ينتظر أن يشهد موسم 2013-2014 من بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم صراعا جديدا على اللقب بين برشلونة بقيادة ميسي ونيمار، وريال مدريد بقيادة كريستيانو رونالدو وفرانسيسكو ألاركون «إسكو»، بانتظار أن يتمكن أتلتيكو مدريد ونجمه دافيد فيا أو فالنسيا من اقتحام المنافسة بين الكبيرين. واستأثر الفريقان الكاتالوني والملكي بالألقاب التسعة الأخيرة في الليغا، حيث حصد برشلونة حامل اللقب حاليا ست نسخ، مقابل ثلاث لريال مدريد. فمنذ 2004 عندما حصل فالنسيا على البطولة، لم يفز أي فريق سواهما باللقب، ولم يتمكن أي ناد من تقليل الهوة الاقتصادية العميقة مع القطبين. ويقع الضغط الأكبر على برشلونة، البطل الذي حقق العديد من الأرقام القياسية في الموسم الماضي، حيث يبدأ مرحلة من التغيير في قيادته الفنية مع رحيل تيتو فيلانوفا، الذي استقال في 19 تموز الماضي لمواصلة العلاج من مرض السرطان الذي يعانيه منذ عام ونصف العام، لتنتقل المهمة إلى الأرجنتيني خيراردو «تاتا» مارتينو. وفضلا عن المدرب الأرجنتيني، يستهل مشواره في البطولة أيضا البرازيلي نيمار، أفضل لاعبي بطولة كأس القارات 2013 وأحد أبرز نجوم الكرة الصاعدين، والذي يصل إلى إسبانيا بهدف صناعة شراكة مبدعة مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، اللاعب الأفضل في العالم خلال الأعوام الأربعة الماضية. وحتى الآن يبقى البرازيلي الصفقة الصيفية الوحيدة لبرشلونة، الذي يحتفظ بنفس تشكيلة فريقه. ورحل الفرنسي إريك أبيدال (موناكو) ودافيد فيا (أتلتيكو مدريد) وتياغو ألكانتارا (بايرن ميونيخ)، لكن أغلب نجوم العصر الذهبي الكاتالوني لا يزالون حاضرين، بمن فيهم الحارس فيكتور فالديس الذي يعيش آخر مواسمه مع الفريق. على الجانب الآخر من الصراع على اللقب، سيكون ريال مدريد المعدل. وبعد موسم ساخن ومحبط عجل برحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، العائد إلى تشلسي الإنكليزي، وصل المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي وسط مجموعة من الصفقات للحاضر والمستقبل. وبانتظار الويلزي غاريث بايل، يبرز بين اللاعبين الجدد إسكو (ملقة) الذي تألق في مرحلة التحضير للموسم الجديد. ومعه انضم أسيير إيارامندي (ريال سوسييداد)، الذي سددد الملكي قيمة شرطه الجزائي، ودانييل كارباخال (باير ليفركوزن). وحرص الميرينغي من خلال هذه الصفقات على إضافة المهارة إلى فريق لا يزال يقوده الهداف البرتغالي كريستيانو رونالدو والحارس القائد إيكر كاسياس والمدافع الدولي سرخيو راموس ورمانة الميزان تشابي ألونسو والألماني الموهوب مسعود أوزيل. لكن في المقابل رحل الأرجنتيني غونزالو هيغواين وراوول ألبيول وخوسيه كاليخون، الثلاثي الذي شد الرحال صوب نابولي الإيطالي. وتشير التوقعات إلى منافسة جديدة بين الكبيرين على البطولة، إلا في حالة مفاجأة غير منتظرة. هنا يبرز دور أتلتيكو مدريد بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني. ويواجه ثالث الموسم الماضي تحدي إثبات أنه بين الأفضل بصورة نهائية، ويملك آمالا كبيرة، رغم رحيل هدافه الكولومبي راداميل فالكاو، في قدوم المخضرم دافيد فيا. وفضلا عن الهداف الأفضل في تاريخ المنتخب الإسباني لكرة القدم، وصل البرازيلي ليو بابتيستاو والأرجنتيني مارتن ديميكيليس والأوروغوياني الصاعد خوسيه ماريا خمينيز إلى فريق ملعب (فيسنتي كالديرون) لتدعيم صفوف حامل لقب كأس الملك، الفريق الذي حصد ثلاثة ألقاب في عام ونصف العام مع سيميوني. كما ينظر ريال سوسييداد إلى مقدمة الجدول، بعد أن توج موسمه الماضي الرائع بالعودة إلى دوري أبطال أوروبا بعد غياب عقد كامل، وفالنسيا خامس النسخة الماضية الذي يبدأ مرحلة جديدة دون هدافه روبرتو سولدادو، أفضل لاعبيه في المواسم الأخيرة، والذي انتقل إلى توتنهام الإنكليزي. ويبدأ الفريق الباسكي، الذي خسر إيارامندي ولم يضم حتى الآن سوى المهاجم السويسري هاريس سيفيروفيتش من فيورنتينا، وكذلك نادي «الخفافيش» الذي ضم خافي فويغو وميتشل إيريرو وأوريول روميو والبرتغالي إيلدر بوستيغا، مرحلة تدريبية جديدة مع جاكوبا أراساتي وميروسلاف ديوكيتش على الترتيب. كما يتطلع إلى المراكز المؤهلة لأوروبا ملقة، الذي مر بمرحلة إعادة هيكلة واسعة، فرحل مدربه التشيلي مانويل بيليغريني -وحل بدلا منه الألماني بيرند شوستر- فضلا عن اللاعبين خواكين سانشيز وإسكو والفرنسي جيريمي تولالان ومارتين ديميكيليس والبرازيلي جوليو بابتيستا، وجميعهم من الأساسيين في مواسم سابقة. ويوجد نفس الطموح لدى ريال بيتيس وإشبيلية وأثلتيك بلباو، الثلاثي الذي عزز صفوفه، حيث كان جوان فيردو أبرز صفقات الأول، ورغم انتقال نجمي الثاني خيسوس نافاس وألفارو نيغريدو إلى مانشستر سيتي الإنكليزي، فإنه تعاقد مع كيفن غاميرو وكارلوس باكا وماركو مارين، فيما اختار الثالث إرنستو فالفيردي لخلافة المدرب الأرجنتيني مارتشيلو بييلسا، وتعاقد مع اللاعبين بينيات إتشبيريا وإنريكي سولا وتشابي إتشيتا واستعاد ميكل بالينزياغا. لكن هناك أندية أخرى تحلم أولا بالابتعاد مبكرا عن شبح الهبوط، ثم ما هو أكثر بعد ذلك، بداية من رايو فايكانو وخيتافي وإسبانيول وبلد الوليد وليفانتي، وصولا إلى الثلاثي الصاعد إلتشي وفياريال وألميريا، مرورا بغرناطة وأوساسونا وسلتا فيغو التي عانت حتى اللحظات الأخيرة من الموسم الماضي لتحقيق حلم البقاء. وفيما تراهن سبعة من هذه الأندية على نفس المدربين، قرر ليفانتي الاستعانة بالرحالة خواكين كاباروس، وتولى خوان إغناسيو مارتينيز تدريب بلد الوليد، فيما يقود لويس إنريكي سلتا فيغو، وترقى فرانسيسكو رودريقيز من رديف ألميريا إلى الفريق الأساسي.