محلات الصرافة تعلن تسعيرة جديدة للريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي : مصر من أوائل دول المنطقة التي أقامت ألعابا وطنية    تحرك أمريكي صارم لخنق ''الحوثيين'' .. والحكومة الشرعية توجه الضربة القاضية للمليشيات    البعداني: البرواني استعاد جاهزيته .. ولا يمكن تجاهل أي لاعب يبلي بلاءً حسنا    الحوثيون يمنحون أول باحثة من الجنسية الروسية درجة الماجستير من جامعة صنعاء    قرارات قوية للشرعية ستجبر الحوثيين على فتح جميع الطرقات.. وخبير: قريبا تعلن جماعة الحوثي الاستسلام بالكامل    تعرف على شروط الأضحية ومشروعيتها في الشريعة الإسلامية    المطالبون بإعادة احتلال ارضهم    محافظ البنك المركزي في الرياض لانقاذ الحوثي    حضرموت.. قوية بأهلها وقيادتها    "جاء يكحلها عورها"..خبير اقتصادي يعلق على بيان للبنك المركزي    صنعاء تعيش حالة من الخوف والترقب مع تشديد الحوثيين قبضتهم على المدينة    صورة مع قيادي حوثي تزج بفنان يمني كبير داخل سجون الانتقالي في عدن    ضربة قاصمة للحوثيين... الشرعية تُغير قواعد اللعبة واليمن على موعد مع تغيرات كبيرة    "من يعارض قرارات الحكومة داعم للحوثي"...صحفي يؤكد ان الحكومة اتخذت قرارات حاسمة بعد ثماني سنوات من التأخير    شاهد لحظة متابعة الرئيس العليمي بنفسه فتح فتح الطرقات في تعز "فيديو"    وقفة جماهيرية بمحافظة مأرب تندد باستمرار مجازر الاحتلال الاسرائيلي في غزة    شيبان:الطرقات مفتوحة من جانبنا وننتظر وصول المواطنين عبر الطرق التي أعلنت المليشيا فتحها    الاعلان عن فتح طريقان في مدينة تعز من طرف واحد    - مواطن سعودي يتناول أفخر وجبات الغذاء مجانا بشكل يومي في أفخر مطاعم العاصمة صنعاء    البنك المركزي يؤكد سريان قراراته ويحذر من تداول الشائعات    انفجار قرب سفينة في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن    السعودية: بدء مناسك الحج في 14 يونيو وعيد الأضحى الأحد 16 يونيو    الحوثيون يعتقلون عشرات الموظفين الأمميين والإغاثيين في اليمن مميز    الوزير البكري يعزي في وفاة الكابتن علي بن علي شمسان    اليونيسف: أطفال غزة يعيشون كابوسا من هجمات متواصلة على مدى 8 أشهر    بينها دول عربية.. تسع دول خالفت السعودية في الإعلان عن موعد عيد الأضحى    تصعيد جديد.. الحكومة تدعو وكالات السفر بمناطق الحوثيين للانتقال للمحافظات المحررة    مأرب تفشل مساعي عدن لتضييق الخناق على الحوثيين    اليمن يفرط بالفوز على البحرين    «كاك بنك» يتولى النسخة الثانية من فعالية العروض (DEMODAY)    عن ''المغفلة'' التي أحببتها!    القاص العمراني يروي ''مفاجآت ليلة ممطرة''    مواطن يقدم على ارتكاب جريمة قتل بحق ابنه الوحيد وزوجته بسبب إصرارهما على شراء سيارة    ضغط أوروبي على المجلس الانتقالي لتوريد إيرادات الدولة في عدن إلى البنك المركزي    منتخب مصر يواصل انتصاراته بتصفيات كأس العالم    ناشطون يطلقون حملة إنسانية لدعم بائعة البلس في الضالع    ميليشيا الحوثي تهدد بإزالة صنعاء من قائمة التراث العالمي وجهود حكومية لإدراج عدن    رئيس اتحاد كرة القدم بمحافظة إب الأستاذ عبدالرحيم الخشعي يتحدث عن دوري الدرجة الثالثة    تصفيات اسيا للمونديال .. الاردن تتأهل للدور الحاسم    اشتراكي المقاطرة يدين الاعتداء على رئيس نقابة المهن الفنية الطبية بمحافظة تعز    زيدان ... أفتقد التدريب    المنتخب الوطني الأول يتعادل مع البحرين في تصفيات آسيا وكأس العالم    عدن.. الورشة الخاصة باستراتيجية كبار السن توصي بإصدار قانون وصندوق لرعاية كبار السن    خبراء صحة: لا تتناول هذه الأطعمة مع بعض الأدوية    الوحدة التنفيذية للاستيطان اليمني    في وداع محارب شجاع أسمه شرف قاسم مميز    مدير منفذ الوديعة يعلن استكمال تفويج الحجاج براً بكل يسر وسهولة    العشر الأوائل من ذي الحجة: أفضل أيام العبادة والعمل الصالح    ارتفاع حالات الكوليرا في اليمن إلى 59 ألف إصابة هذا العام: اليونيسيف تحذر    يكتبها عميد المصورين اليمنيين الاغبري    سلام الله على زمن تمنح فيه الأسماك إجازة عيد من قبل أبناء عدن    من جرائم الجبهة القومية ومحسن الشرجبي.. قتل الأديب العدني "فؤاد حاتم"    أغلبها بمناطق المليشيا.. الأمم المتحدة تعلن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن    وكالة المسافر للحج والعمرة والسياحة بحضرموت تفوج 141 حاجاً إلى بيت الله    وفاة ضابط في الجيش الوطني خلال استعداده لأداء صلاة الظهر    خراب    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل أن يقع الفأس في الرأس!! .. «الإنسان» يفتح ملف المجانين والمعتوهين في اليمن
نشر في الجمهورية يوم 30 - 01 - 2007


- معتوه يجهز على مسئول ألماني ضرباً بالسيف
- مختل يطلق النار على افراد أسرته ويقتل نفسه وآخر يقتل والديه
ماحدث الأسبوع الماضي في مديرية الرجم محافظة المحويت من ذلك «المعتوه» الذي أقدم على قتل طفلة في الشهر الثاني من عمرها والتي تناولت تفاصيلها مختلف وسائل الإعلام لبشاعتها،لايختلف كثيراً عن تلكم الحوادث المتعددة التي تحدث هنا وهناك بين الحين والآخر .. حين نسمع أو نقرأ عن حوادث أخرى مماثلة لحادثة هذه الجريمة المشينة بطلها«معتوه» أو «مخبول» من أولئك المجانين الذين تزدحم بهم مدننا الرئيسية أو مناطقنا الريفية والذين نجدهم قد أهملوا من أسرهم وذويهم وتخلى عن رعايتهم ومساعدتهم المجتمع والدولة ماجعل هؤلاء يتحولون إلى خطر على الآخرين ،وعلى أنفسهم.
