من يصدق أن زوجة الروائي العالمي الكبير «ليون تولستوي» كانت تعترف بأنها قتلت زوجها !!؟ والحقيقة أن تولستوي عاش حياة زوجية بائسة، وأن قرينته كانت سبباً غير مباشر في موته التراجيدي وقد بلغ من العمر عتياً، فقد مات تولستوي بعد أن غادر من بيت الزوجية لمدة أحد عشر عاماً، عاش فيها مشرداً متنقلاً حتى داهمه التهاب رئوي حاد تسبب في موته وهو ابن الحادية والتسعين من العمر. تزوج تولستوي بامرأة من عامة الشعب الروسي، وكان يتوهم أن زواجه سيكون سبباً في تمتين ميوله الأدبية والإبداعية التي اقترنت بتساؤلاته الفلسفية الوجودية وحبه الكبير للدقة في العمل، فقد كان تولستوي نموذج الباحث الجاد عن الجواهر والمكنونات، لا العوابر والشوارد الطارئة، لكنه اكتشف وعلى حين غفلة من الدهر أنه أمام زوجة بشعة متلافة وعاشقة للمظاهر والشكليات، ولقد كانت ترهقه بالطلبات التي لا تتوقف وإذا ما حاول إبعادها عن مزاجها المجنون باشرته بالنقد والبكاء والجفاء محولةً أيامه ولياليه إلى حالة من التشظي والتمزق، ومن غرائب طباعها وعشقها للمال انها لم تكن تفكر بما في يديه من مال فقط، بل ما يحتمل أن يصله من مال !!، وقد اشتهر عنها أنها كانت تثور ثورة عارمة إذا عرفت أن تولستوي نشر كتاباً ولم يستلم منه أجراً ، وكانت تتعمد القيام بأفعال مرعبة كالتمرغ في الأرض والتهديد بقتل نفسها، وهكذا ظل تولستوي يتحمل ثقلاً كالجبال، وامرأة كالأمواج المتلاطمة ومن الغريب العجيب انه كان يبدع أروع أعماله مع هذه الإنسانة المتسلطة المادية لكنه وبعد أن بلغ الإحدى والثمانين من العمر، واكتشف ان سنين العشرة والصبر لم تزدها إلا جنوناً ونكداً، خرج من بيته في ليلة ليلاء من عام 1910م متجهاً إلى المجهول، تماماً كما فعل «كانكان العوام» في رواية جورجي أمادو الشهيرة بعنوان «كانكان العوام الذي مات مرتين » والحقيقة ان مسيرة كانكان تشبه إلى حد كبير مسيرة ليون تولستوي ولعل «أمادو» أراد أن يذكرنا بسيرة تولستوي عبر روايته تلك. خرج تولستوي من منزله وهام على وجهه مدة 11 عاماً من شيخوخة بائسة ومات بعد ذلك متأثراً بالتهاب رئوي حاد، والعجيبة ان شبح زوجته المتسلطة كان يطارده دوماً حتى أنه أوصى بأن لا ترى جثته بعد موته !! من أقواله النابعة من تجربته المريرة: المرأة يزداد إخلاصها كلما نقص الإعجاب بها. المرأة على حقيقتها لا تزيد عن كونها أنانية مغرورة. تزوج متأخراً بقدر ما تستطيع. تزوج متأخراً وإلا فإن كل طموحاتك ستتبدد.