حققت المقاومة الشعبية في الضالع انتصارات هي الأكبر منذ بدء الحرب عليها من قبل مسلحي جماعة الحوثي وقوات صالح، بعد معارك عنيفة في جبهات عدة، إثر هجمات شاملة ونوعية شنها رجال المقاومة. وأعلنت المقاومة الشعبية, الاثنين, سيطرتها على مدينة الضالع بعد نحو شهرين من المعارك الطاحنة مع ميليشيات صالح والحوثي, إثر إحكامها السيطرة على معسكر اللواء 33 مدرع المعروف بالجرباء ومواقع أخرى تابعة له كانت ميليشيا صالح والحوثي تتحصن داخلها. وشن نحو خمسمائة من مقاتلي المقاومة هجوماً كاسحاً استخدموا خلاله الدبابات وقذائف الهاون و«بي 10» و«آر. بي. جي» وقناصات وأسلحة خفيفة ورشاشات على معسكر الجرباء وموقع الخزان والقشاع والمظلوم وذي بيت والأسلاش والخربة ومعسكر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) ومعسكر الأمن العام. وأسفر الهجوم عن استيلاء رجال المقاومة -وهم من جميع فصائل المقاومة الجنوبية- على 20 دبابة وكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري في معسكر الجرباء والمواقع التي سقطت أيديهم. وكانت المقاومة فرضت حصاراً على موقعي القشاع والامن العام في حي الجمارك ودعت الحوثيين وقوات صالح عبر مكبرات الصوت للاستسلام, قبل اقتحامها للمواقع ودحر تلك القوات. وأكدت المقاومة أن العشرات من ميليشيات صالح والحوثي بينهم قيادات ميدانية بارزة قُتلوا خلال الهجوم ولاذ آخرون بالفرار, فيما قتل 12 من المقاومة وأصيب 52 آخراً, وقالت: إنها طردت الميليشيات الحوثية، وعناصر «اللواء 33 مدرع» من مواقع: معسكر الجرباء، وموقع الخزان، وموقع القشاع، وإدارة الأمن، والجمرك، والكلية. كما تمكنت من السيطرة على مبنى نادي النصر في منطقة الجليلة شمال الضالع, والذي كانت قوات الحوثي تتخذه موقعاً للقنص. وأفادت المعلومات أن نحو 12 قتيلاً من رجال المقاومة قضوا خلال المواجهات, فيما قتل أكثر من «23» شخصاً من ميليشيات الحوثي وصالح، فضلاً عن الخسائر الفادحة التي تكبدتها تلك الميليشيا في الآليات العسكرية. حيث عرضت المقاومة في الضالع راجمات صواريخ ومدرعات ونحو عشرين رشاشاً مضاداً للطائرات وأسلحة خفيفة متنوعة بالإضافة إلى مخازن للقذائف والذخائر قالت إنها من ضمن العتاد الذي استولت عليه, بعد دحر قوات صالح والحوثي. ونقل موقع الاشتراكي نت عن مصادر محلية قولها إن رجال المقاومة الشعبية اقتحموا مقر اللواء 33 مدرع الموالي لصالح الذي يقوده العميد عبدالله ضبعان, وأنهم سيطروا على مواقع عدة، أبرزها موقعا الخزان والخربة المطلين على معسكر عبود حيث تتمركز قيادة اللواء 33 شمال المدينة، ومواقع القشاع والمظلوم ومعسكر الجرباء، وموقعا حياز ولكمة الجحفر شمال شرق المدينة. وأكدت المصادر ان رجال المقاومة قاموا بمطاردة الحوثيين وقوات صالح، وتتبعوهم إلى منطقة الوعرة خارج المدينة. وان الحوثيين وقوات صالح انسحبوا إلى أطراف المدينة نحو منطقة السوداء ومديرية قعطبة, حيث تقوم المقاومة حالياً بتشديد الخناق على هذين الموقعين شمال شرق المدينة. في السياق, استهدفت المقاومة الشعبية في الضالع مساء الثلاثاء تعزيزات عسكرية لمسلحي الحوثي وصالح كانت قادمة من يريم في منطقة الجبارة بمريس نتج عنها إحراق أحد الأطقم. وأكدت المصادر أن رجال المقاومة الشعبية بمريس في قعطبة نصبوا كميناً مسلحاً بمنطقة الجبارة بقذائف الآر. بي. جي ما أدى إلى تفجير الطقم ومقتل من فيه، وأجبرت بقية القوة على التراجع والفرار باتجاه دمت. وقالت مصادر محلية إن الحوثي وصالح يحشدون من جديد إلى مدينة قعطبة من معسكرات الحرس الجمهوري في يريم وإب وذمار لاستعادة نفسيهما بعد الهزيمة التي تجرعاها من المقاومة بالضالع. ويرى مراقبون أن هذه الضربة التي وجهتها المقاومة في الضالع, ستغير موازين القوى وواقع المواجهات ضد ميليشيات صالح والحوثي على مستوى الجنوب بأكمله وسيفشل مشروع صالح والحوثي للسيطرة على مدن ومناطق الجنوب. وأكدوا أن الانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية في الضالع ترجع الى التنظيم والتدريب العسكري في جبهتي ردفان والضالع بقيادة العميد ثابت جواس, الذي أكد في تصريحات صحفية انه يقود 5000 مقاتل لاستعادة الشرعية وتحت إمرة الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ومن أجل دحر الميليشيات الانقلابية. وكان أعلن عن تكليف لجنة من الضباط بإعادة تشكيل لواء قتالي لتعزيز الجيش الموالي للشرعية. وقال جواس نحن ماضون ونسعى لبناء جيش وطني يحمي اليمن والأجيال والثورة وسيكون هذا اللواء بعون الله احد الانطلاقات الأولى لتشكيل هذا الجيش. وأوضح جواس ان هدف هذا التشكيل العسكري من الضباط وصف الضباط والجنود بقوام 5000 مقاتل ناهيك عن 3000 مقاتل في جبهات القتال في العند وكرش وردفان ممن تم تدريبهم وإعادة تدريبهم لإرسالهم لتعزيز جبهات القتال في لحجوعدن لتطهير لحجوعدن والضالع من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح. وطالب العميد جواس القيادة الشرعية للبلد وقوات التحالف مد يد العون والمساعدة لإنجاح هذا المشروع العسكري الوطني ليرى النور. وكان الحوثيون دخلوا إلى الضالع في 23 مارس الماضي، قبل يومين فقط من انطلاق عاصفة الحزم. وتعد الضالع من أبرز معاقل الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال والداعم بقوة حالياً على الأرض لمعسكر الرئيس عبد ربه منصور هادي. كما تعد محافظة الضالع البوابة الشمالية لمدينة عدن، وقد يؤثر فقدان الحوثيين للسيطرة على عاصمة المحافظة على التعزيزات والإمدادات التي يرسلونها إلى عدن. ينشر بالتزامن مع "الثوري"