في مدينة الرمثا شمال البلاد، فيما نقل الحريري إلى أحد المعسكرات الخاصة بإيواء الجنود والضباط المنشقين في مدينة المفرق الشمالية".
وفقا للمصادر فإنه بهذا الانشقاق، يصل عدد كبار الطيارين السوريين الذين لجأوا إلى الأردن بعد انشقاقهم عن الجيش السوري إلى 11 طيارًا، ويحتضن الأردن 45 ضابطًا و4من العمداء والأركان السوريين، و20 من العقداء المنشقين بخلاف الطيارين.
وكانت مصادر في المعارضة السورية قد قالت، الثلاثاء، إن "العقيد الطيار زياد طلاس انشق عن الجيش السوري، وفرّ إلى الأردن برفقة عائلته"، بينما نفت عمان رسميًا علمها بهذه الواقعة، مؤكدة أنها تتحقق من تلك المعلومات.
ووصل المئات من المنشقين عن الجيش السوري إلى الأردن، منذ بداية الاحتجاجات في بلادهم، حيث يقيمون في أحد المعسكرات التي أقامتها الحكومة الأردنية في منطقة المفرق شمال البلاد، وبحسب مصادر في المعارضة السورية فإن عدد المنشقين الذين يحتضنهم الأردن يقدر بأكثر من 700 من الجنود وكبار الضباط.
وقال وزير بارز في الحكومة الأردنية ل"الأناضول"، إن المملكة "تحتضن المئات من الجنود والضباط السوريين الذي أعلنوا انشقاقهم عن النظام في دمشق، ونتعامل معهم وفقًا للمعايير الدولة وبشكل إنساني، حالهم حال عشرات الآلاف من اللاجئين المدنيين الذين فروا إلى الأردن"، لكن الوزير، الذي فضل عدم الكشف عن هويته لحساسية الموقف، أقرّ بوجود نوع من "التشدد" في آلية التعامل مع المنشقين الفارّين للأردن، "حرصًا على حياتهم"، وقال "نخشى من أي محاولات اغتيال قد يتعرض لها المنشقون داخل الأردن".
وقال العميد فايز عمرو، وهو عضو بارز في القيادة العامة العسكرية المشتركة، التي تضم منشقين عن الجيش السوري، إن "الهجوم نقطة تحول في الانتفاضة ضد حكم الاأسد التي بدأت قبل 16 شهرًا، وربما تلجأ دمشق الآن إلى أسلحة أكثر فتكًا للانتقام، لكن في نهاية الأمر سيكون النظام هو الخاسر الأكبر، فقوة النظام لم تعد مؤثرة عندما تواجه إرادة شعب في مواجهة جنود فقدوا الرغبة في القتال، وعندما يعرف الجندي أنه يقتل شعبه، فالنصر الآن أقرب من أي وقت مضى".
من جانبه، ذكر أحمد زيدان وهو متحدث باسم المجلس الأعلى لقيادة الثورة، إحدى جماعات المعارضة السورية، أن "التفجير ضربة قوية للروح المعنوية للجيش الذي تقدر المعارضة أن 50 ألفًا انشقوا عنه من بين 280 ألفًا، وإنها البداية لسلسلة الانهيار، فالنظام فقد السيطرة، والآن فإن أولئك المحيطين ببشار الأسد، والذين كان يعتمد عليهم رحلوا، أسس النظام اهتزت، والباقي الآن هو بشار فقط."
فيتو روسي صيني في مجلس الأمن
استخدمت روسيا والصين حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن، الخميس، ضد مشروع قرار يفرض عقوبات على سورية. وهي المرة الثالثة التي تستخدم فيها الدولتان الحليفتان لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، "الفيتو" ضد عقوبات على سورية.
وقالت بريطانيا إن "الفيتو" الروسي الصيني يعني دفع النظام السوري لمزيد من العنف، فيما ذكرت فرنسا أن "بكين وموسكو تواصلان منح نظام الأسد مزيدًا من الوقت"، وأوضحت ألمانيا أن "الرئيس الأسد لم يلتزم بأي بند من خطة المبعوث الأممي كوفي أنان".
وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مجلس الأمن الدولي على اتخاذ خطوات"جماعية وفعالة" لوقف العنف في سورية.
وأكد بان بعد محادثاته مع القادة الصينيين في بكين، أنه "لا يمكننا المضي على هذا النحو، فلقد خسر الكثير من الناس حياتهم خلال هذه الفترة الطويلة، وآمل أن يتمكن أعضاء مجلس الأمن من إجراء مباحثات بشكل يأخذ بالاعتبار الوضع الملح، والقيام بعمل جماعي يظهر وحدة الصف".
