- قليلة، بل ونادرة هي الأحزاب التي جاءت من رحم الحاجة والضرورة.. وفي مقدمتها يأتي المؤتمر الشعبي العام الذي يحتفل اليوم بيوبيله الفضي واكتمال 25 عاماً منذ أول انعقاد له في 24 اغسطس 1982م. - المناسبة قد تبدو خاصة.. لكنها ليست كذلك بمقاييس عدة أهمها أن المؤتمر ولد تنظيمياً وطنياً جامعاً، ولايزال كذلك، مع اختلاف طفيف في الواقع لايغير من حقيقة كونه لايزال «جامعاً». في لحظته الزمانية والمكانية - عند مطلع العقد التاسع من القرن الماضي - مثل المؤتمر مخرجاً عبقرياً لليمنيين، جمع تحت لوائه مختلف الألوان والأطياف والمشارب والقوى السياسية والحزبية والفكرية والاجتماعية في وقت كانت البلاد محتاجة إلى من يلملم جراحاتها ويجمع شعث الفرقاء ويوفق بين النقائض كافة. ويتفق فرقاء اليوم الذي نعيش بأن المؤتمر الشعبي أنجز المشروع الذي يلبي حاجة اليمن واليمنيين، في وقته، إلى كيان وطني وسياسي تلتقي عليه همم اليمنيين، وتجتمع معه القوى في صيغة شراكة حقيقية تؤسس لمرحلة الاستقرار والأمن، وتضع لبنة أولى في مدماك اليمن الجديد. امتاز المؤتمر عن غيره بأنه استوعب في إطاره التنظيمي كافة الأحزاب والقوى السياسية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، في وقت كان دستور البلاد يحرم الحزبية، ويمنع العمل الحزبي.. إلا أن قيادة الرئيس/ علي عبدالله صالح ارتقت فعلاً حضارياً جسوراً كان له ان يغلق وإلى الأبد ملف الصراعات والتناحرات حول كرسي الحكم وعلى أعتاب القصر الجمهوري. كان «المؤتمر» هو حصانة الشعب وضمانة الوحدة الوطنية والجسر الآمن الذي عبر عليه اليمنيون إلى الوحدة الكبرى والاستقرار الكبير. واليوم .. وبعد مرور 25 عاماً من أول انعقاد لمؤتمر شعبي جامع وتوحيدي يقف اليمنيون وقفة إجلال وإكبار أمام الذكرى والمناسبة، ويتذكرون بمزيد من الامتنان والفخر أولئك الرجال الذين صاغوا الوثيقة النظرية والفكرية «الميثاق الوطني» وأبدعوا كياناً تنظيمياً ووطنياً جاء في لحظة حاسمة.. وليد الحاجة الوطنية والضرورة الشعبية. شكراً لأنكم تبتسمون