يبدو أن اللجنة العليا لمكافحة الفساد بدأت تؤتي ثمارها وبدأنا نسمع عن عدد من المسئولين تمت إحالتهم إلى القضاء بتهمة الفساد أو هم في الطريق إلى ذلك.. وكماجاء على لسان مصدر حكومي مسئول إن بعض الوزراء الذين تم إقالتهم مؤخراً لديهم قضايا فساد.. وأن ملفاتهم مع آخرين سيتم إحالتها إلى القضاء وهذه خطوة شجاعة ومحسوبة للحكومة واللجنة العليا لمكافحة الفساد وبادرة نتمنى أن تستمر وتشمل جميع وحدات الجهاز الإداري في الدولة لتطهيره من الفساد والمفسدين ورسالة قوية لكل مسئول فاسد بأنه لن يكون بمنجى من العقاب وليس هناك استثناء في تطبيق القانون.ولكن لست أدري ماالسبب الذي يدفع الجهات المعنية حتى الآن إلى التعتيم وإخفاء اسماء المتورطين بقضايا الفساد المسئولين ممن تمت إدانتهم وثبت فسادهم وماهي الحكمة وراء هذا الإجراء، أليست الوظيفة العامة التي تقلدوها والمال الذي تم نهبه والتلاعب به من الممتلكات العامة؟؟ هذا أولاً وثانياً أليس هؤلاء المسئولون قد مارسوا فسادهم علناً دون خوف أو خجل ودون أن يفكروا لحظة واحدة في أن مايقومون به جريمة في حق الوطن والشعب وأن القانون يحرم ذلك وسيأتي اليوم الذي يحاسبون فيه على مااقترفوه من جرائم الفساد المالي والإداري وماألحقوه من ضرر بالغ بمصلحة الوطن العليا ولن يجدوا من يحول بينهم وبين الجزاء العادل الذي ينتظرهم ؟؟ فلماذا إذاً لايتم نشر الاسماء ليعرفهم الجميع كما عرفهم وهم مسئولون وحتى يكونوا عبرة وعظة لغيرهم ممن لازالوا في مواقع المسئولية.. ؟؟ أم أن الحرص على سمعتهم وعدم جرح مشاعرهم والتشهير بهم سيكون أكثر من الحرص على المال العام واحترام القانون ؟؟ ايها السادة ان الفساد والمفسدين إن لم يواجهوا علناً ويكشف عنهم أولاً فأولاً ليعرفهم القاصي والداني ويدرك أن مكافحة الفساد أصبحت حقيقة وليست وهماً وأن الشعب على اطلاع بكل شيء وأن هؤلاء قد أصبحوا مدانين ليس بحكم القانون وحسب بل مدانين من الشعب صاحب المصلحة العليا في مكافحة الفساد والأهم من ذلك ان يدرك كل مسئول ان مصيره سيكون مثل هؤلاء إن لم يخلص في عمله ويبتعد عن كل شبهة فساد.. ولا ضرر حتى إن كانوا متهمين فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته فإن أدين فإثمه على نفسه وإن تم تبرئته عاد معززاً مكرماً وعرف الجميع نزاهته واستقامته ووجب رد اعتباره بمايليق به.. تلك هي الغاية من العقاب. عقاب على المذنب وعبرة وعظة لمن لم يذنب. إن لم يتم ذلك فلا أمل أن يكون الشعب شريكاً في مكافحة الفساد والمفسدين. وأخيراً نحن لانبحث عن التشهير والإساءة ولكن نبحث عن الحقيقة حتى لانفاجىء أن بعض هؤلاء يتم تقليدهم مسئوليات أخرى في مواقع أخرى ولا من شاف ولامن دري مادمنا لانعرف من هم ولاماهي مواقعهم التي كانوا يشغلونها؟؟؟