نظمت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة اليوم ندوة بعنوان (ثورة 26 سبتمبر خلال خمسون عاما) ناقش من خلالها عدد من المحاور كالأوضاع الإقتصادية والغجتماعية والسياسية والتعليمية في اليمن. وفي الندوة قدمت الباحثة بسمة عبدالفتاح ورقة عمل عن نظرة شباب 11 فبراير لثورة 26 سبتمبر حيث اشارت إن كثير من شباب ثورة 11 فبراير يعتقدون إن ثورة 26 سبتمبر مثلت شرارة الإنطلاق ويعتقد معظم الشباب أن ثور 26 سبتمبر 1962م لم تحقق تغييرا على مستوى الواقع الحياتي المعاش بإختلاف مستوياته .. واشارت ورقة العمل إن الثورة في شكل سلطتها قد جرى اختطافها والاستيلاء عليها من قوى مختلفة تتزعم القبيلة رأس هذه القوى،وأصبح النظام الجمهوري عمليا سلطة لا تختلف عن النظام الملكي ،وان مشروع الثورة جرى الالتفاف عليها،وتحولت إلى مجرد ذكرى وأهداف عامة مقروءة،لم يتحقق منها إلا هدف واحد أُجهض بعد سنوات قليلة من تحقيقه هو ( الوحدة الوطنية ) وبينت بسمة إن عدم تحقق أهداف ثورة 26 سبتمبر أعطى مشروعية لانطلاق ثورة 11 فبراير،مع اختلاف الآليات ، ومستوى وعي الشعب بهذه الثورة. فيما تناول المحور الثاني الوضع الإقتصادي في اليمن خلال الفترة (1962-2012) قدمه الأستاذ الباحث فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة وأ.د محمد علي قحطان أستاذ الإقتصاد /جامعة تعز وأشارت ورقة العمل الى إن اليمن كانتا تفتقران لوجود بنية اقتصادية رغم إن المسئلة الإقتصادية كانت المشكلة الأبرز ولا تحتل الإهتمام اللازم وإن البلاد كانت كلها بشمالها وجنوبها تعاني من التخلف الإقتصادي والإجتماعي بأبشع صورة ولا يذكر أن هناك محاولات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وأن الثورة اليمنية لم تحقق إرادتها في الجانب الإقتصادي حيث شكل ذلك الظرف الموضوعي لإندلاع الثورة الشبابية الشعبية في 11 فبراير 2011 كضرورة موضوعية لتصحيح مسار الثورة اليمنية وهي حالياً لاتزال مشتعلة وتصارع بضراوة قوى الثورة المضادة. وتناولت الورقة:الوضع الإقتصادي خلال الفترة (1962-1995)حيث تم إستئناف العمل عام 1995 بأسلوب التخطيط للتنمية وتم إعداد ثلاث خطط خماسية,إلا أن هذه الخطط ظلت حبراً على ورق فقد ظلت الموازنة العامة للدولة تعد وتنفذ بصورة لا تعكس التوافق مع ما هو في خطط التنمية ,الأمر الذي أفرغ هذه الخطط من محتواها الحقيقي ولا نرى أنها قد أحدثت أثراً هاماً على التنمية الاقتصادية . وعرض الباحثان رؤيتهما لما ينبغي عمله في السنوات القادمة لمواجهة ركام التخلف الاقتصادي والاجتماعي الذي خلفته سنوات ما بعد ثورة سبتمبر 1962 وحتى الوقت الحاضر حيث تحتاج الدولة اليمنية لتدفق مساعدات عاجلة تلبي مواجهة الحاجات الإنسانية العاجلة المتولدة أثر حرب 1994 وحروب صعده وأحداث الثورة خلال عام 2011 وحتى الآن . بالاضافة الى البدء باتخاذ جملة من السياسات الاقتصادية الهامة ، تتضمن مواجهة حازمة وشفافة لجميع أشكال الفساد وإيقاف كل أوجه الانفاق غير الضروري في المرحلة الحالية مثل : شراء الاثاث والسيارات وبدلات السفر الخارجية وتقليص حجم السلك الدبلوماسي بنسبة 50% ومراجعة اتفاقيات استغلال موارد الثروة الوطنية كالنفط والغاز واتخاذ ما أمكن من التدابير القانونية لتصحيح مسارها بالاضافة الى معالجة مشاكل البنية الأساسية : الكهرباء والمياه والوقود والطاقة والنقل وأوضاع الطرقات والموانئ والمطارات ومعالجة مشاكل المنطقة الحرة عدن وتناولت الورقة الثالثة الصحافة العدنية باليوبيل الذهبي لثورة 26 سبتمبر المجيدة قدمها الاستاذ الاعلامي عبده سلام الشرجبي أشار خلالها الى إن الصحافة لعبت دوراً وطنياً بارزاً وافردت صفحاتها لكل باحث وناقد وكاتب لأن يدلي بدلوه كما يشاء تجاه الاوضاع