عاش أبو الطيب المتنبي الذي ينتمي إلى قبيلة كندة اليمنية في القرن الرابع الهجري ومن قصيدته التاريخية في سيف الدولة الحمداني ، قبل ألف عام تقريبا نجد مطابقتها اليوم وكأن المتنبي بيننا ليصف شخصية الزعيم علي عبدا لله صالح الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه شئنا أم أبينا ولابد أن يدون التاريخ المعاصر بكل مصداقية وإنصاف وأمانة بعيدا عن الضغوط السياسية أوال مادية وبعيدا عن العاطفة وكذلك بعيدا عن الضغائن والأحقاد والحساسيات النفسية التي قد تجبر البعض إلى الكذب المفضوح في تزوير الحقائق ولذلك أقول يشهد الله ليس لدي منفعة مادية من الزعيم علي عبدا لله صالح حتى لا يتهمني البعض بذلك وهؤلا البعض كان منتفعا ماديا وفجأة خان ولي نعمته وقلب ظهر المجن وأصبح من المنافقين النفعيين دون مراعاة لأبسط قواعد القيم الأخلاقية الإنسانية والمروءة العربية التي تحثنا نحن معشر العرب على الوفاء بالعهد والعيش والملح ،فقط أردت بهذه المقدمة البسيطة التوضيح،أما ألأبيات التي كانت مطلع قصيدة المتنبي فهي على قدر أهل العزم تأ تي العزائم وتأتي على قد الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم وبالعودة إلى موضوعنا سوف نقف على جملة من المحطات لعزيمة الزعيم التاريخي علي عبدا لله صالح وبشكل موجز حيث لا يتسع هذا الحيز للمزيد المحطة الأولى :عقد العزم: في عام 1978 بعد حادثة مقتل الغشمي كان في محل عمله بقيادة تعز العسكرية فوصل إلى صنعاء ودخل مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة فتقدم لها بجسمه النحيل حين أحجم البعض وهو ما يزال يتسلق العام السادس والثلاثون من جبل عمره المديد إن شاء الله وبالتالي حرص على إرساء مبدءا الديمقراطية فذهب لمجلس الشعب التأسيسي الذي أنتخبه كأول رئيس يمني منتخب من ممثلي الشعب في 17 يوليومن العام 1978م المحطة الثانية :عقدا لعزم: على بنا القوات المسلحة تدريبا وتسليحا على مستوى حديث وذلك تجسيدا لأحد أهداف ثورة 26 سبتمبر الخالدة وبالتالي وضع خطط التحديث للقوات المسلحة والأمن ونفذت تدريجيا في السنوات اللاحقة المحطة الثالثة :عقد العزم: على مد نفوذ الدولة وبسط سيطرتها على كافة مناطق اليمن حين ذاك وكانت الدولة قبل مجيئه للحكم لا تخرج من نقطة الأزرقين ونقطة خشم البكرة ونقطة بيت عكا رس !! المحطة الرابعة: عقدالعزم: على الدعوة لحوار وطني فتم تشكيل لجنة للحوار الوطني من كافة الأطياف السياسية على الساحة اليمنية آنئذ وتمخض عن ذلك صياغة الميثاق الوطني الذي لبى كافة الطموحات السياسية وحفظ التوازن على الساحة اليمنية رافعا راية الإسلام الوسيط وتم تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام في عام 1982م فكان أول حزب يمني المنشاء ولأهداف حيث كان معظم الأحزاب قادمة من الخارج وبالتالي أنضوى في إطار حزب المؤتمر الشعبي العام كافة الأحزاب الوطنية المحطة الخامسة :عقد العزم: على إعادة بناء سد مارب التاريخي وكان بذلك أول زعيم يمني يعيد بناء السد بعد مؤسسة الأول الملك سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطا ن الذي كان أبنائه حمير وكهلان أجداد قبائل اليمن القحطانية حاشد وبكيل ومذحج وحمير فقد ذكر التاريخ أن الملك سبأ بناء سد مارب في الأ لف الأول قبل الميلاد ولم يستطع أي زعيم يمني على مر التاريخ أن يعيد بنائه طوال هذه المدة حتى أعاده هذا الزعيم التاريخي في 1986م المحطة الخامسة :عقد ألعزم: على استخراج النفط والثروات المعدنية وتم الإعلان عن اكتشاف النفط في حقل مارب بكمية تجارية في مارس من العام 1984م وفي 8 أكتوبر من نفس العام صعد الزعيم التاريخي علي عبدا لله صالح سلم العزم والتحدي وهو يدشن أول بئر نفطي في تاريخ اليمن وفي 12 ابريل من العام 1986م أفتتح الزعيم التاريخي مصفاة مارب للنفط وسط ذهول من كانت تعظم في عينة صغارها حسب تعبير المتنبي !! المحطة السادسة :عقد ألعزم: بعزيمة من (تصغر في عين العظيم العظائم)على مد خط أنبوب لنقل النفط الخام من