قال الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمن العام للحزب الاشتراكي اليمني يوم الأحد إن الحديث عن المشاركة السياسية للمرأة في اليمن يتسم بقدر كبير من الغموض لأنها جزء من مشاركة شعبية تقتصر على "إنتاج وإعادة إنتاج الأنظمة السياسية والاجتماعية القائمة ونخبها الحاكمة". وأضاف ياسين خلال حلقة للتشاور الوطني المنبثق عن اللقاء المشترك حول دور المرأة اليمنية "تبقى المشاركة بهذا المفهوم عملية مضللة ومخادعة فهي لا تستطيع أن تتجاوز هذه الوظيفة التي تعيد إنتاج تسلط النخب الحاكمة فقط وينتهي دور المشاركين هنا". وتابع ياسين في ورقته التي سبق نشرها في صحيفة حزبه "لعل ما يكسب الحديث عن المشاركة السياسية للمرأة حيوية من نوع خاص هو ما تعرضت له المرأة من اضطهاد سواء في صورته المباشرة أو غير المباشرة (...) ولكي لا تبدو قضية المشاركة السياسية للمرأة وكأنها تبحث بنزعة إرادوية وتحكمية أو أحياناً انتهازية فإنه لا بد من النظر إلى هذه المسألة من الزاوية التي تمكننا من اعتبارها جزءاً من مشكلة التطور السياسي والاجتماعي". وشدد أمين الاشتراكي على التعامل مع قضية التميكن السياسي للمرأة كجزء من البنية السياسية والاجتماعية والثقافية. ولذلك خلص إلى أن الوعي الاجتماعي لا بد أن يعكس "مقدار التغير الجوهري في البنيان الثقافي والاجتماعي والسياسي وسيكون الاعتراف بحق المرأة في التعليم والعمل بنفس المستوى الذي يحصل عليه الرجل خطوة أساسية على طريق تحرير المرأة من كوابح المشاركة بفعالية في الحياة العامة". وأكد ياسين أنه لا بد من "معالجة قضية المشاركة السياسية للمرأة في سياقاتها الموضوعية المتداخلة مع النهوض والتطور الاجتماعي والثقافي والسياسي العام في المجتمع". وفي الحالة اليمنية، قال ياسين إن "السياسات الانتقائية التي يمارسها النظام تجاه المرأة قد أضر بقضيتها حيث دفع إلى السطح بنماذج من المظاهر الدعائية التي يتخفى وراءها موقف مناهض لحقوق المرأة وحريتها وتطورها". وأبدى أسفه من ترويج البعض لهذه السياسات ووصف ذلك بأنه "تكريس لحالة التشوه العام واستكمال لحلقاته في كل جوانب المجتمع". وانتهى ياسين إلى أن المرأة لا يمكن أن تنال حقوقها وتنتصر لقضيتها "بمعزل عن النضال الوطني العام من أجل إصلاح المجتمع برمته". وأضاف أن على المرأة "ألا تنخدع بإمكانية المشاركة السياسية الحقيقية في وضع تتراجع فيه الحريات العامة ويتقلص فيه الهامش الديمقراطي وتنخر البلاد سياسات إقصائية وتفكيكية". وتابع ياسين: وفيما لو اعتقدت (المرأة) بأن حريتها وحقوقها ومشاركتها السياسية موضوعات مستقلة عن الوضع العام وما يتحكم به من أزمة شاملة فإنها تضع قضيتها رهن المناورات الانتهازية". من جهتها، قالت حورية مشهور رئيس اللجنة الوطنية للمرأة إن أي تغيير لن يحدث في قضية تمكين المرأة ما لم تقتنع الأحزاب السياسية والقوى المعنية بإدماج المرأة في مختلف الهيئات. وأضافت مشهور أن مشكلة الحركة النسوية أنها غير قادرة على الضغط والتأثير. أما الناشطة بلقيس اللهبي فألقت باللوم على السياسة والإعلام في عدم تمكين المرأة ونفت أن يكون السبب اجتماعيا. واستعرضت اللهبي أرقاماً ونسباً اتخذتها دليلاً على ما وصفته بالقهر المفروض على المرأة في اليمن. وذهبت إلى أن ورقة الدكتور ياسين بشأن المشاركة السياسية للمرأة "أقرب إلى المواساة من المنهجية". وعرضت عزيزة شرف عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني أمثلة كثيرة لنساء من جنوب البلاد وشماله، اشتركن في الأحداث السياسية المرتبطة بالتحرير والنشاط السياسي. وقالت عزيزة إن المشاركة السياسية للمرأة تمثل جوهر العملية الديمقراطية. ودعت الأحزاب السياسية إلى "النهوض بمشاركة المرأة " بدءاً من داخل الأحزاب، مشيدة بموقف الحزب الاشتراكي اليمني من هذه القضية وقالت إنه أول من أتاح الفرصة للمرأة بالمشاركة. أما الكاتب الصحفي عبدالباري طاهر فعزا مشكلة إقصاء المرأة إلى أن المجتمع اليمني تقليدي. وقال طاهر "هذا الوبال مشترك بين الجميع (...) هناك تمييز ضد المرأة .. يجب أن نعترف أننا جلادون ومضطهدون في وقت واحد". وتحدث عدد كبير من النساء المشتركات في الحلقة حول قضية تمكين المرأة فطالبت الكاتبة القاصة هدى العطاس برفع الوصاية على المرأة. وقالت العطاس "لا بد أن نطالب بإطلاق الخيارات الفردية" للمرأة. ورفضت إلهام عبدالوهاب رئيس قطاع المرأة في لجنة الانتخابات فكرة تخصيص قطاعات للمرأة في الهيئات والأحزاب وشددت على أن تتبنى الحلقة مخرجات تخدم هذه القضية. وحملت الناشطتان أمل الباشا ومنى صفوان بشدة على محاولات إبطال قانون لتحديد سن زواج الأنثى، سبق للبرلمان إقراره لكن ضغوط شيوخ دين أجبرت رئاسة البرلمان على إعادة تداوله. وانتقدت الباشا حصر نضال المرأة في الجانب الوطني كما أشار عنوان الحلقة. وقالت إن المرأة اليمنية تقضي يومها في نضال دائم لصالح الرجل. وأشادت الدكتور أمة السلام رجاء رئيس القطاع النسائي في التجمع اليمني للإصلاح بتعامل حزبها مع "القاعدة النسائية". ودعت النساء إلى المشاركة في النضال ومقاومة الظلم . وردت رجاء على أنصار الكوتا بأن الحزب الحاكم كان يروج لها ليقصي معارضين من دوائر معينة ويهبها للمرأة بحجة تنفيذ نظام الكوتا.