بدأت مناورات عسكرية شاملة بين الكيان الاسرائيلي وأمريكا، والغرض من هذه المناورة هو التحضير لحرب خاطفة لضرب البنى التحتية والاستراتيجية لإيران. لقد استطاعت أمريكا عبر مجلس الأمن وحرب إعلامية مؤسسية ناجحة أن تحضّر الرأي العام لضرب إيران ، الحليف القديم لأمريكا..فإذا ما شنت أمريكا أو الكيان اليهودي حرباً ضد إيران ، فإن الرأي العام العالمي يكون مهيأ لاستقبال أي دعاوى ضد هذا البلد الذي تتهمه أمريكا واسرائيل على السواء بأنه يهدد اسرائيل والمصالح الأمريكية ويدعم الإرهاب في المنطقة ، خاصة سوريا وحزب الله ، بل يصل الأمر للكيان الاسرائيلي إلى أن يعرض انسحاب جيشه من مرتفعات الجولان ، مقابل قطع سوريا علاقتها بإيران وحزب الله اللبناني. أمريكا الامبراطورية التي تحكم العالم ، وتبتز أوطانه ، رعباً ورهباً لاتريد أن يكون لها ند في العالم ، خاصة في منطقة الخليج الذي يوجد فيه مخزونها الاستراتيجي من النفط. وأمريكا ربما لاتريد ضرب إيران لأن عشرات الألوف من الأمريكيين في العراق ، على مرمى النيران الإيرانية ، خاصة وأن الألوف من العملاء الإيرانيين ، على المستوى الرسمي والشعبي في العراق قادرون على التحرك ، خاصة إذا صدرت فتوى شيعية تحث على الجهاد ضد الأمريكان ، وهو مالم يحدث حتى الآن بعد احتلال هذا الأخير لهذا القطر العربي المسلم. ثم ان ايران بصواريخها الحديثة قادرة على أن تطال آبار النفط في الخليج ، وهي أمور لابد أن يفكر فيه العسكريون الأمريكيون كثيراً اللهم إذا أرادت أمريكا أن تحارب إيران عبر وسطاء من الدول التي لن تسكت إذا ما هددت آبارها النفطية ؛ عندها ربما تنشأ حرب عالمية ثالثة. ان امريكا تريد دون شك أن تضرب إيران ، ولقد فشلت محادثات هذا الرئيس الأمريكي مع الرئيس الروسي عندما أرادت أمريكا أن تنصب صواريخها العابرة في كل من «بولندا» وبلاد «التشيك» ولقد حاول «بوش» أن يقنع رئيس روسيا بأن إيران هي المستهدفة وليست روسيا، علماً أن روسيا هي التي أعطت علمها وعلماءها لإنجاز المفاعل النووي الإيراني. ماذا يصنع العرب؟ إن الحل الوحيد لدرء شرور أمريكا واسرائيل هو المزيد من الديمقراطية وتوعية الشعوب، وعدم الارتماء بأحضان المصالح الزائلة.. فهل يوجد زعماء يفكرون بعقلية استراتيجية؟.