يواصل "داود أحمدي نجاد" شقيق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كشف ما يصفها بمعلومات سرية خطيرة عن خطط التيار الذي يحيط بشقيقه ويقوده اسفنديار رحيم مشائي والد زوجة ابن الرئيس، للاستيلاء على الحكم وتغيير نظام الجمهورية الاسلامية حتى باللجوء إلى تدبير انقلاب عسكري. ففي خطاب ل "داود أحمدي نجاد" ألقاه في جامعة أصفهان الصناعية تحدث شقيق الرئيس الذي شارك معه في قمع احتجاجات ما بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة المثيرة ، عن "آخر ما أقدم عليه التيار المنحرف للانقلاب على النظام". وقال: "إن هذا التيار يقوم بإرسال مجموعات بشكل فرق متسلقي الجبال إلى غابات في شمال إيران و ذلك من أجل تلقيهم تدريبات عسكرية "موضحا أن بعض الجهات السياحية التابعة لجهات حكومية تقوم بنقل هذه المجموعات إلى خارج البلاد من أجل استكمال تدريباتهم العسكرية للانقلاب على النظام".
وكان داود أحمدي نجاد رئيسا لدائرة التفتيش في الرئاسة، وقد عزله شقيقه الرئيس "محمود أحمدي نجاد" و قال: منذ تولي شقيقي رئاسة البلاد قام بتعيني كمفتش عام، و حين توليت هذا المنصب قاومت التيار المنحرف بكل ما أوتيت من قوة، إلا أنهم طالبوا بأن يتم استثناؤهم من أي تفتيش، فقاومت مطلبهم هذا، و عندما شعرت أنني سأفقد موقعي كمفتش عام تركت هذا المنصب".
وأثارت تصريحات شقيق الرئيس جدلا في الصحف المحلية التي حذرت بدورها مما وصفته بسعي التيار المنحرف لانقلاب عسكري. ومن أبرز تلك الصحف صحيفة "تهران إمروز" التي عنونت في عددها الصادر يوم السبت "حماقة الدخول إلى مرحلة الانقلاب العسكري".
و جاء في المقال إن السيناريو المأساوي الذي تتجه له حلقة المقربين من أحمدي نجاد بدءا ً من ضعف الخطاب و انتهاءً بالمفاسد المالية و السياسية، لهو من دون شك من الذنوب التي لن تغتفر. و حاليا ً ومع وصول أداء الحكومة المثير للجدل لهذه المرحلة بسبب بعض الحصانات الخاصة، فقد وصل حد الذروة، حيث تشير التقارير الرسمية و منها غير الرسمية إلى دخول هذا التيار في مرحلة الإعداد لانقلاب عسكري" .
و تشير الصحيفة إلى أنه تم إيقاف بعض المؤسسات الفكرية و التنظيمات التابعة للتيار المقرب من الرئيس الإيراني عن العمل، و أن النظام الحاكم يهيئ الأرضية المناسبة للوقوف في وجه هذا التيار و التسريع في اقتلاعه من جذوره نهائيا ً.
و شبهت الصحيفة حلقة المقربين من الرئيس الإيراني بمنظمة مجاهدي خلق في السنوات الأولى من عمر الثورة الإسلامية في إيران، وأشارت إلى وجود نقاط اشتراك في الإيدلوجية الثقافية والسياسية بين التيار المنحرف و منظمة مجاهدي خلق، متحدثة عن عدم إمكانية استمرار حكومة أحمدي نجاد في الحياة، وقالت : إن مواجهة التيار المنحرف للطبيعة الفكرية والفلسفية للنظام، و دخول قياداته إلى مفسدات مالية و سياسية كبرى و التي أثبتتها المراجع القضائية و الأمنية في البلاد، أفقدت هذا التيار إمكانية الاستمرار في الحياة، و من الطبيعي أن يلجأ هذا التيار للمواجهة العسكرية مع النظام و ذلك بتدبير انقلاب عسكري.
و استندت الصحيفة إلى تصريحات شقيق الرئيس الإيراني حول تخطيط تيار أحمدي نجاد لانقلاب عسكري، وكتبت: مثل ما يبدو من خطط و برامج التيار المنحرف، فإن الانقلاب العسكري يعتبر جزءا ً من البرنامج الاستراتيجي الخاص بهذا التيار، و ذلك رغم وجود سيناريوهات أخطر مما هو منشور حتى الآن.
وختمت الصحيفة مقالها هذا بتحذير المسؤولين في النظام و طالبتهم باتخاذ الحيطة و الحذر و مراقبة تصرفات هذا التيار، و قالت : " بات واضحا ً نتيجة هذا الغطرسة، فلم يسبق أن نجح أي تيار أو تنظيم في مواجهة ومحاربة للنظام، و أي اعتداء على نظام الجمهورية الإسلامية سيكون مصيره الهزيمة".
إطلاق موسوي وكروبي
والجدير بالذكر أن التيار الأصولي المقرب من المرشد علي خامنئي بدأ بإطلاق تسمية التيار المنحرف على حلقة المقربين من محمود أحمدي نجاد و أنصاره بعد خلاف نشب بين أحمدي نجاد و المرشد علي خامنئي في أبريل / نيسان الماضي بسبب عزل الرئيس الإيراني وزير الاستخبارات حيدر مصلحي، والذي عارضه خامنئي مستخدما صلاحياته و أعاد مصلحي إلى منصبه.
ووجه هذا التيار في أواخر اكتوبر/ تشرين ثان المنصرم اتهامات للرئيس أحمدي نجاد وحلقته "بمحاولة اللجوء إلى انقلاب عسكري للسيطرة تماماً على مقاليد الأمور، وسط خلافات حادة داخل المعسكر المحافظ عشية الانتخابات التشريعية المقررة يوم 2 مارس / آذار المقبل.
وفي سياق متصل أفادت مصادر إصلاحية وأصولية متطابقة أن المرشد علي خامنئي، وبعد الحديث عن محاولات لاغتياله والتفجيرات المريبة التي شهدتها طهران وأصفهان واستهدفت قواعد صاروخية ودفاع جوي، والكشف عن جواسيس يعملون لصالح أمريكا وإسرائيل، سيأمر قريبا برفع الإقامة الجبرية عن الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي المحتجزين منذ فبراير/شباط المنصرم، في خطوة وصفها إصلاحيون بارزون بأنها يمكن أن تكون مقدمة نحو المصالحة الوطنية وإزاحة أحمدي نجاد وتياره " المنحرف "ومواجهة استحقاقات المواجهة مع الغرب.
وكان "رحمت الله بيغدلي" أحد أعضاء " حزب اعتماد ملي " الذي يتزعمه كروبي تساءل في صفحته على الفيس بوك، عما إذا ما سيتم إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة على موسوي و كروبي أم لا ؟ و هل سيعودان إلى منزليهما ؟
كذلك تساءل بيغلي عما إذا كان النظام سيلحق خطوته هذه بخطوات أخرى من اجل خلق نوع من الانفتاح السياسي في إيران؟
وكتب أن بعض النخب السياسية في إيران هي سربت له هذه المعلومات قائلا: إن مصدر مطلعا ً أخبره إن بعض الشخصيات السياسية البارزة في البلاد و أفراد أسرة الإمام الخميني سيتوسطون من أجل إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة على كل من مهدي كروبي و مير حسين موسوي.