مساء الخير أيها النجم المعلق على وجه السماء كقنديل بألوان الكون وطعم البهاء.. أيها الساكن في أحداق الوجود البعيد.. أيها الراقد بين أحضان العطاء الرغيد. أيها الراقص حول ربوع الروح المنسكب أثيراً حول هذا الجسد.. سلام عليك يغمر وجهك المرسوم بماء الحرية.. المنقوش بحبر البقاء على شواطئ مدّك.. المغمور فينا بفيض الوميض.. ومساحات الحقول الصامتة؛ تحرك إحساسها بك سنابل التاريخ المثمرة بوجودك. مساء الخير أيها الجميل الذي تسعه قلوبنا وقد ترامت أطرافه تحت أقدامنا بلا حدود.. أيها الصابر الذي يمد يديه إلينا طويلاً وقد بترت أفكارنا عنه غربة الروح والبيت والولد.. مساء الخير يا شمعة الزمان والمكان التي لا تنطفئ إلا بانطفاء الروح عن مصباح الحياة.. أيها الكبير فينا.. الكبير الذي علّمنا حبه بلا عصا.. يعطينا بلا مقابل.. يثمر فينا قطافه ونحن الذي نجني الثمر. مساء الخير أيها المنطرح تحت سماء الله كحقل بهيج.. أيها الهاطل مطراً من الحب على ضفاف قلب رقيق. أيها الساحر الذي ما فتئت عيوننا ترابط على أبوابه البهلوانية الرائعة كذهول الأطفال بألعابهم.. أيها الحلم الذي يجعلنا أنقى من الثلج.. أخف من السحب.. أقوى من الجبال ألذّ من شهد الحقول.. أجمل من زهر المروج.. أعطر من حبات الفل.. أزكى من شذا الياسمين.. أينع من تيجان الكاذي.. زهرك المطبوع باسمك. مساء الخير أيها المتناثر بين شراييننا دماء من نور.. أيها الباقة النابضة بألوان الحياة.. من ريف يحاكي الهضاب.. وواد غارق في ضباب.. ومدينة «مُكحّلة» برماد الخبز.. تفتح ذراعيها لقادم وغادٍ.. لكل من غاب وعاد.. لكل من لا يحب طعم الغربة.. لا يحنّ للسهد.. لا يسكره أريج المدائن.. يخاف الغربة.. مساء الخير يا ثرى الموت والحياة.. باقون على تبرك الأخضر.. أيها الفارس العملاق على جواد الكون.. أيها المعلم الذي غرس فحصد.. وتسامى إلى الأبد. مساء الخير يا قرة الأعين.. ويا رنيم الألسن.. ويا بيت الشعر.. وقصيدة العمر.. يا كتاب النبلاء الذين مشوا على أعتاب التضحيات.. يا صفحة الخلود المنمقة بالمواكب. مساء الخير يا درّة الكواكب.. ماذا أكتب لك أيها القريب الذي لا تكفيك دفاتري.. ويعجز عن وصفك حبر أقلامي.. مساء الخير أيها الوطن.