بدليل تلكم الحوادث الكثيرة التي كثيراً ما يحدث أن نسمع عنها أو نقرأها في صحفنا المختلفة أوالتي تتناولها تقارير الحالة الأمنية يومياً في مختلف المحافظات ، كحادثة ذلك «المعتوه» الذي أقدم على قتل «4» واصابة «8» والانتهاء بقتل نفسه والذي تبين فيما بعد أنه مصاب بحالة نفسية أو ذلك «المختل» الذي اقدم على رمي قنبلة يدوية في باب اليمن بصنعاء وآخر يفجر قنبلة في وسيلة مواصلات أدت إلى حصد كذا واصابة كذا وكذا ومجنون يشعل النار في منزل أو منشأة أو غيرها كذا وكذا من الخسائر..الخ.
كل تلك حوادث حية نعيشها يومياً اصبحت حياتنا اليومية تشهد حوادثها وجرائمها المتعددة التي يقوم بها فاقدو الأهلية ضد الاشخاص أو الممتلكات العامة أو حتى تلك الحوادث التي تمس الدين كإقدام بعض هؤلاء مثلاً على تمزيق القرآن الكريم أو الاعتداء على حرمات المساجد والمقدسات الدينية.
ان قضية هامة كهذه القضية ولما لها من تبعات كثيرة واثار خطرة على الفرد والمجتمع تعد واحدة من أكثر القضايا الحياتية الجديرة بالاهتمام والمتابعة بالبحث والدراسة من جوانبها المختلفة ومن قبل كل الجهات الرسمية والشعبية المعنية بمجالات الصحة العامة والصحة النفسية ومجالات الرعاية الاجتماعية والحقوق الإنسانية بمافيها الجهات المعنية بالبيئة واجهزة الأمن ومؤسسات الخدمات الحضرية وغيرها وذلك من أجل ايجاد الحلول الناجعة لظاهرة «المجانين» و«المعتوهين» وغيرهم من فاقدي الأهلية الذي أصبح انتشارهم في المدن والمراكز المختلفة من المشاهدات المألوفة التي تلتقطها مفكرات كل القادمين من الزوار والسياح المتوافدين إلى بلادنا.
«الإنسان»..ومن منطلق الإدراك بأهمية هذه القضية ومالها من تبعات خطيرة واحداث شائكة تناول ومن خلال هذا الملف الشامل والمثير هذه الظاهرة وانفرد بسرد العديد من الحوادث والجرائم الناجمة عن هذه الفئة المغبونة التي نجد ضحاياها قد حكم عليهم بالتشرد والضياع والتمييز من قبل ذويهم والمجتمع فوق ماهم عليه من عياء «نفسي وعقلي» ماجعل من هؤلاء يشكلون خطراً حقيقياً يجب الاحتراز منه وتدارك اضراره.
ولكون هؤلاء ممن اصبحوا في تصنيفنا مجرد «معتوهين ومجانين» فقدوا أهليتهم نتيجة عياهم النفسي والعقلي قد رفع عنهم القلم كما يقال في المثل الشعبي .فإن هذا لايعني أن يتركوا وتسقط المسئولية الجنائية عنهم وعن ذويهم وأن لا يبرر أيضاً دواعي ارتكابهم لمثل تلك الجرائم البشعة بحق الآخرين لأن هؤلاء ماكانوا سيقدمون على ارتكاب أي فعل خطير أو عمل مشين من تلك الأفعال والجرائم التي تحدث منهم لو تحمل أولاً ذووهم مسئولية رعايتهم ومتابعتهم وعلاجهم وتجنبوا عملية تركهم والتخلي عنهم وكذا لو تحملت الدولة أيضاً مسئوليتها في استيعاب أولئك الذين يتركون من أهلهم وذويهم أو الذين لاأهل لهم في مصحات خاصة أو حتى أماكن عامة توفر فيها المسكن والمأكل لهم لتمكنا من اتقاء خطرهم وتمكينهم من الحصول على أقل حقوق الأدمية!!