وأشارت الخارجية التركية، إلى أنه "في الوقت الذي يزيد فيه الوضع في سورية مأساوية يوميًا، فمن المخيّب للأمل عدم تمرير مشروع قرار مجلس الأمن الذي كان على جدول أعماله، بسبب الفيتو الصيني - الروسي الذي استخدم للمرة لثالثة ضد مشروع قرار حول سورية".
وأعربت الوزارة عن أسفها في بيان لها، لعدم "تمكن مجلس الأمن مجددًا من إتمام مسؤوليته تجاه هذه القضية التي تهدد السلام والأمن الدوليين"، مشيرة إلى أن "تركيا تأمل من المجلس إصلاح هذا الخطأ، كما تأمل في قيام إدارة شرعية سورية سلمية مع شعبها في أقرب وقت ممكن".
ولفت البيان إلى أنه "طالما أن هذا لم يتحقق، فلن يكون من الممكن إعادة السلام والأمن في سورية والمنطقة، وأن سورية تقف على نقطة تحول تاريخية، وعلى المجتمع الدولي الوقوف جنبًا إلى جنب مع شعب سورية، في هذا المفصل الحساس وضمان تطبيق الخطط التي تمكّن من حصول تحوّل منظم في البلاد".
من جهته، رأى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أنه "حان الوقت لأن يوجه مجلس الأمن رسالة شديدة بشأن العقوبات بموجب الفصل السابع"، مشيرًا إلى أنه"على الأسد أن يغادر الآن وإلا واجهت سورية حربا أهلية
وكان السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة السير مارك لايال غرانت أول من أبدى رد الفعل ضد الفيتو وقال لأعضاء المجلس إن "بريطانيا في حالة هلع بسبب الفيتو الروسي الصيني على مسودة القرار". وأضاف أن "روسيا والصين فشلتا في تحمل مسؤولياتهما كأعضاء دائمين في مجلس الأمن في الوقت الذي حظيت مسودة القرار على مواقفة كل المجموعة الدولية تقريبًا". وأكد أن "بقية أعضاء مجلس الأمن أبدوا مرونة تجاه المخاوف الروسية والصينية من صيغة القرار". وكان الروس والصينيون قد قالوا إن "القرار الذي يستند على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قد تمت صياغته إلى حد ما بحيث يؤجج الصراع من وراء الكواليس".ووصف السفير البريطاني تلك المخاوف بأنها "غير معقولة".
أما السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جيرارد أرود فقد كان أكثر انتقادًا عندما قال "إن التاريخ سيثبت أن روسيا والصين كانتا على خطأ وأن التاريخ سيحاكمهما".وأضاف أنه "بات واضحًا الآن أن روسيا لا تريد إلا كسب مزيد من الوقت حتى يتمكن النظام السوري من سحق المعارضة".
وقد رد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بقوة ضد هذه الانتقادات وقال إن "تلك الدول تحاول أن تؤجج الصراع داخل مجلس الأمن".وأضاف أن "مسودة القرار التي مارست روسيا تجاهه حق الفيتو كانت متحيزة، وأن التهديد بفرض عقوبات قد اقتصر فقط على الحكومة السورية، وهذا في حد ذاته يتعارض مع روح وثيقة جنيف ولا يعكس حقائق ما يحدث في سورية".
كما أعربت الصين عن اعتقادها بأن "مسودة القرار تنطوي على مشاكل غاية في الخطورة، إذ أن المضمون والمحتوى متفاوت وغير عادل بنية ممارسة الضغوط على جانب واحد فقط في سورية". وقال السفير الصيني لي باودونغ إن "هذه الدول وجهت اتهامات إلى الصين لا أساس لها من الصحة". وأضاف أن "القرار لا يزيد فقط من تفاقم الأزمة، وإنما ينقل الأزمة أيضًا إلى دول أخرى في المنطقة".
وقد ردت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس بأن الإيحاء بأن القرار يعطي الضوء الأخضر للقوى الأجنبية لدخول سوريا إنما هو إيحاء"يتسم بجنون العظمة إن لم يكن ماكرا وينطوي على خبث".
