الصحابي اليماني الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه كان أعلم الأمة بأمور الدين والدنيا، يقول رسول الله صلى الله وسلم: «أعلم أمتي بالحلال والحرام، معاذ بن جبل» وعندما بعثه رسول الله إلى اليمن ليكون قاضياً ومرشداً، جاء في كتابه الذي بعثه معه إلى أهلها: «إني بعثت لكم خير أهلي». وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستعين به في أمور الدين والفقه، ويقول: «لولا معاذ بن جبل لهلك عمر..!!». وعندما ذهب معاذ بن جبل إلى بلاد الشام ليعلّم الناس كتاب ربهم، وسنة نبيهم، ويفقههم في الدين، كان عطاؤه بلا حدود جسدتها شهادات معاصريه. يحدثنا يزيد بن قطيب قائلاً: «دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى جعد الشعر، قد اجتمع حوله الناس، فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ.. فقلت: من هذا؟ فقالوا: معاذ بن جبل». كما يقول أبو مسلم الخولاني: «أتيت مسجد دمشق فإذا فيها حلقة فيها كهول من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا شاب فيهم أكحل العين، براق الثنايا، كلما اختلفوا في شيء ردوه إلى الفتى، فقلت لجليس لي: من هذا؟ فقال: معاذ بن جبل». بقي أن نعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «معاذ بن جبل أمام العلماء يوم القيامة».