مجانين مسلحون
ان مايدعو إلى التأكيد عليه هنا والتحذير منه هو أن الكثيرين من فاقدي الأهلية الذين نراهم يومياً على أرصفة الشوارع وفي الأسواق والأماكن العامة المزدحمة بالناس وفي جوار أسوار المدارس والنوادي أو في السواحل والأماكن السياحية التي يرتادها السياح،نجد من هؤلاء «المعتوهين» و«المجانين» لايتخلون عن حمل ادوات خطرة قد تكون جنبية أو خنجر اًأو عطيفاً أو «صميل» بل قد نجد البعض منهم يخفي مسدساً أو بندقية أوغير ذلك من الأدوات الخطرة التي يشكل وجودها في متناول ايدي هؤلاء خطراً عليهم وعلى الآخرين .. ضف إلى ذلك أن البعض تجده مثلاً لايتخلى عن حمل ولاعة غاز وهو يرتاد المحلات التجارية ومحطات البترول وأماكن بيع الغاز والبارود وغيرها ويمكنه في أي وقت أن يفكر بالاقدام على اشعال النار في محطة وقود أو شراء بارود أو بترول وإشعاله في أي مكان عام أو حتى الحصول على قنبلة يدوية وتفجيرها في أي مكان مزدحم بالناس ، أو افتعال أي عمل عدواني باستخدام مالديهم من وسائل خطرة عندما تنتابهم الحالات الهستيرية والعصبية أو عندما يستفرطون بضحية بريئة قد تكون طفلاً أو امرأة بسبب اهمالهم من اسرهم ومن الآخرين وعدم الانتباه لما تشكله متابعة هؤلاء وعزلهم في الأماكن المعدة لهم من أهمية، لأن عواقب اهمال هؤلاء وتركهم يؤدي دائماً إلى عواقب وخيمة..ولا أحد ينتبه لخطرهم عادة إلا بعد أن يقع الفاس في الرأس وفيما يلي أمثلة حية لعدد من القصص الواقعية التي انتهت أحداثها بمآس إجرامية بشعة.
«معتوه» يجهز على مسئول ألماني بالسيف
حدثت هذه القصة في عام 1999م تقريباً حينما اقدم شاب مختل عقلياً في مدينة المحويت على الاعتداء على نائب رئيس مكتب المساعدة الألمانية لليمن بسيف حديدي انهال به ضرباً وطعناً مسبباً جروحاً غائرة وبليغة دخل بسببها المسئول الألماني في غيبوية كاملة لم يفق منها إلابعد حين من المعالجة المركزة ولولا أن زوجة المسئول المذكور واشخاص آخرين تمكنوا من انقاذه من أيدي هذا المختل في اللحظات الأخيرة لكان أجهز عليه تماماً ليتبين بعد ذلك أن هذا المجرم مختل عقلياً منذ عدة سنوات ويعيش بمعزل عن الآخرين من اسرته يتنقل في الشوارع والأسواق كما يحلو له وذلك السيف لايفارقه لاعتقاد في رأسه أنه بحمله لهذا السيف يؤدي واجباً دينياً مقدساً وذلك لاستخدامه للفتك بأي أجنبي من غير المسلمين يجده أمامه امتثالاً منه لقوله تعالى«اقتلوهم حيث ثقفتموهم» ولأن المذكور كان مهملاً ومتروكاً من اسرته فإنه لم يتنبه أحد لخطر حمله المستمر لذلك السيف وبقائه حراً على ذلك النحو إلا بعد أن وقع الفأس في الرأس وحدثت تلك الجريمة التي كان يمكن أن تنتهي بالقضاء على ذلك المسئول الضيف والذي لاذنب له إلا أنه أراد أن يستغل عطلته الأسبوعية بقضاء يوم جميل مع زوجته في مدينة المحويت السياحية لمعرفته بهذه المدينة وبطيبة أهلها من خلال مهمات العمل التي كان يقوم بها إليها لمتابعة تلكم المشاريع الخدمية التي كانت ألمانيا تقدمها لبلادنا في هذه المحافظة.
مختلة تغرق نفسها وطفلها
حدثت هذه الحادثة كما تكشف ملفات الحالة الأمنية في العام 2005م وفي شهر نوفمبر منه بالتحديد حين اقدمت امرأة في ال27 من العمر على اغراق نفسها في بركة الماء مع طفلها الرضيع الذي لم يتجاوز عمره العام الواحد بعد.
وبعد اكتشاف الجريمة المذكورة والتي حدثت في محافظة حجة تبين لدى اجهزة الأمن وفريق المعمل الجنائي أن المذكورة كانت ضحية نفسها والجانية على طفلها وذلك لكونها مختلة عقلياً وأنها مريضة نفسياً منذ مدة ، بينما أهمل ذووها علاجها ما أدى إلى تأخر حالتها وخصوصاً في ظل انعدام عملية المتابعة والرعاية الأسرية لها فأقدمت وفي أعقاب خلاف عائلي بسيط نشأ بينها وبين زوجها على اغراق نفسها مع طفلها في بركة ماء القرية ما أدى إلى وفاتها مع الطفل المسكين الذي دفع حياته ثمناً لجنون والدته واهمال اسرته.
أخرى تحاول الانتحار
أما المدعوة ع م ع والبالغة من العمر 27 عاماً فقد أقدمت على محاولة الانتحار بواسطة رش مادة مشتعلة«الجاز» على جسمها واشعال النار ماأدى إلى اصابتها بحروق مختلفة في أنحاء متفرقة من جسمها ولولا أن أهلها استطاعوا أن يدركوها في اللحظات الأخيرة بإخماد سعير تلك النار الملتهبة التي اشعلتها في جسمها لكانت ازهقت حياتها دونما سبب لذلك ليتبين بعد ذلك أن المذكورة معاقة عقلياً وتعاني من حالة نفسية.
