نُقل عن صحيفة اسرائيلية قولها إن الرئيس محمود عباس "أبومازن" حمل إلى رئيس وزراء الدولة العبرية ايهود أولمرت هدايا رمزية من الرئيس السوري بشار الأسد لم تكن من الهدايا التي يتبادلها الرؤساء في العادة، بل كانت عبارة عن "علب فاخرة من البقلاوة" وهي الحلويات التي يشتهر السوريون في صناعتها كعينة عن "حلاوة السلام" مع دمشق!!. بقلاوة الرئيس الأسد، وكما نُقل عن الصحيفة ذاتها، كانت تعبيراً عن بادرة حسن نية للتأكيد على أن سوريا ترغب في تحقيق سلام دائم مع الدولة العبرية؛ على أن تعيد الدولة العبرية أراضي الجولان السورية المحتلة منذ القرن الماضي، ولم يتم تحريرها لا عبر الحرب ولا عبر السلام. الصحيفة ذكرت أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ورجاله، فوجئوا عندما سلّمهم "أبومازن" علبة خشب سورية جميلة، وفي داخلها "البقلاوة الألذ في الشرق الأوسط" مرفقة بمغلف يضم صفحات كُتبت عليها باللغة العربية النقاط الرئيسة في مبادرة السلام العربية التي تم تأكيدها في قمة دمشق، إلى جانب كل رموز الدول الأعضاء في الجامعة العربية وأعلامها. قد تصدق هذه الرواية وقد لا يكون لها أي أساس من الواقع، فلربما كانت "البقلاوة" هدية سورية فعلاً، ولكنها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي كان عائداً من العاصمة السورية دمشق بعد مشاركته في القمة العربية التي عُقدت أواخر شهر مارس الماضي، وقد يكون الرجل أحرج عندما شاهده حراس أولمرت ولديه علب فاخرة من "بقلاوة الأسد" فأعطاه إحدى العلب وعلب أخرى لمعاونيه مثل وزيرة الخارجية تسيبي لفني. ليست القضية هنا، بل في الخبر الذي عمد الاسرائيليون إلى تسريبه ونشره في صحفهم، ومفاده أن أولمرت استقبل محمود عباس "أبومازن" ليعلم منه تفاصيل ما جرى في قمة دمشق، وليؤكدوا أنهم قادرون على معرفة كل ما دار في القمة من نقاشات وخلافات وقرارات، خاصة أن قمة دمشق الأخيرة كانت من أكثر القمم إثارة للجدل وتجاذباً للمواقف بعدما غابت دول كبيرة لها ثقل أساس في المشهد العربي، مثل مصر والسعودية، بالإضافة إلى اليمن بالطبع، التي غاب عنها الرئيس علي عبدالله صالح. لكن أولمرت عبّر عن شكره للهدية الفاخرة، سواء كانت جاءت عن طريق الرئيس السوري بشار الأسد مباشرة، وهو أمر يشك فيه، أو عن طريق الرئيس محمود عباس "أبومازن" محرجاً، بطريقته الخاصة؛ فبينما كان يتذوق ومساعدوه حلاوة البقلاوة السورية؛ كانت مئات القذائف تهطل على سكان قطاع غزة وتقتل أبناءها دون أدنى حرج أو مراعاة لدفء المشاعر التي عبّر عنها أحد الرئيسين العربيين للثعلب أولمرت. لكن ماذا يمكن التوقع من ثعلب مثل أولمرت؟!.. فهو مثله مثل شارون وشمعون بيريز وجولدا مائير واسحاق رابين وايهود بارك ونتنياهو وغيرهم من مسؤولي الدولة العبرية الذين مرّوا على تأريخها. من هنا فإن هؤلاء لا تنفع معهم البقلاوة السورية أو أية هدايا من أي نوع كان، لأن هؤلاء لا يفهمون إلا لغة القوة والمقاومة، وطالما ظل العرب يعلقون الآمال على سلام اسرائيل؛ فإنهم سيظلون ينتظرون طويلاً ولن يجنوا من هذا الانتظار سوى المزيد من الانتكاسات والمزيد من الانكسارات والكثير الكثير من السراب.