ترى كيف نحلم بأن يكون اليمن نحن معشر اليمانيين ؟ حقيقة أنه سؤال لطالما ترددت في الكتابة عنه ، لإن الوضع الحالي لليمن لا يسر عدو ولا صديق كما تعلمون ، وقعت عيني و أنا أتصفح موقع السيد / طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي الذي وضعهم أسوء من الوضع في اليمن بكثير إلا أني أعجبت بهذا الرجل الذي وضع صورته وسط صورة لنهر دجلة وعلى ضفته مجموعة أشكال هندسية تذهل الناظر إليها وبقلب الصورة عبارة ( العراق الذي نحلم به ) ترى هل فكر أحد القيادات اليمنية بشقيها (حاكم ومعارضة) كيف يحلم بأن يكون اليمن ، لا أعتقد ذلك لأنه لا هم لهم سوى كيف يتضاعف الرصيد ؟ كيف يصمم الفيلأ ؟ كيف يفسح الطريق أمام الأبناء ؟ بل بعض الأحيان كيف يصنع الأعداء ؟ ... أسئلة كثيرة تدور في أذهانهم ، لكنهم يصنعونها في ظل الفساد المتراكم والجهل المطبق . لكني لا أخفيكم أني أحلم وأنا الفقير إلى ربه بأن يكون اليمن خالياً من الفساد والمفسدين ، خالياً من حق بن هادي ، خالياً من بطانة السوء ، خالياً من الريال الذي لم يجد عافيته حتى اللحظة ، خالياً من مهربي العملة الصعبة ، خالياً من مهربي المشتقات النفطية بكافة أنواعها ، خالياً من الفضائية اليمنية التي أعيتني بكثرة مشاريعها الوهمية التي تفتتح ليلياً ، خالياً من المتهورين سياسياً ، خالياً من مشكلة زواج الصغيرات فيما بين الإصلاحيين ، خالياً من التمديد بكافة أشكاله وخاصة لمجلس النواب (صاحب أطول عمر في الحقبة الماضية واللاحقة على مستوى العالم تسع سنوات عجاف) ، خالياً من علماء السلطان ، خالياً من وهن أصاب المعارضة ، خالياً من تهريب الأطفال إلى دول الجوار، خالياً من المتسولين الذين كثروا هذه الأيام ، خالياً من السجل الانتخابي المزور وعلى عين المعارضة ، خالياً من حق محصل الأحكام في المحاكم ، خالياً من نظام فدرة لي وفدرة لك ، خالياً من ناهبي الأراضي الذين شملهم تقرير هلال وباصرة ، خالياً من أصحاب النظارات بكافة ألوانها ، خالياً من الأجهزة القمعية التي تتوالد يوماً بعد يوم ، خالياً من ديمقراطية أبو نفر ، خالياً من تجار بلا ضمير ، خالياً من الإستغلال لقوت الرعية ، خالياً من عسكرة الحراك السلمي ، خالياً من حرب سابعة مع الحوثي ، خالياً من قاعدة جورج دبليو بوش ، خالياً من نظام دعم المشائخ من أجل إضعاف الدولة ، خالياً من نظام الرعاية الإجتماعية للمشائخ وأعوانهم ، خالياً من مهجري الجعاشن وشيخهم الذي لم تصل الجمهورية بعد إلى مملكته ، خالياً من المداحين لكل ما هو سيء ، خالياً من رافعي التقارير بأن كل شيء تمام يافندم ، خالياً محاكمة بن علاو حتى لا ندخل تحت طائلة قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: { إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد }رواه البخاري ، خالياً من شعارات جوفاء تطلقها السلطة والمعارضة ، خالياً من نقاط التفتيش التي تضعها القبائل ، خالياً من أذون الخزانة ، خالياً من الأوصياء على اليمن ، خالياً من نظام أهوج ، خالياً من نظام فدرالي ، خالياً من نظام واسع الصلاحيات للمجالس المجلية ، خالياً من قول جنوب وشمال فاليمن واحد إلى الأبد إنشاء الله ، خالياً من سحل وسجن وإختطاف الصحفيين . إذاً هذا اليمن الذي أحلم به أنا وكل من هو على شاكلتي ، وهو اليمن الذي حلم به المرحوم فيصل بن شملان رحمة الله الذي رفع شعار ( رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس ) ، وهو حلم كل يمني غيور يحب وطنه قولاً وفعلا ، وأخيراً أتمنى على نائب الرئيس اليمني أن يحلم كما يحلم طارق الهاشمي فهذا ليس عيباً ، بل أني أقترح عليه أن يسأل نفسه ماذا قدم لليمن منذ عين نائباً للرئيس ، كما أحلم بماء بيحان يصل إلى البيضاء ولو بعد حين يا فخامة الرئيس .