مختل يطلق النارعلى أسرته
وفي شهر مارس من العام الماضي 2006م تناولت الكثير من الصحف المحلية حادثة مأساوية محزنة بطلها مختل عقلياً أهمله ذووه وتناسوا خطر اهماله كثيراً لدرجة أنه كان يترك في المنزل وخارج المنزل مع سلاحه الناري،وهو ماجعل منه يتحول في لحظة من لحظات الجنون الهستيري الذي كان ينتابه إلى سفاح خطير حيث أقدم على اطلاق النار على افراد اسرته فأزهق حياة شقيقته وامرأتين واصاب اثنين آخرين من افراد اسرته الذين كانوا متواجدين لحظتها بإصابات خطرة وحين أفاق من صرعته الجنونية تلك واكتشف ماحدث اسرع في اكمال مافي خزنة بندقيته من الرصاص بإطلاقها على نفسه حتى صرع قتيلاً إلى جوارهم ليسدل الستار على تلك الجريمة البشعة التي ماكانت لتحدث لو وجد هذا المختل حقه من الرعاية والعلاج أو على الأقل اهتم ذووه بإبعاد ذلك السلاح الناري عن متناول يده.
أخر ينتحر بمادة سامة
هذه الجريمة أيضاً حدثت في العاصمة صنعاء في عام2000م ونقلت تفاصيلها في عدد من الصحف وذلك حين اقدم شاب في ريعان شبابه ، مريض نفسياً على الانتحار بشراء مادة سامة قام بتناولها فيما بعد ماأدى إلى وفاته في الحال ليتبين فيما بعد ان اهمال اسرة المذكور له وعدم اهتمامهم بعلاجه كان السبب الرئيسي الذي أدى إلى تدهور حالة المذكور وازدياد حالته النفسية سوءاً حتى أقدم على الانتحار.
مختل يقتل والديه
أما هذا المختل فإنه وبسبب ماكان يعانيه من اضطرابات نفسية فقد أقدم على قتل والدته رمياً بالرصاص من بندقية أبيه الذي حاول على اثرها اخذ البندقية فقام المذكور بإطلاق رصاصة قاتلة على صدر أبيه الذي فارق الحياة فوراً على اثرها ليرقد إلى جوار زوجته الصريعة ليتبين فيما بعد أن المذكور كان يعاني من اضطرابات نفسية وان اهمال والديه له وتركهما للسلاح في متناول يده كان السبب الرئيسي لماحدث.
آخر يعتدي على قريبه بالعطيف
جريمة اعتداء اخرى حدثت في عام2003م بطلها شخص يعاني من اضطرابات نفسية اقدم على الاعتداء على احد أقاربه ضرباً بالعطيف «فاس صغير» في انحاء متفرقة من جسده أدى إلى اصاباته بإصابات خطرة نقل على اثرها إلى المستشفى بعد أن تمكن بعض الأشخاص من انقاذه من القتل في اللحظات الأخيرة.
المسئولية الجنائية
الاستاذ /أحمد محمد البرطي باحث اجتماعي تناول هذا الموضوع من جوانبه المختلفة حيث قال:
يجب علينا أن نفرق بين العته والجنون فالعته ينقسم إلى نوعين :
1 خلقي أو فطري وذلك ينتج عن نقص في تكوين المولود وهذا ناتج عن تشويهات عضوية يكون سببها ناتج عن عدة اسباب منها نقص في تغذية الأم وبالتالي نقص في تغذية الجنين اثناء تكوينه أو تناول اشياء ضارة أو ممارسات أو حدوث نزيف حاد أثناء الحمل مما يؤدي إلى فقد الجنين أهم مقومات النمو ..تعود إلى تشويهات سواء في العناصر الحسية أم العضوية وهذا يأتي منه نوعان تشويه خلقي في شكل المولود والنوع الثاني حسي لما له من علاقة بالحواس كالسمع والبصر والعقل وغيره وقد يسبب ثالث الكساح وشلل الأطفال .. إذاً فالمولود المعاق حسياً قد نسميه معتوه.وتابع البرطي حديثه بالقول أما النوع الثاني من العته فقد تكون الأسرة هي صاحبة الفضل في جعل الطفل السوي معتوهاً فقد يولد الطفل و ليس فيه أي عيب خلقي أو حسي ولكن سوء تربية الإبن والإهمال للطفل وتعمد عزله عن الأطفال بعض الأمهات تحبس طفلها في المنزل ويتركنه بدون رعاية وتذهب للعمل في الحقل أو في المنزل ويبقى يبكي الطفل ويشعر بجوع وعطش ويتبول ويتبرز ولايجد من يعينه وقد تعود الآن وتجد أنه يغط بالنوم فتعتقد أنه مازال نائماً كما تركته ولم تعلم أنه لم ينم سوى من شدة المعاناة وأنه في حالة تعطيل كل قدراته وهذا لايعد عتهاً بل تخلف تربوي.
وسواء كان العته ناتج عن نقص في تكوين الجنين..أم عن سوء التربية فإن الأسرة هي أحد أسباب وجود الحالتين والثالثة الشلل ولكي نحمي المجتمع من هذه الظاهرة فإن من واجب الدولة وفي مقدمتها وزارة الصحة والإسكان والجامعات وضع الحلول العلمية ونشر التوعية في صفوف المجتمع.
ثانياً : ايجاد ملاجئ لمثل هؤلاء واحاطتهم بالرعاية وايجاد كوادر متخصصة للتعامل مع مثل هذه الحالات ، فإذا وجد الكادر المؤهل بكل مقومات العلوم الطبية والنفسية والاجتماعية وفي مقدمتها المشاعر الإنسانية فإن عدداً من تلك الحالات يمكن تقويمها وجعلها عناصر سوية ، أي أن هؤلاء الضحايا ليسوا بحاجة إلى سجون بل رعاية يشعر بها المريض بدفء المشاعر الإنسانية.
