في القديم كان المعلم يحظى بمكانة مرموقة وحتى قبل أن يأمر شوقي كلاً من التلميذ أو أخاه الذي تتلمذ والذي لم يتتلمذ بقوله: قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً قبل أن يقول شوقي هذا الكلام؛ كان المجتمع حريصاً على إجلال المعلم وتقديره؛ بل تقديسه. وكان العرف يقضي أن «من علّمني حرفاً كنتُ له عبداً» غير أن المعلم في الوقت الحاضر أصبح ينظر إليه نظرة حتى ليشعر هذا المعلم بالحرج وهو يتقدم خاطباً زوجه!!. فهو في كل الأحوال فقير، ولهذا ينصرف كثيرون من الناس إلى مجالات أخرى ابتغاء الغنى!!. وربما شعر كثيرون من المعلمين بالحقد فيقوم برد فعل سلبي؛ فلا يشرح الدرس كما يجب، ولا يحرص على الإبداع واكتشاف الموهوبين في الفصل؛ بل ربما قصّر في مسؤوليته مما ينتج هذا الغثاء من المتعلمين الذين لا يعلمون، وهذه التربية البلهاء التي تتنافى مع السلوك الإسلامي الجيد؛ بل تنتج جيشاً من المؤهلين نفسياً للخروج على الأسرة وعلى المجتمع. وحسبنا أن ننظر ونسمع خطاب الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم وفي الشارع لنعلم كيف أن المعلم لم يقم بدوره بسبب كثرة إحباطاته ونظرة المجتمع إليه. لسنا بصدد طلب تحسين وضع المعلم من الناحية المالية وحسب؛ ولكنا نتمنى أن تكون التوصيات التي سيخرج بها مؤتمر المعلمين العرب بصنعاء في مرمى التنفيذ؛ وبيد الحكومات العربية إن شاءت أن تنقل المجتمع عبر المعلم إلى أحسن حال.