كانت بريطانيا بزعامة رئيس حزب العمال «توني بلير» قد خاضت ولاتزال حرباً غير مقدسة ضد العراق، وشكلت «ثنائي» احتلال مباشر ومحرض.. ولقد سخر البريطانيون من «بلير» واتهموه بأنه «ذيل» مجرد ذيل لجورج بوش رئيس أمريكا!!. قالت صحيفة "الجارديان": إن ثقافة كل من بوش وبلير توراتية أصولية، فهما يؤمنان أن تعجيل نزول المسيح لا يكون إلا بإفناء أي أمة تحول دون سيطرة اليهود على العالم؛ ولذلك وبحسب الديمقراطية البريطانية أنهى «بلير» فترة حكمه مدّت له دورتان رئاسيتان بحسب الدستور البريطاني. وأراد الصديق الحميم جورج بوش أن يكافئ صديقه بلير ، فمن الصعب أن يعود بلير مواطناً كما كان، خاصة أن أمريكا تحتاجه، وخاصة أن بلير يؤمن بالأفكار «البوشية» فاقترح أن يكون «بلير» وسيطاً في مسألة الشرق الأوسط بين اسرائيل والفلسطينيين. الفسطينيون كالعادة منقسمون في قبول بلير الذي عقد لاختياره الأمريكان ترتيباً لوظيفته الجديدة في القنصلية الأمريكية بالقدس المحتلة؛ غير أن روسيا حتى الآن معترضة على هذه الوظيفة ؛ ليس لأنها تعمل حسابها للمصلحة الفلسطينية؛ فليس هناك قيم لا عند روسيا ولا عند أمريكا أو أوروبا؛ هناك مصالح، وربما تريد روسيا أن تقايض الأمريكان؛ أي أن بلير أصبح ورقة سياسية لصالح روسيا. منظمة حماس ترفض «بلير» لأن يده كما قال الناطق الرسمي لحماس ملطخة بالدماء، بينما رحبت فتح «ببلير» لأن لديه خبرة.. وتقول حماس: نعم لدى بلير خبرة بقتل العراقيين والفلسطينيين معاً، وربما استطاعت أمريكا أن تقايض روسيا وفاء للصديق المخلص جداً «توني بلير». العالم يعرف مدى ولاء الانجليز لأمريكا «توني بلير» وهذا يعني أن «بلير» لن يكون مبعوثاً محايداً؛ سوف يعمل على الانحياز للكيان الاسرائىلي الذي كان أصلاً صاحب الاقتراح لتعيين «بلير» مبعوثاً إلى الشرق الأوسط. أما العرب الذين يعتمد عليهم الغرب وأمريكا في النفط والاستثمار الذي يشمل شركات احتكارية كبرى فليس لهم رأي فيما يبدو فكثير منهم لن يخالف أمريكا النبي الجديد، الإله الجديد. ولا ندري ماذا سيكون موقف «عمرو موسى» الذي لايزال يصدّق نفسه بثقة أن هناك مؤسسة اسمها "جامعة الدول العربية"!.