توعية الآباء والأمهات بالمبادرة بأي طفل تظهر عليه أعراض غير سوية بل ياحبذا لو أصدرت الحكومة قانوناً يجرم كل من يظهر لديه طفل غير سوي ولا يوصله إلى الجهات المختصة ويعتير مسئولاً عن ما ارتكبته و يعاقب بالحبس أو الغرامة أو أي عقوبة يراها المشرعون و كما ذكرت أن هذا المرض النفسي لايحتاج إلى سجون وادخالهم وسط المجانين والمصابين بالعته وتسبب في سلب المريض مقومات الإنسانية وبدلاً أن نعالج فيه حالة نفسية تسببها معاناة الحياة أو صدمة أو فقد عزيز أوخيانة أو احباط أو طلاقة ذكاء جامحة لم يجد المكان لإ فراغها وترجمتها ومهما كانت الأسباب فإن علاجه أمر يسير ولايحتاج أكثر من التعرف على الأسباب التي قادته إلى تلك الحالة وبإدخاله السجن قد نسلبه انسانيته ويخرج مختل التوازن ومن المؤسف أن المريض النفسي يخرج من السجن وهو مثل الحمل الوديع ويعتقد القائمون أنه اصبح في كامل وعيه غير مدركين بأن المريض في حالة انهيار بسبب جلسات الكهرباء والمهدئات وامتهان كلي لكرامته.
وما أن تعود له صحته الجسدية ويبدأ عقله الظاهر والباطن باستعراض تلك المعاناة حتى يتحول إلى مزيج من العدوان والهروب من الحياة بكل ما تحويه من سلبيات وايجابيات ويشير البرطي إلى أن أكثر من نسميهم مجانين ليسوا سوى فارين بأنفسهم من كل ماحولهم وهؤلاء ما أن يجد فرصة لإفراغ ما يتأجج بداخله من الرغبة في الانتقام من كل من حوله حتى ينقض دون شعور للفتك بمن يصادفه وقد يجد المريض من يستغل رغبة في الانتقام ويعمل على توجيهه سواء اشعار المريض بأنه حريص على مصلحته وغيرها من وسائل الاغراد والضغوط النفسية.
فكم من الاحداث والجرائم وعند التحقيق يتضح بأن مرتكبها يعاني من امراض نفسية وسبق أن تمت معالجته ولكن معالجته بنفس الطريقة التي اشرنا إليها اكسبته نوعاً من العدوانية وافقدته التوازن واصبح من السهل استغلاله من ذوي النفوس المريضة وإذا كنا قد أشرنا إلى العته وأوصينا بعمل بحوث ودراسات للاسباب وضع الحلول العلمية ونشر الوعي فمن الواجب أيضاً عمل مسح في عموم المحافظات ريفاً وحضراً ليس لحالات الجنون النصف التام بل لكل الحالات النفسية الحالية والسابقة فرداً واسراً فقد تكون هناك حالات جنون وراثية تتوارثها الأسرة جيلاً بعد جيل وقد يأتي من جهة المصاهرة أسرة لأسرة وهذا النوع قد أشار إليه ابن سيناء ظاهرة جنون القرية بكاملها إذا لايمكن لأي فرد من ابناء تلك القرية أن ينجو من حالة الجنون ولابد لكل أسرة في تلك القرية أن يقضي سنوات فاقد الأهلية ولكن الطبيب العربي ابن سيناء تفرغ لتلك الحالة وقام بدراسة ظواهرها حيث توصل إلى أن السبب ماء الغيل الذي يشربون منه وتمكن من انقاذ من لم يجن بردم الغيل وأوجد لهم مصدراً آخر للمياه والشيء بالشيء يذكر فأقول أن هناك قرية مماثلة وأنا مسئول عن كلامي مماثلة للقرية التي اكتشفها بن سيناء هي قرية في بلاد الشراقي حجة بجوار قرية تحمل اسم تاريخي هو الرس وقد تكون هي القرية المشار إليها في القرآن الكريم اصحاب الرس وهذه القرية لايسلم افرادها من حالة الجنون ذكراً كان أم أنثى وليس غريباً فهذه المنطقة شبه محروقة سوداء و،هذا الشكل يمثل محيطاً جغرافياً محدوداً بينما يحيطها من الجهات الأخرى ألوان أخرى.
أرجو أن تجد هذه المنطقة وأهلها من يهتم بأمرها ويقوم بالبحث العلمي ويكتشف هذه القرية وهناك نوع من الجنون هو المس وهذا لايأتي سوى من مصدرين المصدر الأول العدوانية عدوانية الجنس كما يوجد في الجنس البشري اشخاص حاقدون يوجد كذلك في الجن ومن أهم ركائز علاجه التداوي بالقرآن ومن أهم معالمه نفور المريض عن سماع القرآن وهذا يصيب رجلاً أو امرأة أو طفلاً أما النوع الآخر قد يكون نتيجة مرض أعصاب وقد يتحول المصاب إلى عدواني ويقطع المسافات ويعيش في الجبال وتوجد لديه قوة لاتتناسب مع جسمه وهذا يكون معه قرين وهؤلاء يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى من حولهم لذا غالباً ما يلجأ اهاليهم إلى تكتيفهم بالحبال.
وهناك نوع ثالث لايصيب إلا البالغين والمراهقين من الرجال والنساء بسبب العشق وعدم الوصول إلى الحبيب أو الحبيبة لذا يتطور لديه الأمر ومعايشة الشخصية التي يعشقها في خياله وقد يهيء له عقله الباطن التواصل والمعايشة حتى يجن..أي أن ماعجز عن تحقيقه في الواقع يهيء له عقله الباطن معايشته في الخيال وعبر الأوهام وهذا الأمر علاجه في البداية أمر سهل وهو العودة إلى الله تعالى وإذا لم يجد فرصة الزواج فالصيام كما ورد في الحديث و إذا تطورت الحالة إلى الهلوسة والأوهام والخيال علاجها في قراءة القرآن على المصاب أو المصابة ولكن ليس أي شخص إنما شيخ متخصص.
