أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم السبت ارتفاع عدد الاصابات بمرض الدفتيريا في اليمن الى 1300 حالة منذ تسجيل اول حالة في أكتوبر 2017م. بالتزامن مع تحذيرات اتحاد الأطباء العرب من "كارثة صحية" قد يواجهها اليمن بحلول الصيف المقبل. وقالت المنظمة في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ان أكثر من 70 شخصاً لقوا مصرعهم جراء الاصابة موضحة أن الأطفال والشباب يشكلون حوالي 80 بالمائة من حالات الإصابة. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاجاريا: "نحن في سباق مع الوقت لمكافحة هذا الوباء وإنقاذ الأرواح. النظام الصحي المتهالك والصراع ساهما بشدة في إعاقة عملية الاستجابة". واضاف: "على الرغم من ذلك، تمكنا من توفير المضادات الحيوية ومضادات السموم للدفتيريا لدعم العلاج ضد المرض، كما أننا نعمل على توسيع نطاق جهود التحصين لوقف انتشار هذا الوباء". ويتزامن انتشار هذا المرض مع تفشي وباء الكوليرا منذ أبريل/نيسان 2017، الذي أسفر عن وفاة أكثر من 2200 حالة، في حين تجاوزت الحالات المشتبه بإصابتها المليون حالة، وفق المنظمة. وفي السياق اودى مرضا غامضا بحياة 47شخصا واصاب أكثر من 220 آخرين في اليمن. ونقلت وكالتي مونتكارلو وفرانس 24عن مصدر طبي القول انه تمتسجيل 47 حالة وفاة و220 حالة اصابة مشتبهة بمرض غامض يشبه في أعراضه انفلونزا الخنازير، منذ ظهوره في ديسمبر الماضي. وقال المنسق الوطني للإنفلونزا بوزارة الصحة في صنعاء، الدكتور علي المحاقري، لفرانس 24 إن هذا المرض الذي يشبه في أعراضه انفلونزا الخنازير "H1 N1"، يواصل حصد مزيد الأرواح دون معرفة السبب الدقيق وراء تفشيه المتسارع. وضربت هذه الجائحة حتى الان 13 محافظة يمنية اضافة الى امانة العاصمة صنعاء التي سجلت مستشفياتها حوالي نصف عدد حالات الوفاة والاصابات المشتبهة بالوباء الغامض. وحسب الاحصائيات الرسمية فان نحو 90 بالمائة من الوفيات بهذا المرض هم اشخاص تتراوح اعمارهم بين 18 و80 عاما. وعجزت المؤسسات الصحية اليمنية عن تشخيص هذا المرض نظرا لتدني كفاءة مختبراتها الطبية وانعدام المحاليل اللازمة لاختبار العينات المشتبه اصابتها بالفيروس المحير للأطباء. وقالت السلطات الخاضعة للحوثيين في صنعاء، إنها ارسلت عينات مخبرية إلى الأردن بالتنسيق مع المنظمات الدولية ذات العلاقة. وخلال اقل من ثلاثة أيام تتدهور حالات المريض نحو ساعاته الاخيرة على قيد الحياة، بدءا بأعراض انفلوانزا وصولا الى قصور شديد في وظائف الجهاز التنفسي. عديد مصابين بأعراض هذا المرض المجهول يصلون يوميا الى أقسام الطواريء في بعض المستشفيات اليمنية، بينما يرفض البعض الاخر استقبالهم خشية العدوى المميتة. وينتقد أطباء ومراقبون حقوقيون، السلطات والمنظمات الصحية الدولية لتراخيها في الإعلان عن المرض، واجراءات مواجهته منذ اكتشاف اول حالة إصابة به نهاية ديسمبر العام الماضي. وتعتقد المنظمات الصحية، أن فيروس انفلونزا الخنازير قد يكون استوطن اليمن منذ العام 2016، لكن خبراء في الوبائيات يرون في ظروف الحرب المدمرة والتلوث، وانهيار أنظمة الحماية، بيئة مواتية لظهور أوبئة جديدة لتنظم إلى عديد الأمراض الفتاكة التي خطفت الاف الأرواح منذ ثلاث سنوات. وفي السياق ذاته حذر الأمين العام المساعد لاتحاد الأطباء العرب عبد القوي الشميري من "كارثة صحية" قد يواجهها اليمن بحلول الصيف المقبل، عبر انتشار أمراض عديدة في ظل نقص الأدوية وانهيار البنية التحتية بسبب الحرب المتواصلة منذ نحو ثلاث سنوات. وأضاف الشميري في مقابلة مع الأناضول، أن الأوضاع في اليمن تتفاقم صحيا، ويحتاج اليمنيون إلى مساعدات عاجلة. وخلال اجتماع لوزراء الصحة العرب بالقاهرة، مطلع مارس/آذار الجاري، ناشد وزير الصحة اليمني ناصر باعوم الدول العربية سرعة تقديم الدعم الصحي لليمن. وأوضح باعوم أن الحرب أدت إلى نتائج كارثية في القطاع الصحي، إذ يفتقد 16 مليون شخص (من أصل أكثر من 27 مليون نسمة) للرعاية الصحية، ويعاني 1.5 مليون طفل من سوء التغذية، في حين يعاني 17 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وبات 50 % من المرافق الصحية مغلقة جزئيا أو كليا. وبشأن مساعدات الاتحاد، الذي تأسس عام 1962، لليمن، قال الشميري -وهو أيضا نقيب الأطباء والصيادلة اليمنيين- إن اليمن حظي بخمسة مشاريع إغاثية من الاتحاد، أولها عام 2008، وأحدثها مشروع استمر أكثر من شهرين العام الماضي لمكافحة وباء الكوليرا. وأوضح أن الوضع الصحي في اليمن كان صعبا للغاية قبل سنوات طويلة، ولم يحصل المواطن اليمني على رعاية صحية متكاملة، وكان يفتقر في الأرياف إلى الرعاية الصحية الأولية. وشدد على أن الوضع ازداد سوء وتعقيدا بعد الانقلاب على الشرعية في اليمن، حيث توقفت موارد وزارة الصحة، وتعطل الكادر الطبي والمقار الصحية وزادت الأمراض. وقال إن ما بين سبعة ملايين إلى 14 مليون يمني كانوا خارج تغطية الرعاية الصحية الأولية قبل الانقلاب، ثم اقترب عددهم الآن من 18 مليون نسمة. وأضاف أن هذه الإحصاءات مخفية، والأمراض المتوطنة عادت، والكوليرا صارت حدثا، كما عاد مرض الدفتيريا، وهذه مؤشرات خطيرة. وتابع "نحن مقبلون على الصيف، ونتوقع أن تظهر حمى الضنك والملاريا، ونسأل الله أن يلطف بالشعب اليمني من كارثة صحية".