وقالت إن "القرار لا يمهد الطريق بأي حال من الأحوال للجيوش الأجنبية بالتدخل في سورية، بل إن القرار لا يفرض عقوبات على الحكومة السورية في الوقت الراهن". وأضافت أن "المجتمع الدولى فقد مرة أخرى فرصة حاسمة للعمل بصورة جماعية وأوضحت رايس "إننا والشعب السوري لا يمكننا فقدان المزيد من الفرص" وأضافت أن "المرء لا يملك إلى الأمل في أن تتوقف كل من روسيا والصين يومًا ما وقبل أن يموت آلاف آخرون، عن حماية الأسد والسماح لمجلس الأمن بأن يلعب دوره الصحيح وسط الاستجابة الدولية لتفاعلات الأزمة في سورية".
رفض أميركي لأي تصعيد إسرائيلي
ومن ناحية أخرى، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، عن أن "مسؤولين في البنتاغون أجروا محادثات مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، حول هجوم إسرائيلي محتمل على منشآت الأسلحة السورية، لاسيما الأسلحة الكيماوية"، مشيرة إلى أن"الولايات المتحدة لا تؤيد قيام إسرائيل بمثل هذا الهجوم، لأنها تخشى أن يتيح ذلك الفرصة للرئيس بشار الأسد لحشد الدعم لنظامه ضد التدخل الإسرائيلي".
عقدت واشنطن محادثات مع إسرائيل، بشأن احتمال توجيه ضربة في سورية لمخزون الأسلحة الكيميائية، الذي يعتقد أنه الأكبر في العالم.
ولا يؤيد "البنتاغون" اللجوء لعمل عسكري، خصوصًا أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يتشبث بالسلطة، ولكن مسؤولين أميركيين قالوا ل"نيويورك تايمز"إن هذا الخيار عُرض من قِبل إسرائيل.
وزار مستشار الأمن القومي للولايات المتحدة، توماس دونيلون، إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي، لمناقشة الأزمة النامية على نحو كبير، والتي وصلت إلى نقطة تحول دامية، الأربعاء، عندما اغتيل ثلاثة من أقرب مساعدي الرئيس الأسد في تفجير انتحاري.
ويرى المحللون أن توغل القوات الإسرائيلية من الجو أو عن طريق البر قد يكون حساسًا للغاية، نظرًا لأنها تعد في حالة حرب رسميًا مع سورية منذ عقود، لكن إسرائيل لديها سجل حافل من العمل من جانب واحد هناك، بعد تدمير منشأة كان يُشتبه في أنها تخطط أبحاث عن سلاح نووي، ومركز تنمية في المنطقة الشرقية من دير الزور في العام 2007.
ويشارك في هذا القلق، العاهل الأردني الملك عبد الله، الذي قال لشبكة "سي إن إن"، إن "السيناريو الأسوأ، يتمثل في أن الأسلحة الكيميائية يمكن أن ينتهي بها الحال في أيدي الجماعات الجهادية الواقعة في خليط القوات المكافحة للأسد، ومعلوماتنا تقول إن "هناك وجود لتنظيم "القاعدة" في مناطق معينة داخل سورية، وأنها متواجدة هناك منذ فترة من الوقت"، محذرًا من أن "واحدًا من أسوأ السيناريوهات، يمكن أن يكون وقوع تلك المخزونات الكيميائية في أيدي غير ودية، في الوقت الذي نحاول فيه بوضوح البحث عن حل سياسي".
وأشارت تقارير للمخابرات الأميركية أخيرًا، إلى أن بعض الأسلحة الكيماوية في سورية قد نقلت، على الرغم من أن أسباب ذلك غير واضحة، فيما يعتقد بعض المسؤولين الغربيين أنه يجري إخفاء تلك المواد عمدًا عن الجماعات المتمردة المسلحة أو القوى الغربية، خاصة أنه في اليومين الماضيين، انتشر على نطاق واسع في سورية، شائعات بأن الجيش يستعد لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد قوات المتمردين أو المدنيين.
وكان البيت الأبيض قد أعرب عن قلقه في هذا الشأن، وقال المتحدث باسمه جاي كارني، الأربعاء، إن "الحكومة السورية تتحمل مسؤولية حماية مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية، والمجتمع الدولي سوف يحاسب أي مسؤول سوري قد يفشل في الوفاء بهذا الالتزام".
ويُعتقد أن سورية لديها احتياطات من "السارين وغاز الخردل والسيانيد"، ولكن التفاصيل الكاملة لمخزونها غير معروفة، لأنها واحدة من ثماني دول لم تنضم العام 1997لاتفاق حظر الأسلحة الكيماوية، وتشمل قائمة السبعة الآخرين مصر وإسرائيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.