لذا نناشد الجهات المسئولة وفي مقدمتها وزارة الصحة والإسكان وكل مؤسسات المجتمع بعمل الدراسات لكل حالة فردية،أمراض نفسية أو مجانين أو معتوهين أو من به مس لكي نتجنب اخطار هذه الشريحة وعزلهم في الأماكن المعدة لهم لكي نأمن شرهم ونوليهم الرعاية اللازمة.
الأطفال المختلون عقلياً
العقيد/محمد مساعد الأمير ضابط أمن تحدث عن الآثار السلبية لإهمال فاقد الأهلية وبالذات على الأطفال وصغار السن فقال:
لاشك أن الدولة ممثلة برمز هذا الوطن وقائد مسيرة التنمية والتقدم والخير والرفاهية فخامة الرئيس القائد/المشير علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية «حفظه الله» تولي أهمية استثنائية لرعاية الطفولة اليمنية باعتبارها أغلى ثروة بشرية وجيل المستقبل الذي سيحملون راية اليمن خفاقة إلى أبد الأأدين بين الأمم والشعوب وفي هذا السياق وضعت الدولة عدة تشريعات وقوانين تختص برعاية الطفل وحفظ وصيانة حقوق الطفولة اليمنية وفي مقدمة ذلك حقهم في الحياة الكريمة والتربية السليمة والتعليم والصحة وهناك مراكز حكومية أنشئت لهذا الغرض وهي معروفة لدى الجميع إلى جانب اهتمامات أخرى في منظومة المجتمع المدني خاصة بالطفولة ترعاها وتشجعها الدولة .. منها برلمان الأطفال كهيئة مدنية تختص بالدفاع عن حقوق الطفل ناهيك عن المؤسسات التربوية التي تندرج في هيكل وزارة التربية والتعليم مثل رياض الأطفال في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية والتي تتولى مهمة إعداد الطفل وتزويده بمقومات تربوية مهمة لإنخراطه في الصفوف الأولى بالمدارس الابتدائىة والإعدادية المنتشرة في كل منطقة وعزلة على طول وعرض اليمن..كل ذلك يجسد بالملموس الأهمية الاستثنائية التي تحتلها الطفولة اليمنية في سلم اهتمامات الدولة لتربية الجيل الجديد من لحظة الحمل والأمومة والطفولة مروراً بمختلف مراحل التعليم الأساسي والثانوي وحتى الجامعة..وهي ضمانات أكيدة لخلق جيل جديد قادر على تحمل المسئولية بين الأمم والشعوب ومواكبة التطورالهائل الذي تشهده البشرية في مختلف مجالات الحياة وفي مقدمتها ثورة المعلومات والتكنولوجيا والتحديث الشامل في حياة البشرية جمعاء..
وفي هذا الاتجاه يبقى موضوع في غاية الأهمية والخطورة في حياة أطفالنا وهو جدير بالاهتمام ويتمثل في إصابة البعض بالأمراض العقلية «تخلف عقلي» كامل أو جزئي تلك الحالات التي يستعصى علاجها..حيث أن البعض من هؤلاء الأطفال يتركون من قبل أولياء أمورهم دون رعاية كافية لعدة أسباب لعل أهمها «الفقر» التي تعاني منه بعض الأسر واليأس من تربيتها والاستسلام حيث يعيشون في الحارات والأزقة والقرى والجبال والوديان مثلهم مثل أي حيوانات «الأبقار الأغنام الكلاب القطط» وهكذا يكبر هذا الطفل المصاب بعاهة عقلية ويصبح شاباً وقد تشبع بالطبع الحيواني الذي نشأ عليه فمنهم من يستمر بحياته كحيوان أليف حتى موته ومنهم من يتحول إلى حيوان بشري مفترس مثل أي ذئب أو كلب مسعور وهنا تكمن الخطورة التي يشكلها مثل هؤلاء الأطفال وأبرز دليل على ذلك القضية الأخيرة لمعتوه عقلياً/ابراهيم أحمد صغير العبدلي «24» عاماً الذي اقدم على قتل الطفلة/ياسمين مساعد العبدلي «ذات الخمسة والأربعين يوماً» وأكل لحمها..التي تناولتها أكثر من صحيفة..ولذلك لابد من الاستفادة من هذه الواقعة لوضع التدابير والمعالجات الهادفة لعدم تكرارها مستقبلاً ذلك من خلال حصر هذه الحالات المرضية بين الأطفال وتحديد مسئولية كل الأطراف «أولياء الأمور الجمعيات الخيرية منظمات المجتمع المدني المجالس المحلية المختصون في علم الاجتماع في الجامعات المثقفون الإعلاميون التربويون» بحيث يتحمل الجميع مسئوليتهم لضمان خلق وعي اخلاقي وثقافي وتربوي لتبني هؤلاء الأطفال المصابين وحماية حقهم في الحياة الكريمة من خلال وضعهم في دور خاصة ترعاهم وتختص في شئونهم المعيشية والصحية باعتبار ماحصل لهم «قضاء وقدر» ورعايتهم واجب ديني واخلاقي كبشر وأول من يتحمل المسئولية في نظري هم أولياء الأمور الذين كانوا سبباً في وجودهم في هذه الدنيا..وبالمقابل نمنع الجريمة قبل وقوعها كما حصل للطفلة/ياسمين رحمها الله.
