شهدت مراسم تنصيب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية الاثنين 3-8-2009، مفارقة تجنب فيها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي السماح لنجاد بتقبيل يده على عكس ما جرى في مراسم التنصيب في ولايته الأولى عام 2005، فطلب تقبيل كتفه. وقالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان المرشد الاعلى للثورة الايرانية اية الله علي خامنئي منع الرئيس محمود احمدي نجاد من تقبيل يده الاثنين اثناء مراسم تثبيت اعادة انتخابه. واضافت "على غرار ما حصل قبل اربع سنوات، اراد نجاد تقبيل يد المرشد الاعلى لكنه منعه". وأوضحت "وعندما طلب (احمدي نجاد) السماح له بتقبيل كتف المرشد، وافق (المرشد) على طلبه بابتسامة". ويرى مراقبون أن خامنئي ربما أقدم على هذه الخطوة بعد أن تداول الإيرانيون بشكل ساخر صور نجاد خلال مراسم تنصيبه في ولايته الأولى وهو يقبل يد المرشد الأعلى، معتبرين أنه ظهر كتابع للمرشد الأعلى، على عكس الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي تولى الرئاسة لولايتين بين عامي 1989و1997، والرئيس السابق محمد خاتمي الذي تولى الرئاسة عام 1997. وقد بث التلفزيون الايراني صورا تظهر المرشد يتراجع خطوة الى الوراء حين كان احمدي نجاد يهم بتقبيل يده. ويعتبر تقبيل اليد في ايران دلالة كبيرة على الاحترام. وقبل الرئيس احمدي نجاد يد المرشد اليسرى اثر فوزه في انتخابات الرئاسة في 2005، والتقطت له صورة احتلت الصفحات الاولى في صحف عديدة. وبثت "العربية" صور نجاد وهو يقبل يدي خامنئي عام 2005 إلى جانب صور مراسم تنصيبه اليوم، حيث سحب المرشد الأعلى يده تجنباً لتقبيل يده. ووردت تقارير من داخل إيران تفيد بأن الكثير من الايرانيين خصوصاً النخب تابعت صور تقبيل اليد التي بثتها "العربية" رغم عدم تحدثهم باللغة العربية. وقام خامنئي بتنصيب نجاد رئيساً لولاية ثانية، مشيداً بتصويت الايرانيين "غير المسبوق" لاحمدي نجاد في مراسم تغيّب عنها المعارضون. وجاء كلام خامنئي خلال مراسم تنصيب أحمدي نجاد في حسينية الامام الخميني بطهران، واعتبر مرشد الثورة أن الايرانيين "اختاروا محاربة الاستكبار والفقر"، وقال ان "الشعب الايراني صوّت لمكافحة الاستكبار والفقر ولتعزيز العدالة". ولم تبث أي من القنوات التلفزيونية المحلية او الفضائية الايرانية مراسم التنصيب مباشرة، بينما اكتفت قناة (العالم) بالاعلان عن وقائع المراسم عبر مراسلها المتواجد في حسينية الامام الخميني مع نقل بعض المشاهد المسجلة. وأعلن تلفزيون إيراني أن الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني الذي يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، وهما من المؤسسات الرئيسية للسلطة، وكذلك الرئيس الاصلاحي الأسبق محمد خاتمي لم يحضرا المراسم التي تغيب عنها أيضاً مرشحا المعارضة السابقان مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذان يطالبان بإلغاء الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 يونيو/حزيران الماضي. .