غداً الجمعة يصادف حلول العيد السادس والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة التي أتت صباح يوم الخميس 62سبتمبر عام 2691م, لتبدد دياجير الظلام الذي كان مخيماً على الجزء الشمالي والغربي من وطننا اليمني لعقود من الزمن تحت الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف الذي جعل هذا الجزء الشمالي من الوطن مجرد سجن كبير الخارج منه مولود والباقي فيه موءود بسبب الظلم والفقر والجهل والمرض. عقود من الزمن عاش فيها شعبنا اليمني في شماله وجنوبه تحت نيران ظلم وكهنوت الإمامة والسلاطين والاستعمار البريطاني البغيض ،وما قرأناه وسمعناه من أبنائنا وأجدادنا عن الأوضاع التي كانت قبل الثورة يجعلنا نحن الجيل الذي أتينا بعد الثورة نحمد الله تعالى على أننا لم نعش تلك الظروف المأساوية ولم نعان تلك المعاناة التي عاناها آباؤنا وأجدادنا في عهد الإمامة والسلاطين والاستعمار ويجعلنا نحني رؤوسنا إجلالاً وتقديراً لأولئك المناضلين والأحرار الذين حملوا على عواتقهم تحرير شعبنا اليمني من الظلم والاستبداد الإمامي والسلاطيني والاستعماري ونترحم على أولئك الشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل الانعتاق ورووا بدمائهم شجرة الحرية والاستقلال. اليوم بعد ستة وأربعين عاماً من الثورة نحتفل بما تحقق من منجزات عظيمة وتحولات ماكان لها أن تتحقق لولا تلك التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا اليمني ممثلاً بأولئك الشهداء والمناضلين الذين خططوا وأعدوا العدة وفجروا الثورة ودافعوا عنها في مختلف المنعطفات والمحطات التي تعرضت فيها الثورة لمحاولات إجهاضها. نحتفل اليوم بعد ثمانية عشر عاماً واربعة أشهر وتحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية العظيمة سبتمبر وأكتوبر ألا وهو إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً في الثاني والعشرين من مايوم عام 0991م والتي بإعادتها أعيد الاعتبار للتاريخ اليمني ولأولئك المناضلين الأوائل الذين أسسوا الحركة الوطنية اليمنية وحملوا لواء النضال اليمني الواحد لإنهاء الحكم الإمامي الفردي في الشمال وحكم السلاطين والاستعمار البريطاني في الجنوب فكانت ثورة 62سبتمبر 26و41أكتوبر 36م ثمرة لذلك النضال وتلك التضحيات الجسيمة التي قدمها أولئك الرواد الأوائل الذين مهدوا الطريق للوصول إلى مانحن عليه اليوم. ثورة ال62من سبتمبر 26م لم تكن مجرد ثورة لإسقاط نظام واستبداله بآخر كما يحاول البعض تكريس هذا المفهوم بل هي ثورة غيرت مجرى التاريخ في هذا الجزء من العالم ولذلك فإنه لابد أن يتم كتابة تاريخها بكل صدق وأمانة وتجرد ولابد أن يكون هناك حيز كبير في المناهج الدراسية سواء للمرحلتين الأساسية والثانوية أو الجامعية ولابد أن يكون هناك مقرر يدرس في الجامعات اليمنية عن تاريخ اليمن القديم والحديث ويتم فيه إبراز دور الحركة الوطنية في التحرر من الإمامة والسلاطين والاستعمار وكيف تم تفجير ثورة 62سبتمبر و41اكتوبر وإنهاء حكم الائمة والسلاطين والمستعمرين الغزاة وتحقيق الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر وإبراز دور القيادات التي تولت عملية الإعداد والتحضير لتفجير الثورة وقادت معارك التحرير وترسيخ النظام الجمهوري وصولاً إلى تحقيق الوحدة اليمنية بكل شفافية ودون غمط لدور هذا أو ذاك من المناضلين بسبب الخلافات والصراعات التي تلت قيام الثورة أو الوحدة. ونحن نحتفل بأعياد الثورة اليمنية الخالدة «سبتمبر واكتوبر ونوفمبر» نود أن نؤكد أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به العلماء والمثقفون والمفكرون وأساتذة الجامعة والسياسيون والإعلاميون والصحفيون والمعلمون في تعميق مفهوم الولاء الوطني وحب الوطن في نفوس الأبناء الطلاب والطالبات والشباب والشابات وترسيخ ثقافة التسامح والإخاء والمحبة بين أفراد المجتمع ونبذ التطرف والغلو والتعصب والطائفية والعنصرية والقروية وكل الممارسات والسلوكيات التي تلحق الضرر بالمصلحة الوطنية العليا. الرحمة والخلود للشهداء الأبرار وعاشت الثورة والوحدة.. والموت لأعداء الوطن.