رأي الشرع
الأخ /عنتر علي علي العدواني مرشد ديني تحدث بدوره قائلاً:
يقول سبحانه..«ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين»
ويقول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته»
أخي الكريم ان الله خلق البشر وخلق كل من في الأرض وكرم بعض البشر عن بعض وأعطى كثيرين من البشر العقل تكريماً لهم عن باقي المخلوقات..وكذلك حرم الله بعض البشر من هذه النعمة لحكمة أرادها الله
فأصبح البعض من البشر فاقدي هذه الميزة العظيمة وهي أن يكون رجلاً معتوهاً أو رجلاً مجنوناً.
فإن هؤلاء البشر الفقدي العقول هم بشر مثلنا نعم لكن البعض منهم يشكل خطراً إذا لم تتم له الرعاية والعناية الكاملة به سواء من قبل أسرته أم مجتمعه أو دولته.
فالكل يجب أن يتعاونوا في مثل هذه القضية مع هؤلاء البشر المساكين لكن قلة الرعاية والاهتمام بهم يمكن أن تكون خطراً على المجتمع مع مرور الأيام والسنين ،وكما يقول المثل الشعبي «لاتبكي على من مات إبكي على من خف عقله» فهم مظلومون فلا يظلمهم الآخرون أكثر.
فالكل مسئول والكل يجب أن يكون راعياً في هذه المسئولية التي تهم الجميع وتهم المجتمع كله السواء.
أخي الكريم ولنقف وقفة تأمل في حالة محافظتنا هذه كم وكم من معتوه ومجنون في هذه المحافظة متروك في الشارع وفي الأسواق يهيم على وجهه دون رعاية وانتباه له من قبل أهله وكذلك من قبل الجهة المسئولة التي يجب أن يكون لها الدور الأسبق في هذا المجال وكيف تضع خطة لمعالجة ورعاية مثل هذه الحالات.. سواء مكان
مناسب لهم أن أخصائيين وأطباء.
مختل عقلياً يروي قصته بعد علاجه
أنا اسمي م ،ع،أ من الأسر متوسطة الدخل ،كنت والحمدلله قد عدت لحالتي الطبيعية ولكن ما سأقوله لك شيء لايصدق ولايطاق.
لقد كنت أعمل في صنعاء في مجال البناء والتشطيب وشاءت إرادة الله عزوجل أن تمكنت في عملي ووفرت لي مبلغاً من المال فقررت أن اتزوج لكي أكمل نصف ديني وفعلاً تمت الفرحة وتزوجت والحمدلله كنت بكامل قواي العقلية وقد استمررت في العمل حيث كنت أغادر المنزل إلى صنعاء للعمل واجلب لهم المال والمصاريف واقضي فترات متقاربة في البلاد وصنعاء.
وبداية جنوني هي انني ذات ليلة كنا نتحادث أنا وزوجتي حول مرحلة قبل الزواج فكانت تكلمني أنها كانت تعاود بيت عمها وبيت خالها وبعض الجيران وأنا كلمتها أنني كنت قد تقدمت لفلانة وزعطانة تلك الليلة المشئومة اعتقد أنها كانت بداية رحلتي للجنون حيث وحسب العادة اتجهت زوجتي غرفة النوم وإذا بي ينتابني شعور وعدم ارتياح للنوم بتلك الغرفة وقررت مغادرة الغرفة الخاصة بي للنوم بالمجلس المعد للضيوف جاءت زوجتي تتحايل علي فلم استجب لها واصررت على موقفي فأعدت لي العشاء والشاي ووضعته في مؤخرة الغرفة وانصرفت بعد أن ملت من المطالبة لي دون جدوى وماهي إلا ساعات وأنا بمفردي وإذا بتيارات من الأفكار تكاد تخنقني، وسؤالات تدور حولي هل كان ابن عمها يحبها هل بينه وبينها شيء هل كانت على أي علاقة بابن خالها فتارة اكذبها وتارة استجيب لها واستدل ببعض زياراته لي ولابنة عمه لم استطع النوم تلك الليلة وقضيتها في تفكير ووساوس حتى الصباح ولم أتناول العشاء .. جاءت زوجتي ولا أدري ماهو الشعور الذي انتابني وكأنما جاء إليّ عدو لدود نسأل عن حالي وتسأل لماذا أنا هكذا
وهناك جلست وإذا بي احادث نفسي حول هؤلاء الاشخاص وماذا يريدون مني وكيف اكتشف مؤامراتهم أو مخططاتهم لم أتناول الافطار ولا الغداء ذهبت لأجلب القات وعدت أخزن و بدلاً من أن اخزن في المجلس الذي يرتاده معظم أهل القرية اقفلت على نفسي غرفتي وخزنت بها حاول أبي واخواني طلبي إلى المجلس ولكن أمام الحاحاتهم اصررت على الانعزال بنفسي وعلى هذا الوضع استمررت ثلاثة أيام لا أنام ولا أرتاح ولا آكل حتى حدث مالا يحمد عقباه حيث كنت لاأصلي إطلاقاً.
