أعرب مسؤولون في الاممالمتحدة عن قلقهم البالغ حول الاقتحام العسكري لمستشفى الشفاء شمال قطاع غزة مؤكدين على ان المستشفيات ليست ساحة للقتال. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن التقارير حول الاقتحام العسكري لمستشفى الشفاء شمال قطاع غزة تثير القلق العميق. واوضح الدكتور تيدروس غيبرييسوس في منشور على موقع أكس، إن المنظمة فقدت الاتصال مرة أخرى بالعاملين الصحيين في مستشفى الشفاء. وأعرب عن القلق البالغ بشأن سلامتهم وسلامة مرضاهم. منسق الأممالمتحدة للإغاثة الطارئة مارتن غريفيثس أعرب عن الفزع بشأن نفس التقارير. وأكد ضرورة أن تسمو حماية الأطفال حديثي الولادة والمرضى والطاقم الطبي وجميع المدنيين على جميع الأمور الأخرى. وشدد على أن "المستشفيات ليست ساحات للقتال". من جانبه قال توماس وايت مدير شؤون وكالة الأونروا في غزة إن الوكالة تلقت اليوم نحو 23 ألف لتر من الوقود، أي 9% فقط من احتياجها اليومي لمواصلة الأنشطة المنقذة للحياة في القطاع. وذكر وايت على موقع Xأن السلطات الإسرائيلية قيّدت استخدام الوقود ليقتصر فقط على نقل المساعدات من رفح، بحيث لا يستخدم للمستشفيات أو لتوفير المياه. وأضاف المسؤول الأممي أن نفاد الوقود أدى إلى توقف جميع مضخات الصرف الصحي الثلاث في رفح، ومحطة تحلية المياه في خانيونس التي توفر المياه لمئات آلاف الأشخاص. وقال إن جميع الآبار في رفح، وهي المصدر الوحيد للماء في المدينة، قد توقفت عن ضخ المياه بسبب نفاد الوقود. وأضاف أن مستشفى الأمل، التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، أوقفت جميع خدماتها ما عدا الطوارئ، مع عدم وجود وقود لسيارات الإسعاف. وأضاف وايت أن المساعدات الإنسانية يجب أن تُوزع بناء على الاحتياجات، لا الشروط التي تفرضها أطراف الصراع. المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) قال إن جميع عمليات الوكالة على حافة الانهيار الآن. وأضاف على موقع X: "بنهاية اليوم لن يتمكن نحو 70% من سكان غزة من الحصول على المياه النظيفة". وأضاف أن الحصول على الوقود للشاحنات فقط، لن ينقذ حياة الناس بعد الآن، وأن الانتظار أكثر من ذلك سيؤدي إلى وقوع خسارة في الأرواح. واستنكر لازاريني استمرار استخدام الوقود كسلاح للحرب. وقال إن الأونروا ناشدت على مر الأسابيع الخمسة الماضية، الحصول على الوقود لدعم العملية الإنسانية في غزة. وذكر أن شح الوقود يشل عمل الأونروا وتوصيل المساعدات. وقال إن الأونروا تحتاج إلى 160 ألف لتر من الوقود يوميا للعمليات الإنسانية الأساسية. ودعا السلطات الإسرائيلية إلى السماح فورا بتوصيل الكمية الضرورية من الوقود وفق ما يحتمه القانون الدولي الإنساني. الى ذلك قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) بعد زيارتها لقطاع غزة يوم امس، إن ما رأته وسمعته كان مفجعا. وأضافت أن غزة لا يوجد بها مكان آمن للأطفال الذين يبلغ عددهم مليونا. وفي بيان صحفي أدانت كاثرين راسل الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها أطراف الصراع ضد الأطفال والتي تشمل القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية. وأشارت إلى مقتل أكثر من 4600 طفل في غزة بحسب التقارير، وإصابة حوالي 9000 آخرين بجراح وفقدان أثر الكثيرين يُعتقد أنهم مدفونون تحت أنقاض المباني والمنازل المنهارة. وقالت إن ذلك هو النتيجة المأساوية لاستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة. وقالت إن أطفالا حديثي ولادة ممن يحتاجون إلى رعاية متخصصة قد ماتوا في أحد مستشفيات غزة مع نفاد الكهرباء والإمدادات الطبية، واستمرار العنف بآثار عشوائية. وفي مستشفى ناصر في خانيونس، التقت راسل عددا من المرضى والعائلات النازحة بحثا عن المأوى والأمان. وقالت: "أخبرتني فتاة تبلغ من العمر 16 عاما من سريرها في المستشفى أن منزل عائلتها قد تعرض للقصف. لقد نجت، لكن الأطباء يقولون إنها لن تتمكن من المشي مرة أخرى أبدا". وأكدت المسؤولة الأممية أن الفتح المتقطع لمعابر غزة الحدودية أمام شحنات الإمدادات الإنسانية غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة بشكل هائل. وقالت إن الحاجة إلى الوقود قد تصبح أكثر إلحاحا مع اقتراب فصل الشتاء. ودعت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف جميع الأطراف إلى ضمان حماية الأطفال ومساندتهم، وفقا للقانون الدولي الإنساني، وإلى الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، والإفراج الآمن عن جميع الأطفال المختطفين والمحتجزين وضمان وصول الجهات الإنسانية العاملة بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى المحتاجين بكافة الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة.