قال المغرب ان السبب وراء قطع علاقاته مع ايران هو كما وصفه "التدخل الايراني" في شؤون البلاد، ومحاولات طهران اشاعة المذهب الشيعي، وهو ما اعتبرته الرباط مساسا "بوحدة السنة المالكية"، وهو المذهب السني السائد في المغرب. ونقلت وكالة انباء المغرب العربي الحكومية عن الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي قوله أن قرار المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران "يعد نتيجة للتصرفات غير المقبولة التي جعلت مختلف مكونات المجتمع المغربي تعبر عن استغرابها للكيفية التي تعاملت بها إيران مع المملكة المغربية". واضاف الوزير الفهري الجمعة ان "هناك نقطة مبدئية تتمثل في أن المغرب لا يمكن أن يقبل التدخل في شؤونه الداخلية".
لقد فوجئنا لما استدعت السلطات الايرانية القائم بالأعمال المغربي في طهران، وأصدرت بيانا في هذا الشأن تعبر فيه عن قلقها بالنسبة للموقف المغربي وزير الشؤون الخارجية المغربي يشار الى ان وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية كانت قد اصدرت بيانا اعلنت فيه ان الرباط قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران الإسلامية. وذكر البيان ان المغرب استدعى في الخامس والعشرين من الشهر الماضي القائم بالأعمال بالنيابة بسفارتها في طهران للتشاور لمدة أسبوع. وأضاف البيان ان المغرب طلب توضيحا من السلطات الإيرانية التي قال انها "سمحت لنفسها التعامل بطريقة متفردة وغير ودية، ونشر بيان تضمن تعبيرات غير مقبولة في حق المغرب، إثر تضامنه مع مملكة البحرين، على غرار العديد من الدول، بشأن رفض المساس بسيادة هذا البلد ووحدته الترابية"، لكن ايران لم ترد على طلب التوضيح . وقال البيان الحكومي المغربي ان هناك "نشاطات ثابتة للسلطات الإيرانية، وبخاصة من طرف البعثة الديبلوماسية بالرباط، تستهدف الإساءة للمقومات الدينية الجوهرية للمملكة، والمّس بالهوية الراسخة للشعب المغربي ووحدة عقيدته ومذهبه السني المالكي". واعتبر البيان ان هذا يعد "تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة، ويتعارض مع قواعد وأخلاقيات العمل الدبلوماسي". واوضح المسؤول المغربي قائلا: "لقد فوجئنا لما استدعت السلطات الايرانية القائم بالأعمال المغربي في طهران، وأصدرت بيانا في هذا الشأن تعبر فيه عن قلقها بالنسبة للموقف المغربي". واوضح ان السلطات الإيرانية "ذهبت أبعد من ذلك حيث أصدرت بيانا تعبر فيه عن استغرابها بالنسبة لموقف مبدئي راسخ، لاسيما أن العديد من الدول عبرت، في نفس الوقت، عن تضامنها المطلق مع مملكة البحرين وعن رفضها المساس بسيادة هذا البلد ووحدته الترابية". وكان الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد قد بعث برسالة الى ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة في محاولة لترميم العلاقات بين البلدين التي تضررت بعد ان شكك مسؤول ايراني في سيادة البحرين. وكانت الصحافة الايرانية قد نقلت عن علي اكبر ناطق نوري، وهو احد كبار مستشاري المرشد الايراني آيه الله علي خامنئي، قوله إن البحرينايرانية، مما حدا بدول الخليج العربية الى مطالبة طهران بادانة هذه التصريحات التي وصفها وزير الداخلية البحريني ب "اللامسؤولة". ريبة خليجية وكان حسن قشقوي الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية قد قال في مؤتمر صحفي عقده في الرابع والعشرين من الشهر الماضي في طهران إن التقارير التي قالت إن مسؤولا ايرانيا شكك في سيادة البحرين قد اسئ فهمها وتفسيرها. ولكن بالرغم من نفي ايران ان تكون لها اية اطماع في البحرين، عمقت الحادثة من الشكوك بين ايران والدول العربية الخليجية التي تنظر بريبة الى ما تعتبره انتشارا للنفوذ الايراني في العراق ولبنان وقطاع غزة ناهيك عن البحرين، وتخشى من التأثيرات المحتملة لهذا الانتشار على سكانها من اتباع المذهب الشيعي. وكانت البحرين التي تسكنها اغلبية شيعية قد قررت تعليق المفاوضات التي كانت تجريها مع ايران حول استيراد كميات من الغاز الطبيعي الايراني بسبب التصريحات المنسوبة لناطق نوري، كما استدعت وزارة الخارجية في المنامة السفير الايراني للاحتجاج على تلك التصريحات. وكان شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي قد تخلى عن مطالبة ايرانبالبحرين عام 1970، قبل عام واحد من نيل البلاد استقلالها عن بريطانيا. وتاتي الخطوة المغربية المفاجئة ضد ايران على اثر تصريحات وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي طالب بضرورة وجود استراتيجية لمواجهة الخطر الايراني على المنطقة العربية وتقود السعودية حملة دول الاعتدال العربي ضد ايران بعد ان سيطر على سياستها الخارجية والدبلماسية الامير بندر بن سلطان الذي عاد من واشنطن كسفير للمملكة بهدف توجيه السياسة السعودية باتجاه معاداة ايران وحركات المقاومة العربية المناهضة للمشروع الاسرائلي في المنطقة