في مساء اليوم الثالث كنت اسمع اصواتاً بجوار شباك غرفتي تنادي باسم زوجتي ،استليت سلاحي المسدس وخرجت فإذا لايوجد شيء،والأهل يعجبون لأمري ومابي أحمل السلاح والزوجة مازالت في المنزل لم أزعلها ولكن لااطقيها.. تكررت تلك الأصوات مرات عديدة في تلك الليلة وتكرر خروجي ودخولي المنزل حتى تنبه والدي لهذا الأمر عندها أخفيت عليه أيضاً وزاد الطين بلة كنت أسمع صوت فلان بعينه وعلان بشخصه فاتجهت صوب زوجتي وطردتها من المنزل ، مانع أبي ووالدتي واخواني ولكن افصحت لهم عن الأمر وقلت لهم أنتم لاتسمعون فلاناً وهو يأتي طول الليل وعلاناً ينتظرها وتواعده ليلاً ونهاراً قالوا زوجتك محترمة ،فإذا به يظهر جنوني أمام أسرتي وأمام تكذيبهم لي يزداد اصراري لأثبت لهم ما اسمع وأحس فقررت أن أثبت لهم وإذا بي اسمع ذلك الصوت فأكسر الزجاج بسرعة لأرى من يقف خلف الزجاج فلا أجد أحداً ويهرع إلي الجميع وإذا بي «أعور» نفسي ويوم اكسر زجاجات المجلس وأيام أكسر الأبواب حتى أنه تطور ذلك السلوك والوهم والسهر إلى حالات اغماء وصرع تأتي لي ونوبات تنتابني . معاناة لم يعانيها أحد مثلي..استمر ذلك ثلاثة شهور في البداية واذا بي يظهر لي هذا الشخص والصوت ويظهر لي إنسان أمامي ولكن غير واضح في ملامح الوجه ويحادثني وأحادثه ولكن لاتراه اسرتي أو الآخرون كنت قوياً ومتماسكاً ولكن كان يضربني ويصرعني حتى أتى مدمياً وملطخاً بدمائي عندها كانت تنتابني حالة عصبية قوية فقد ضربت والدي وزوجتي ووالدتي وأيضاً ناساً من الآخرين ولكن بعد أن يمسكوا بي ويغمى علي اصحوا وكأن لاشيء حصل اقول لهم ماذا حصل؟ فيقولون أنت قلت كذا وكذا فأقول : لاكنت فقط نائماً فعندما كان ذلك الشيء يظهر لي وعند عدم تصديق اسرتي لي قلت لوالدي ارجو ياوالدي أن تقيدني وتكبلني بالقيود لأني احس اشياء تحصل لي ولا أحس إلا عندما اصحو وأنا مضروباً فكان الوالديقوم بتقييدي إلى المساء لم يكن ذلك إلا حفاظاً منه لعدم الاعتداء على افراد اسرتي أما زوجتي فكانت تبكي ليلاً ونهاراً ..سافرت إلى صنعاء وإذا بالهواجس تدور نحوي ان اسرتي في خطر وماهي إلا ساعات وعدت بسرعة إلى منزلي بعد ذلك تطورت حالتي إلى أن فلاناً سيقتلك وعلاناً يريد الغدر بك وزعطاناً يستهدف زوجتك وصار جميع من في القرية اعداء لي لا أطيقهم ولا أريد أن اجلس مع أحد منهم.
عندها كنت لا ارتاح في الجلوس الا بين الاشجار والأشواك والتين وقد استمررت على هذا الحال سنة كاملة بين هواجس وألم حتى أنني قررت قتل نفسي فأخذت مسدساً ووجهته نحو رأسي بعد أن عمرته ولولا عناية الخالق بأن يتبعني في ذلك اليوم والدي والذي استل مني السلاح وكتفني بالحبال ونقلني إلى طبيب يعالج بالقرآن الكريم عندها بدأ لأسرتي التصديق أني مريض أو مصحوب بجن أو مس حيث كانوا يملوا عليّ ما عملت فلم اصدق سنة كاملة من الجنون والمعاناة والألم حتى واصلت العلاج بضعة شهور حتى شفيت بحمدالله تعالى.
على يد المقرئ عبدالكريم سرار
تعتقد ماهو السبب في تعرضك لهذه الحالة الهستيرية أو الجنون أو المس؟
بصدق أولاً أنا لم أكن أصلي إطلاقاً ، ثانياً كنت اخزن ليلاً ونهاراً وكنت احب زوجتي حباً شديداً حتى خالطني فيه الشكوك والأوهام ضف إلى ذلك أن كنت اسخر من هذه الاشياء «مايسمى حالات العته أو الجنون».
هل بمجرد الأوهام والهواجس بادرت للعلاج؟
كان هذا الأمر في البداية أمراً مخجلاً لأسرتي أوعيباً وقد كانت تأتي حالات وهيجان وحمى لاأرتاح إلا بخلع جميع ملابسي وحدث أن خرجت ثلاث أو أربع مرات عرياناً في المحل هذا كان له بالغ الأمر في ضرورة علاجي وعرضه على أي اخصائي.
هل كنت تقوم بأي أعمال عدوانية ضد الأخرين؟
لم أحس ذلك سوى أن اسرتي يفيدون أنني كنت أقذف بالحجار واعتدي على أفراد اسرتي وابكي واكسر كل شيء يكون أمامي واحياناً يكون طبعي كأنه ليس بي شيء.
بصفتك مريت بهذه التجربة ماهو النداء الذي توجهه وإلى من؟
اوجه هذا النداء إلى كل من لديه أوهام أو أفكار شيطانية عليه بعدم الانعزال بنفسه والرجوع إلى الله وعدم الانجرار في محيط الشيطان لأنه يبالغ في افكارك حتى تنتهي إلى جنون.
أما المناشدة فهي أن من لديه مريض نفسي أو مس أو معتوه لايظن أن ذلك عيباً أو أمراً مخجلاً أوعاراً فعليه سرعة الاتجاه به نحو الطب والعلاج سواء علاج في المستشفيات أم القراء الذين يعالجون بالقرآن الكريم ومعالجته وهو في بادئ الأمر أهون عليه أن يستمر في حالته.
هل لك من كلمة أخيرة؟
أحمد الله تعالى الذي اعادني إلى ماكنت عليه واثني عليه واعتذر لزوجتي وكل افراد اسرتي لماسببته لهم من متاعب خلال سنة مضت وأنا فاقد الوعي واسأل من الله أن يشفي كل عليل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.