مارب إلى رأس عيسى بساحل تهامة مخترقا الصحرى ومتسلقا لجبا ل اليمن الشامخة بطول 440 كلم بعزيمة صاحب العزم فتم له ذلك وقام بتدشين هذا الخط في أكتوبر من العام 1987حين أدارعجلة ضخ النفط إذانا بافتتاح الخط فكان بذلك أول زعيم يمني في التاريخ يديرعجلة ضخ النفط اليمني المحطة السابعة :عقد ألعزم: بعزم من تصغر في عينه العظائم على توحيد اليمن وبادر بزيارة أخوانه في عد ن كأول زعيم فيما كان يسمى بالشمال وفي مايو من العام 1990م تم توقيع اتفاقية الوحدة المباركة ورفع علم اليمن الموحد في عدن لأول مرة منذ أكثر من خمسة قرون من الزمن وسط ذهول العالم بل وذرفة دموع الفرح من أعين الكثير من اليمنيون الذين كانويعتقدون ذلك حلم فإذا الحلم حقيقة وبعد الوحدة ة أعلن التعددية الحزبية ومبدءا التداول السلمي للسلطة في اليمن المحطة الثامنة :عقد العزم:على ترسيم الحدود مع سلطنة عمان الشقيقة وتم ذلك في العام 1994م المحطة التاسعة :عقد العزم: على ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية الشقيقة وتم ذلك في ماعرف بالتفافية جدة في العام 2000م منهيا بذلك أزمة استمرت أكثر من ستون عاما وبذلك عاد الود والوئام بين الأشقاء وفتحت آفاقا واسعة للتعاون بين البلدين الشقيقين فضلا عن مجال التعاون الاقتصادي وخلق جوأخوي لرجال الأعمال في مجال الاستثمار المحطة العاشرة: عندما أطلت الأزمة برأسها في العام 2011م عقد العزم على نقل السلطة بالطرق السلمية وكرر أكثر من مرة أنه لن يسلم السلطة إلا إلى أيدي أمينة ومن صناديق الانتخابات وعند ما حصلت حادثة مسجد الرئاسة في 3 مارس من نفس العام شاءا لله أن ينجو بأعجوبة ليعقد العزم على عدم رد أي فعل بل أصدر أوامره فورا إلى نائبه وإلى كافة القوات المسلحة التي أعلنت حالة الاستنفار القصوى للقضى على من تما دو في غيهم ونالوا من الزعيم وأركان الدولة فكان قرارا عظيما من رجل عظيم،، وعقدا لعزم أيضا على طمأنة الشعب اليمني ألعظيم وقواته المسلحة الباسلة فتحامل على نفسه ووجه خطابا تاريخيا رغم ألجراح والحريق الذي أصابه وفي إطلالته الثانية من الرياض أذهل العالم وهو يشاهده يلقي خطابه الثاني من هول ما أصاب الرجل! ويتساءل البعض كيف ألقى ذلك الخطاب السابق الذي كان متماسكا ومر كزافي عباراة حازمة كلها ثقة بالنفس دون لين أوخور وهو لازال ينزف المحطة الحاديةعشرة :عقد العزم: بعد تماثله للشفاء على التوقيع على المبادرة الخليجية بعد أن وضع آليتها التنفيذية المزمنة التي دعاء إليها قبل الحادثة وسط تهكم من لم يستوعب معنى الآلية المزمنة فقام بالتوقيع ودعاء إلى التوجه للانتخابات حسب الاتفاقية فأجريت الانتخابات وفي احتفال بهيج حضره جمع كبير من الشخصيات السياسية و الدبلوماسية العربية والدولية جسد المعاني السامية للتداول السلمي للسلطة و ألقى الزعيم خطابا تاريخي لتهنئة أخيه وزميله المشير عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووسط إعجاب الحاضرين والعالم عبر الشاشات الفضائية عندما تم استقبال الرئيس الجديد حال قدومه للقصر الرئاسي لاستلامه لمهامة رسميا عزف له السلام الوطني وعند وداع الرئيس السابق عزف له السلام الوطني وكانت مثل تلك المراسيم هي الأولى من نوعها في العالم العربي ثم يقف الزعيم التاريخي علي عبدا لله صالح ليسلم العلم للرئيس الجديد قائلا هذا علم اليمن الموحد علم الديمقراطية والحرية أسلمه إلى يد آمنه ،،وهو بذلك يذكر بمقولته السابقة التي وعد بها ولم يستوعبها البعض ،، هذه إحداعشرة محطة من محطات عديدة لوأستقصيتها لكونت إحداعشرمجلدا ولابد هنا من الاشارة انني لم أتطرق إلى العديد من القرارات التي اتخذها هذا الزعيم في مسيرته ليس أقلها دعوته للرؤساء اليمنيين السابقين وللزعماء السياسيون بالعودة إلى أرض الوطن في سابقة لم يشهدها عالمنا العربي ثم اصداره قراره الشهير بالعفوالعام والعفوايضاعن من صدرت بحقهم احكام الاعدام على خلفية حرب 1994م والسؤال الآن هل ننصف الرجل ونعطيه حقه التاريخي والأدبي على الأقل ؟؟