في شمال اليمن .. وقد ازداد هذا الدور للصحافة اليمنيةالجنوبية في اعقاب ما اخذت تطرحه من شعارات وطنية .. الحركة الوطنية بالجنوب ، والمؤتمر العمالي بوجه خاص الذي كان يمثل قاعدة شعبية واسعة اخافت وازعجت قوى الاحتلال البريطاني . وهذا الشعار المرفوع آنذاك ( اليمن الطبيعية ) والذي كان يعني فيما يعنيه ان جنوب البلاد جزءأ من اليمن .. واشار الشرجبي الى ان هناك ثمة عامل آخر أقضّ مضاجع الإحتلال والقوى المرتبطة به ألا وهو إستحداث وسيلة اعلامية قوية تحمل اسم :- صوت العرب .. هذه المحطة الإذاعية بمديرها :- أحمد سعيد صاحب الصوت المفوّه والمميز كانت بمثابة الناقوس الإلهي الخطير الذي لم يوقض ملايين العرب من سبات نومهم وحسب .. وانما كان الصوت العربي الفصيح الذي يخاطبهم بلسان عربي يفقهون ما يقوله ويعنيه من خطاب عصري جديد لمعنى الحرية ولمعنى الكرامة ولمعنى العبودية والاستعمار.. وعدد المحاضر عدد الصحف التي صدرت آنذاك فتصل إلى خمسة وأربعين مطبوعة وقد صدرت في عام 1940م ، وكانت أول صحيفة صدرت بهذا التاريخ هي :- فتاة الجزيرة ، وكانت تصدر أسبوعية ، فتحولت إلى يومية عام 1960م كما استعرض قانون المطبوعات في عدن والذي صدر عام 1939م .. وإستعرض بعدها تطور الطباعة من الصف اليدوي الى الصف الالي . الدكتور عبدالله الذيفاني اشار في الورقة التي قدمها والموسومة ب"التعليم في اليمن خلال 50 عام الى ان الحكومة في العهد الامامي لم تهتم بالتعليم الا ماندر فقد كانت هناك مدرسة في صنعاء والمدرسة الاحمدية في تعز وبعض المدن ولم توجد في الارياف ولكن الشعب هو من إهتم بالتعليم فكانت الكتاتيب منتشرة في انحاء البلاد، لتعليم القران وغيرة. وبين الذيفاني ان التعليم بعد الثورة ايضاً اصيب بالاهمال رغم انتشار المدارس وكثرة المدرسين . وأنه غير منظم ولا يلبي احتياجات ومتطلبات الحياة. الدكتور/ عبد الله علي الفضلي رئيس قسم المكتبات وعلم المعلومات المشارك بجامعة صنعاء قدم ورقة عمل بعنوان الإنتاج الفكري اليمني والمسار الثقافي في اليمن خلال خمسين عاماً. اوضح خلالها ان عملية نشر الكتب في أي دولة من الدول أو قطر من الأقطار تعد مؤشراً على عملية الحراك الثقافي في النشاط السياسي داخل الدولة والتفاعل مع تطورات العصر ومعطياته ، موضحا العوامل الواجب توافرها لهذه العملية وهي وجود المؤلفين المكثرين في التأليف والمتضلعين في الإنتاج الفكري والوعي الثقافي لدى الجماهير ومدى استيعابهم للإنتاج الفكري المنشور ونسبة المتعلمين والمثقفين في القطر ومستوى ونوع التعليم العالي وعدد الجامعات و توافر أساليب وتقنيات النشر الحديث وتوافر القوى الفنية العاملة في مجال الطباعة والنشر وإخراج الكتب. وبين الفضلي ان قارة أوروبا تعد من أكثر القارات نشراً للكتب ففيها أكثر من نصف المطابع ودور النشر في العالم وأكبر عدد من المؤلفين الذين يبلغ عددهم على مستوى العالم خمسة ملايين مؤلف وترتب قارات العالم حسب حجم إنتاج الكتب التي تصدرها حيث تصدر وتنتج 53% من الكتب اما آسيا 22% وأمريكا الشمالية 12% وأمريكا الجنوبية 8% واستراليا 2.5% وأفريقيا 2.5% وتمثل كتب الأطفال 5% من الكتب الصادرة والكتب المدرسية بنسبة 25% و70% كتب في شتى المجالات . واوضح المحاضر إن اليمن لم تشهد أي نشاط ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي إلا منذ عام 1970م وما تلتها من سنوات البناء والتأسيس للمجتمع اليمني الذي كان يتطلع إلى الآفاق والخروج من عهد الظلم والظلام . وانه لم يكن هناك ما يسمى بالإنتاج الفكري اليمني كإنتاج منظم سواء من حيث العدد أو الموضوع . واشار الى ان عقد الثمانينيات والتسعينيات شهد طفرة نوعية وتطوراً ملحوظاً في نشر الكتب والدوريات والمجلات الثقافية خاصة بعد