ماذا يريدون منا بالضبط .. وهل ما زال في القلوب متسع لرحمة .. أو ذرة من إيمان .. أو شيء من إحساس .. وخوف من الله عز وجل .. والحساب .. والعقاب في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون!! بأي شريعة يخاطبوننا .. وبأي منطق يتحدثون .. وبأي أخلاق يتعاملون بها .. وبأي عقل يتصرفون .. وبأي قلب يحاورون الواقع .. والحياة .. والآخرين!! أي ظن يأخذهم إلى ارتكاب الجرائم الشنعاء .. وأي فكر يقودهم إلى سفك الدماء وقتل الأبرياء والتشويه بديننا الإسلامي وشريعتنا السمحاء.. يا الله .. كم هي قلوب قاسية .. جامدة .. مجمدة .. لا خوف .. ولا رحمة .. ولا شعور .. ولا إحساس .. ولا ذرة خجل. شباب في عز عمرهم يؤدون الواجب ويخدمون الوطن وأمنه واستقراره تتطاير أجسادهم أشلاء في كل مكان .. وتزهق أرواحهم . رجال .. ونساء .. آمنون .. مطمئنون تسفك دمائهم ويقتلون ببشاعة .. ولا ذنب اقترفوه .. ولا جرم ارتكبوه. حتى أولئك الأطفال الذين كانوا يغطون في النوم بمنازلهم أصيبوا .. وجرحوا وداهمهم فجأة الذعر وما زالوا على سرير المرض بالمستشفى يبحثون عن الصحة والعافية. بلادنا الآمنة المستقرة .. تصاب بالتفجيرات .. وتستقصد بالتخريب .. وتلاحق بالعمليات الإجرامية البشعة من قبل فئة ضالة مضلة أقلقت السكينة .. وأزهقت الأرواح .. وقتلت الأبرياء .. وسفكت الدماء المحرمة. أي بلاء نحن فيه .. ومن يدعون أنهم على خلق ودين ينفذون العمليات الإرهابية والإجرامية .. ويفعلون ما لا يرضى به مسلم .. ولا يقره دين .. ولا تسمح به شريعة .. ولا يقبله عاقل. ما الفرق بين أولئك وبين من يقتل إخواننا المسلمين في فلسطين .. لا أعتقد أبداً أن هناك فرقاً .. وعودوا إلى قائمة القتلى والجرحى في الهجوم على السفارة الأمريكية وستعرفون جيداً أن لا فرق!! يعلمنا ديننا أن لا نظلم مسلماً .. ولا ذمياً .. وأن لا نرتكب أي خطأ أو حماقة .. ويدعونا إلى العدل والمساواة والتسامح والاعتدال وفعل الخيرات .. فكيف إذا وصل الأمر إلى حد سفك دم إمرئ مسلم!! أين أولئك القتلة المجرمين من وعد الله عز وجل للقاتل الذي يعتدي .. ويقتل .. ويسفك الدم .. ويزهق الروح .. حين يكون جزاؤه جهنم خالداً فيها (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)صدق الله العظيم. هل من الإسلام .. ترويع الآمنين .. وقتل الآخرين .. وسفك دماء الأبرياء .. والترهيب .. والتخريب .. وضرب مصالح الوطن .. والأمن والاستقرار .. ديننا .. وعقيدتنا .. وشريعتنا .. بريئة منهم .. ومن أفعالهم .. وجرائمهم البشعة .. ونحن جميعاً بريئون منهم .. وجزاء من غادر سيلقاه عسيراً عند رب المستضعفين .. والمغدورين.. وجزاء من تبقى يجب أن يناله سريعاً .. وأن يكون هناك إجراء حازم ورادع لكل من يسيء لديننا وبلدنا وعاداتنا وأخلاقنا. لقد أحرقوا قلوبنا .. وأبكونا حزناً ومرارة على الأبرياء الذين نالوا الشهادة .. وعلى الوطن الذي يتلقى ضرباتهم الغادرة الموجعة .. وعلى اقتصادنا الذي يتدهور ويخسر المليارات بسبب جرائمهم .. وشناعة أفعالهم .. وعلى أمننا واستقرارنا الذي يصاب بأحقادهم ونفوسهم المريضة .. وعقلياتهم التدميرية .. وقلوبهم السوداء .. الميتة!