الموقف المتصلب لإيران أمام الحرب الإعلامية والاستخبارية والتهديدات بالعقوبات الأممية بما فيها التهديد بمهاجمة إيران عسكرياً من قبل الولاياتالمتحدة.. يستدعي التساؤل.. عما وراء التصلب الإيراني.. وإصرارها على المضي في برنامجها النووي، وتخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية.. فهكذا كانت العراق، تصلبت وعاندت حتى سقطت تحت الاحتلال الأمريكي. على ماذا تراهن إيران في تصلبها؟ هل تراهن على الموقف الروسي؟ أم على الموقف الصيني.. فكلاهما كانا ضد الحرب على العراق، وحتى فرنسا كانت ضد الحرب على العراق.. ومع ذلك ورغم المعارضة الأممية للحرب ضد العراق.. إلا أن الإدارة الأمريكية ضربت بالموقف الأممي عرض الحائط، وغزت العراق واحتلته، ومازالت تحتله حتى اليوم.. فكيف تراهن إيران على موقف روسي صيني؟! وهي تعلم أن العراق راهن على ذلك دون جدوى.. فقد منع الموقف الصيني والروسي والفرنسي والدولي صدور أي قرار يعطي مشروعية للحرب ضد العراق.. لكن الولاياتالمتحدة لم تأبه بالمجتمع الدولي والشرعية الأممية وشنت الحرب واحتلت العراق.. أي أن الرهان الإيراني على موقف أممي روسي صيني لن يمنع أمريكا من شن حرب على إيران، أو على الأقل ضرب مفاعلاتها النووية.فإذا كان الرهان الأول هذا لم يمنع الحرب ضد العراق.. فعلى أي رهان آخر تعتمد إيران في تصلبها وتحديها للولايات المتحدةالأمريكية، بل إنها تعلن بأنها لن تأبه بأي قرار يصدر عن مجلس الأمن حسب تقرير البرادعي الاخير الذي يفيد بعدم تعاون إيران، وإذعانها لإيقاف تخصيب اليورانيوم، وتؤكد أن التقرير لايحمل أية نقاط سلبية حول البرنامج النووي.الإدارة الأمريكية إلى حد الآن لم تنجح في اكتساب موقف دولي يدعم موقفها من استصدار قرار دولي يجيز استخدام القوة ضد إيران، خاصة من روسيا، والصين.. لكن هذا كما ذكرت ليس كافياً أيضاً لمنع أي هجوم أمريكي على إيران.إذن على ماذا تراهن إيران؟ لاشك أنها تراهن على عدة عوامل ، ومواقف وليس على عامل أو موقف واحد.. أهم ماتراهن عليه هو: 1 الموقف الدولي وخاصة روسيا والصين. 2 وضع الإدارة الامريكية الصعب عسكرياً في العراق وأفغانستان وشعبياً في انحسار الثقة داخلياً بالإدارة الأمريكية. 3 الإمكانات العسكرية الإيرانية.. وقدرتها على أن تطال تواجد القوات الامريكية في العراق وأفغانستان والخليج العربي.. وكذلك قدرتها على أن تطال الكيان الصهيوني في فلسطين. 4 تأثير أي حرب أمريكية على إيران على تدفق النفط من الخليج العربي إلى السوق العالمية، فأسعار النفط ارتفعت لتصبح شبحاً يقلق الغرب وأمريكا بشكل أكبر.. فكيف إذا نشبت حرب أمريكية ضد إيران. 5 التفاف الشعب الإيراني حول قيادته.. كخيار ديمقراطي جاء بها الشعب ، وباعتبار أن الشعب الإيراني يرى المشروع النووي مسألة طموح قومي. يظهر أن هذه العوامل.. أهم ماتدعو إيران إلى التصلب ومضيها في برنامجها النووي غير آبهة بالتهديدات الأمريكية والتوعد والوعيد بقرار أممي ضد إيران.. فهل حسابات إيران صائبة ؟! احتمال صوابيتها كبيرة .