عودة عدد من الدارسين في الخارج إلى اليمن وافتتاح عدد من المؤسسات والمكتبات العامة والمراكز الثقافية ومراكز البحوث بالإضافة إلى تزايد عدد المؤلفين في مجالات التاريخ والآداب والتراجم والجغرافيا والتربية والتعليم والاقتصاد والتجارة والدين الإسلامي والترجمة واللغات . وعدد بعض المشاكل التي واجهت الانتاج منها غياب المكتبات الوطنية وان الانتاج اليمني مشتت زمنياً وجغرافياً ولغوياً وموضوعياً ولم يحظَ بأي نوع من الضبط الببليوجرا. واستعرض الباحث الخصائص البنيانية للإنتاج الفكري اليمني وسماته وسمات مؤلفيه وخلص الباحث الى ان الإنتاج الفكري اليمني , إنتاج متنوع , فهو يتراوح ما بين الكتاب المنشور والمقالة والأطروحة الجامعية . الدكتور مبارك سالمين قدم ورقة بعنوان" خمسون عاما من الأمل " اشار فيها الى ان الثورة السبتمبرية أينعت نتيجة بذور غرستها تحولات اجتماعية وثقافية مختلفة , لعل أبرزها وأهمها : صدور الحكمة الأولى في عام 1937 , بمضامينها الإصلاحية والتنويرية والوطنية , وانقلابات 1948 , 1955 , وحركة سياسية صاعدة ونشطة في صنعاءوعدنوتعز , وكانت نتيجتها إن غيرت الواقع ونسفت النظام القديم , ومهّدت لتغييرات لاحقة . ومن خلال تحليل بسيط لأهدافها يتضح لنا مدى تأثيرها على البنى الاجتماعية والحيلولة دون إعادة إنتاجها , وثورة سبتمبر 1962 في اليمن كانت حاملة رئيسه لرؤى التغيير- الذي تحقق بعضه ولم يتحقق معظمه- , ذلك لأن أن معوقات كثيره وقفت في طريق إنجاز ذلك التغيير , لعل من أهمها , شدة مقاومة المنظومة الاجتماعية القديمة . ( أو ما أسمته الأهداف مخلفات النظام القديم ) , واوضح سالمين انه على الرغم من أن الموسوعة اليمنية تذهب إلى القول : بأن وجه اليمن بفعل الثورة وخلال ربع قرن من الزمان قد تغيّر تماما , لكنه قول قد أثبتت الحياة مجافاته للحقيقة بقيام ثورة فبراير 2011 التي هب الشباب والشعب الذي لم تتغير حياته تماما , ضد الجمهورية التي لم تف بوعد الديمقراطية والعدالة والمساواة وإزالة الفوارق بين الطبقات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية , وذلك بعد ما يقرب من نصف قرن . وكل تلك العناصر / الأهداف , تحولت إلى عوامل اجتماعية أدت إلى هذا التحول الثوري الاخير . وأصبحت معايير يقاس درجة تحققها تقدم البلاد أو تأخرها . الدكتور عبدالله المنيفي قدم ورقة عمل حول خدمات المياه في المحافظة خلال الفترة 1962-2012م اشار الى انه تم افتتاح اول مشروع للمياة عام 1965م بطاقة إنتاجية 5000م3 من المياه من حقل الحوبان. وتم انشاء هذا المشروع بمساعدة من وكالة التنمية الامريكية . واستعرض المنيفي مشاريع المؤسسة وكم بلغ عدد المشتركين وعدد الابار التي تم حفرها لمواجهة العجز الناتج عن زيادة عدد السكان وانخفاض مستوى المياه في الحوض وطرح المنيفي عدد من الحلول لمعالجة ازمة المياه منها الاستمرار في برنامج الحفر الاستكشافي في مناطق جديدة والعمل على تنفيذ الدراسات الخاصة لمشروع حصاد مياه الامطار ومتابعة تنفيذ مشروع تحلية مياه البحر كحل استراتيجي لحل مشكلة المياه في مدينة تعز. الى ذلك افتتح وكيل محافظة تعز محمد الهياجم اليوم بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة معرض اليوبيل الذهبي للفن التشكيلي والذي نظمته مؤسسة السعيد بالتعاون مع بيت الفن بالمحافظة. وطاف الوكيل الهياجم بالمعرض واستمع من مدير بيت الفن محمد العسلي حول محتويات المعرض الذي ضم (26) لوحة شارك بها أكثر من 20 تشكيليا وتشكيلية من أبناء المحافظة. ونوه الوكيل بالمستوى الإبداعي والفني الذي جسدته لوحات الفنانين بمختلف المدارس الفنية وجسدت التعبيرات الصادقة عن هذه المناسبة العظيمة.. كما أشاد بدور مؤسسة السعيد ودعمها لإبداعات الشباب.